لقاءات

سلمى بوخمسين: المرأة تنحت في الصخر لتصل، لكنها على الطريق الصحيح


نسرين نجم ..
من العلوم الإشعاعية إلى إشعاعات الكتابة والتأليف انتقلت. تجد في كتاباتها الوجع والفرح، الدمعة والبسمة، تلمس ثورتها الإنسانية بمسرحياتها بأفلامها بمقالاتها، ولا شك بأنها تلامس القلب بكلماتها. لذا ليس من المستغرب أن تحصد هذ الكمّ من الجوائز كجائزة أفضل نص مسرحي عن مسرحية "هلوسة أطياف سوداء" في مهرجان تراث الأحساء لعام 2014، وجائزة أفضل عرض مسرحي متكامل عن مسرحية "رحلة الطريق المفتوح" ضمن مسابقة الطفل المسرحي في جمعية الثقافة والفنون بالدمام 2010، وغيرها من الجوائز. إضافة إلى تأليف وإخراج مسرحيات للأطفال، وإخراج وتمثيل العمل المسرحي النسائي عصوم المراخة ضمن مهرجان الوفاء 2010 (تأليف زكي دعبل)، إخراج مسرحية معالي المعنفات (ضمن فعاليات الملتقى النسائي الخليجي الثاني)، والعديد من المسرحيات إلى جانب كتابة وإخراج أوبريت قناديل الأمل (ضمن مهرجان الوفاء 2010)، وغيرها من الأوبريت، وتأليف مجموعة من القصص القصيرة، بعضها حاز على جوائز عام 2002 و2006 مثل :نداء، قاعة الانتظار ، يوم الجمعة ، الحل المهزلة، خارج عن العادة، زعتر، ذات مساء. إضافة إلى المشاركة في إعداد برنامج الأطفال الإذاعي (زينة الدنيا)، وغيرها الكثير من المشاركات، وهي عضو في العديد من الجمعيات والهيئات، إنها الكاتبة والمخرجة السيدة سلمى بوخمسين التي أجرينا معها هذا الحوار:


من الشعر إلى الكتابة:
في عمر معين يتوجه البعض إلى عالم الشعر للتعرف أكثر إلى الأحاسيس والتعبير عنها، منهم من يبقى في هذا العالم ويأسره، ومنهم من يجد نفسه بأنه يستطيع أن يعطي في مكان آخر، ويظهر ما يمتلكه من قدرات ومن طاقات، وهذا ما حصل مع السيدة سلمى بوخمسين التي بدأت: "بكتابة الشعر كمراهقة بسبب تأثري الشديد بالشاعر الكبير نزار قباني، لكن بعد تخطي تلك المرحلة وجدت قيود البحر والوزن والقافية لاتناسب قلمي، فانطلقت إلى عالم النثر والسرد بأشكاله، رغم زيارتي أحيانًا للشعر الغنائي كجزء من أعمالي الفنية، ونصوصي المسرحية وخصوصًا مسرح الطفل".
وعن سبب توجهها للكتابة المسرحية، وماذا يعني لها المسرح تجيب بو خمسين: "في البدء كانت الحاجة لخلق مسرح نسائي يتناسب مع المناسبات المتنوعة، فبدأنا بالاسكتشات القصيرة الهادفة ومن ثم انتقلنا إلى كتابة مسرحيات متكاملة من حيث البنية والمضمون، بعدها وجدت نفسي أتعلق بعالم المسرح بكل مافيه من سحر وتحديات وجمال، وجدت في الكتابة المسرحية أفقًا فسيحًا للتحليق الإبداعي الهادف والخلاق". وهي تجد نفسها في : "المسرح الاجتماعي الفكاهي، وأبتعد عن التراجيدي الدرامي فأنا شخصية مرحة ومتفائلة والسوداوية لا تناسبني" .


النصوص المسرحية والواقع الـمُعاش:
وحول المعايير والأسس التي تختار على أساسها النصوص، وإلى أي حدّ تعكس الواقع المعاش، تقول سلمى بوخمسين: "أنا لا أختار النصوص المسرحية بل هي من تختارني، عند الكتابة للمسرح الهادف الرسالي، الفكرة أو الهدف أو المناسبة تفرض النص المناسب والحكاية المناسبة، المعايير المهمة أن يبتعد النص عن الابتذال والتهريج والاستخفاف بالمشاهد، وأن يقدم له ما يحترم عقله ويغذي فكره . بالطبع المسرح مرآة للمجتمع والواقع حتى لو كان تجريبيًا أو سرياليًّا، فإن الرسائل المبطنة خلف المشاهد تتناسب وزمان ومكان العرض".


البعض يعتبر بأن هناك صعوبة في الانتقال من الكلمة إلى الصورة، والبعض الآخر يعتبرها أمرًا عاديًّا، فيما ترى الكاتبة سلمى بوخمسين بأن : "الكاتب الذي يملك عالم الكلمات ويبرع في استخدامها، عليه أن يتخلى عن سلاحه العتيد، ويستغل الصور والضوء لإيصال أفكاره و رسائله". أما بالنسبة لموقع المرأة من عالم المسرح والسينما فتقول بوخمسين: "المرأة لا تزال تنحت في الصخر لتصل لكنها تمشي على الطريق الصحيح". وحول خوضها لعالم التمثيل ترى سلمى بوخمسين بأن الوقت لم يحن بعد لخوض غماره.


فيتامين :"ل" والمرأة:
كتبت سلمى بو خمسين في إحدى مقالاتها عن فيتامين :"ل" وعلاقته بالمرأة، وهو ما أثار تساؤلات الكثير عن ماهية هذا الفيتامين، تجيب بو خمسين: "فيتامين (ل) هو القدرة على قول لا، والامتناع عن تنفيذ كل مايطلب منك خصوصًا في تربية الأطفال. بالطبع هذا الفيتامين له أهمية كبرى لدى المرأة بسبب قوة الجانب العاطفي لديها، الأمر الذي يجعلها تفكر بمشاعر الطرف الآخر، وتحترم رغباته أكثر من تفكيرها بمشاعرها ورغباتها الشخصية فتميل إلى التنفيذ رغم التعارض مع مصالحها ومشاعرها . إذا أجادت المرأة استخدام هذا الفيتامين في المكان المناسب والزمان المناسب ستشعر بالراحة وتتحرر من الضغوط".
وسألنا السيدة بوخمسين عن بعض المفردات وكيف تعرفها أو ماذا تعني لها:
"الموسيقى : غناء الطبيعة
الكلمة : السحر
الرجل: الشريك
المسرح : الحب
الأهل : السند
سلمى : الحلم".


أما نصائحها لمن ترغب في دخول هذا العالم فتقول: "عليك بتثقيف نفسك، والاطلاع على تجارب من سبقك، ومتابعة الإنتاج العالمي والمحلي حتى تحصلي على بداية قوية وناجحة".
وحول أنشطتها المستقبلية والحالية، وأين هي من كتابة الرواية تقول: "حاليًّا أركز على تجربتي الصحفية وكتابة المقالة بشكل منتظم، تجربة الرواية تجربة دسمة لا أشعر أني مستعدة لخوضها بعد، في المقابل لدي تجربة مكتملة في كتابة القصة وستنشر مجموعتي القصصية الأولى قريبًا والتي تحتوي على خمس عشرة قصة".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة