لقاءات

المخرج حسين السالم: "عباد الله" ارتباط بالإمام الحسين ورسالة خلود لاسمه

 

نظمية الدرويش .. 

أصوات ملائكية تلك التي أهزجت في زفاف النور من النور، وبشرت بولادة السبط، واغترت يوم أوحى الله بسورة الإنسان، وستبقى صادحة بحب آل بيت الرسول..
لم يكن الصوت وحده فقط، ما أخذ بألباب الحضور، وسيطر على انفعالات قلوبهم، فالصوت والحضور والإخراج والنص المبدع والكثير الكثير، جعل من مسرح مسجد المسألة، موقع وحي خاص من منبعه الأرضي الإنسان، إلى محط كل نجوى الله. 


انطلق عرض أوبريت "عباد الله" في 2  شعبان على مسرح فجر الرسالة في الربيعية، ثم في مسجد المسألة في القطيف، وسط توقعات الجمهور العالية، بناء على نجاحات العروض العشرة السابقة لمهرجان فجر الرسالة في القطيف، والذي يجمع أجمل فنون الأداء والتمثيل والكتابة واللحن والإضاءة والماكياج والديكور، وغيرها الكثير من عوامل الأوبريت الناجح، وذلك بتنظيم من أسرة النشاط الثقافي في الربيعية، بالتعاون مع مسجد المسألة في القطيف، وتنفيذ فرقة فجر الإسلام.

من خلف الكواليس، وللحديث عن العمل والتحضيرات، كان لنا حديث مع مخرج العمل والمنشد المبدع حسين السالم، الذي أكد على حجم الجهد المبذول من أجل تقديم مستوى أفضل، خصوصًا أن الأوبريت هو الحلقة الحادية عشرة من سلسلة فجر الرسالة، وفي حين كانت جميع الحلقات السابقة محط إشادة وإعجاب من الجمهور، ما رفع مستوى المسؤولية على جميع العاملين في العرض. وقال السالم في هذا السياق: "لابد لكل عمل أن يقدم شيئاً مميزًا ومختلفاً عن سابقاته ليسمى إبداعاً. والتطور في عمل أوبريت فجر الرسالة بدا ملحوظاً في الأعوام المتلاحقة. وكان الجمهور يشيد بطفراته في بعض الأعوام. كنا وما زلنا نطمح لتقديم الأميز والأفضل، فرسالتنا هي نشر الفكر الإسلامي الأصيل بقالب عصري متجدد".

وفي سؤالنا عمّا يميز هذا العرض يجيبنا المخرج بكل ثقة أنه ارتباط الأوبريت بالإمام الحسين عليه السلام، والرسالة في خلود اسمه، كما ويحاكي الأوبريت التطورات والتحديات على الساحة الاجتماعية. أما فنيًّا؛ فالمميز هذه السنة هو إشراك منشدين جدد، وطاقات مسرحية جديدة وشابة، جلبت للعمل قيمة فنية إضافية. ومن المشاركين من المواهب الجديدة نسمي كاظم أبو زيد، أحمد الحسين، والمنشدين المعروفين الرادود علي الكرانات والمقرئ حسين البحار. 

وعن تفاصيل العمل يحدثنا المخرج صاحب التجارب الناجحة في مجال الإخراج المسرحي عن أوبريت "عباد الله" الذي يتمحور حول البيت العلوي المطهر ومآثره وفضائله فيقول: "هو أوبريت موضوعي يتناول موضوعات عدة في فضل أهل بيت النبي الأكرم (ص)، فبداية من زفاف أمير المؤمنين (ع) بسيدة نساء العالمين (ع) حيث لم يكن أحد كفؤاً لها إلا هو. ثم مرورًا بولادة الإمام الحسين (ع) وبكاء النبي (ص) عليه حين ولادته والإخبار بما يجري عليه. كما أشير إلى حادثة مرض الحسنين (ع) ونذر الإمام علي والسيدة الزهراء بالصيام لله لشفائهما، ثم تصدقهم جميعاً (ع) بإفطارهم للمسكين واليتيم والأسير، وكون هذه الحادثة سبباً لنزول سورة الإنسان. ويخلص الأوبريت إلى بقاء اسم الحسين وذكره، واندثار ذكر كل من عاداه وناوءه على مرّ العصور والأزمان".

ومع العلم؛ إن مهرجان فجر الرسالة الذي يقيمه النشاط الثقافي ببلدة الربيعية بالقطيف، يعد من المعالم الثقافية الفنية للمنطقة، الذي انطلق في ذكرى ولادة الرسول محمد ص وهو سلسلة تحكي سيرة وتاريخ النبي الأعظم (ص) من قبل ولادته الشريفة، إلى مرحلة الهجرة، أما أوبريت العام الماضي وهذا العام فهما استثناء على حد تعبير السالم، حيث كان موضوع العام الماضي، هو ولادة الزهراء (ع) بتقديم شذرات من حياتها المباركة تحت مسمى "إنا أعطيناك".

هذا وتستمر العروض الحالية لأوبريت "عباد الله" للرجال في الأيام اللاحقة، ويستمر معه مهرجان فجر الإسلام في عطائه السنوي، فمهرجان أنجز وأبدع وتألق، حقق رسالته، وتجاوز التوقعات، هو مهرجان رافد، وفي قول مدير مؤسسة قيثارة الكاتب فاضل الشعلة قبل أربع سنوات، خير شاهد على ذلك: "ما يعجبني في الأوبريت الإضاءة، الموسيقى، الأداء، الماكياج.. الكثير غيرها، لكن ما يعجبني أكثر هو النفس الطويل، ففي كل عام لنا موعد معه في خطى ثابتة".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة