لقاءات

حسن الربيح: أكتب للطفل الذي في داخلي


نظمية الدرويش ..
كسندباد، للشاعر عوالمه التي تجذبه لاكتشافها والغوص في سحرها، بساط ريحه خياله، ومارده موهبته، ولقراء شعره أمان محققة. وإذا ما كان للشعراء عوالم تتعلق فيها أرواحهم، فللشاعر حسن الربيح عالم شيد فيه قصائده المرصعة ببراءة الطفولة، المزينة بقناطر من أحلامهم. فلا شك أن عالم الطفل يجذب اهتمام الشعراء، ويستقطب عواطفهم، لما يمثل الطفل والطفولة من معاني الدهشة والبراءة والطهر والألفة، وهذا ما حرك في قريحة الربيح الرغبة وحب الاكتشاف في هذا العالم الملائكي.
هو شعر الأطفال، أي الشعر الموجه للأطفال، المجال الذي اتجه إليه شاعرنا، والذي أثمر عن إصدارين للأطفال هما "اسمه أحمد" و "أصدقاء مريم"، بالإضافة إلى مجموعة شعرية عامة باسم "احتواء بامتداد السراب".


شعر الأطفال: تنمية جيل
الأستاذ حسن الربيح في عقده الرابع، وهو معلم للغة العربية، يؤمن بأن مجتمعه بحاجة لشعر الأطفال، "فالشعر فنٌ، والفنُّ لا بد أن يكون غرسًا أساسيًّا في الطفل، وليس شجرة زينة". هذا وتكمن أهمية الشعر في تربية الحس الجمالي، وتنمية حاسّة الذوق الفني على صعيد الطفل/ الفرد وصعيد الجيل بأكمله.
وفي سؤال لنا حول تعلق الطفل بالشعر قلبيًّا وعقليًّا يجيبنا الشاعر بالقول: "الشعر، وبفضل الإيقاع الراقص يشدّ إليه شدًّا، ومسألة التفات العقل تأتي لاحقًا، وقد تتأخر بحسب مرحلة الوعي لدى الطفل، فهو، أي الطفل، يستقبل الشعر بإحساسه الداخلي، وخاصة إذا كان مغنًّى أو مقروءًا بطريقة إيقاعية".


بين التوجه للكبار والتوجه للأطفال
وكأستاذ مدرس، يلتفت الشاعر إلى الخصوصية التي تتمتع بها الكتابة للطفل، فالكتابة للكبار والكتابة للأطفال تختلفان على عدة مستويات كاللغة والأسلوب وغيره مما يؤكد على ضرورة تقسيم مراحل الطفولة إلى فئات عمرية بحسب الربيح، ومن ثم افتراض لغة وأسلوب وموضوعات تناسب فئة معينة. إذًا هذه هي طريقة عمل الشاعر حسن الربيح، بحيث تبقى بنظره هذه الافتراضات اجتهادات وتنظيرات قابلة للأخذ والرد والتطوير. ولا ينسى الربيح الذي يكتب للكبار وللأطفال، أن يذكر السمة الحاضرة في الكتابة للطفل على جميع المستويات، وهي التبسيط ولكن بتفاوت بين الأدباء أيضًا.


كيف تكتب لطفل؟
 من هنا يعتقد الشاعر حسن الربيح بوجوب قيام شاعر الطفل بتقديمه لقيم أخلاقية وجمالية في إيقاعه، ويشدد الربيح على أنه لا يقتصر ذلك فقط على إيقاع الكلمات الجوفاء تلك التي لا تغرس في الطفل قيمة أو فائدة تذكر غير الرقص والتمايل فقط.
أما عن المواضيع التي يجب أن يتناولها شعر الأطفال فيقول الشاعر حسن الربيح: "لا توجد مواضيع جاهزة ومعدة للطفل، فالمواضيع تتطور من جيل إلى جيل، وعلى الأديب معايشة الأطفال للإمساك بهذه المواضيع القريبة جدًا من عالمه".


"إرادة الكتابة ليست مطلقة، هي مزاج يتقلب، وحالة تعتريك، وظروف تتهيأ". بهذه الكلمات يعبر شاعرنا الضيف عن صعوبة الانتقال من جو الكتابة للأطفال للغوص في عوالم الكبار. ومن جهة أخرى فتمرير الأفكار أو التلاعب بالأحاسيس إن كان للطفل أو للبالغ، فكل ذلك خاضع لقدرة الشاعر وقصديّته، ويضيف: "لا يوجد شيئ أسهل من شيئ على الدوام".


"أكتب للطفل الذي في داخلي"
من جهة أخرى، لا يختلف ناقد أو شاعر أن عالم الطفل يجذب اهتمام الشعراء، ويستقطب عواطفهم لما يمثل الطفل والطفولة من معاني الدهشة والبراءة والطهر والألفة، وباعتقاد الربيح فإنه لكي نقدِّم للطفل؛ لا بد َّ أن نعيش ردود فعله وإحساسه بالأشياء، نكسر هذا العمر لكي نعود أطفالًا نمتلكُ البوحَ الأبيض.
فعندما يكتب الشاعر حسن الربيح للطفل فإنه يتَّجه للطفل المختبئ داخله منذ سنين على حد قوله، وقد يتجه لطفلٍ أو طفلةٍ يعيش إحساسهما. هذا ما رفع من نسبة تجاوب الأطفال مع هذه الكتابات في حين أن "أصدقاء مريم" هو النتاج الأقرب إلى قلب الربيح ويعلل ذلك بالقول: "هو الأقرب لقلبي لأني أشعر أن طفولتي فيه".
في جعبة الشاعر حسن الربيح مجموعة شعرية ستصدر قريبًا وهي مخصصة للكبار، وثلاث مجموعات شعرية للأطفال منجزة لم تطبع بعد بالإضافة إلى مجموعة قصص لم تطبع.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة