من التاريخ

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ جعفر السبحاني
عن الكاتب :
من مراجع الشيعة في ايران، مؤسس مؤسسة الإمام الصادق والمشرف عليها

عثمان بن عفان


الشيخ جعفر السبحاني ..
هو عثمان بن عفان ابن ابي العاص بن انية القرشي الأموي، أبو عبدالله وأبو عمرو.
ولد بمكة وأسلم بعد البعثة بقليل. هاجر إلى أرض الحبشة الهجرتين ثم عاد إلى مكة وهاجر إلى المدينة.
شهد أحداً(1) وما بعدها من المشاهد وكان قد تخلف عن بدر ويقال إنه تخلف عنها لتمريض زوجته رقية بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
هو أحد الستة الذين رشحهم عمر بن الخطاب للخلافة، ففاز بها لقبوله بالشرط الذي اشترطه عبد الرحمن بن عوف في تحكيم سنة الشيخين أبي بكر وعمر(2)... .


مقتل عثمان:
كان عثمان قد اختص أقاربه من بني أمية بالمناصب والولايات(3) وأعطاهم الأموال الطائلة ما أثار نقمة الناس عليه.
قال ابن قتيبة في المعارف: وكان مما نقم على عثمان أنه آوى الحكم بن العاص وأعطاه مائة ألف درهم، وقد سيره رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم لم يؤوزه أبو بكر ولا عمر. قالوا: وتصدق رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بمهروز موضع سوق المدينة على المسلمين فأقطعه عثمان الحارث بن الحكم أخا مروان واقطع فدك(4) مروان وهي صدقة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وافتتح افريقية وأخذ الخمس فوهبه كله لمروان.
ومن الأحداث التي نقمة على عثمان أنه نفى الصحابي الكبير أبا ذر الغفاري إلى الشام ثم استقدمه إلى المدينة لما اشتكى منه معاوية، ثم نفاه إلى الربذة، وكان أبو ذر ينكر على الولاة وبطانة عثمان استئثارهم وعدم إنفاقها في وجوهها وكان رحمه الله يقول: والله لقد حدثت أعمال ما أعرفها، والله ما هي في كتاب الله ولا سنة نبيه(5).
فسارت إليه الوفود من مصر والبصرة والكوفة ومعهم أهل المدينة، يطلبون منه أن يرد المظالم ويعزل كل عامل كرهوه، فأتاهم الرضى فانصرف القوم فلما كان المصريون ببعض الطريق وجدوا كتابًا مع غلام عثمان إلى عامله على مصر أن يضرب أعناق رؤساء المصريين ، فرجعوا إلى المدينة وحاصروه مدة ثم قتلوه وذلك في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، ودفن في حش كوكب(6).
_________
(1) قال ابن الاثير: وانتهت الهزيمة بجماعة المسلمين فيهم عثما بن عفان وغيره إلى الأعوص، فأقاموا فيه ثلاثا ثم اتوا النبي(ص) فقال لهم حين رآهم: لقد ذهبتم في عريضة. الكامل في التاريخ: 2/158. وتنظر تاريخ الطبري : 2/203 حوادث سنة 3ه.
(2) وكان عبد الرحمن قد اخذ بيد الامام علي (عليه السلام) واشترط عليه هذا الشرط، فأبى (عليه السلام) ان يقبله فأرسل يده.
(3) فكان بالشام كلها معاوية ، وبالبصرة سعيد بن العاص، وبمصر عبد الله بن سعيد بن ابي سراح، وبخراسان عبد الله بن عامر بن كريز، وبالكوفة الوليد بن عقبة بن ابي معيط. وقد ولي عبد الله بن عامر البصرة وولي سعيد بن العاص الكوفة ايضا.
(4) وفي تعليق للعلامة الاميني ان فدك ان كانت فيء للمسلمين كما ادعاه ابو بكر فما وجه تخصيصها بمروان وان كانت نحلة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لبضعته الزهراء(عليها السلام) كما ادعته وشهد لها امير المؤمنين وابناها الامامان السبطان وام ايمن فأي مساس بها لمروان؟ انظر الغدير: 8/237.
(5) انظر ترجمته في كتابنا هذا، كما ان عثمان سير نفر من اشراف اهل الكوفة الى الشام منهم: صعصعة بن صوحان ومالك الاشتر وعمر بن الحمق الخزاعي ويزيد بن صوحان وجندب بن زهير الغامدي وكميل بن زياد النخعي، انظر الكامل في التاريخ:3/ 137.
(6) تاريخ الطبري :3/ 400، مؤسسة الاعلمي، بيروت.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة