لقاءات

أحمد القديحي: الحياة كالغوص تحتاج أن تجتاز مخاوفك


نسرين نجم ..
لوحات جمالية آخاذة ساحرة مليئة بالعجائب والغرائب التي أبدع الخالق عزّ وجلّ في رسمها، فيها الفرّادة والإبداع، فالحياة تحت الماء عالم مليء بالأسرار استطاع سيد أحمد القديحي أن يغوص في عمق البحار ويبرز جمالياته أكثر عبر صنع مجسمات صديقة للبيئة بالدرجة الأولى ومليئة بالفن والروعة، عن هذا الفن كان لنا هذا الحوار معه.


* جمالية عالم الغوص:
بدأ أحمد القديحي الغوص في عالم البحار قبل 3 سنوات، ويرى بأن جماليته تكمن: "في هدوئه وبعده عن الضوضاء وتناغم هذا العالم، إضافةً لاستكشاف العالم الأزرق وجمالية الحياة البحرية ومكوناتها".
ولإن هذا العالم شدّه وجذبه إلى أسراره، حاول أن يستفيد من هذه الجمالية بفن غير معتاد عليه في دولنا العربية، وهو وضع مجسمات في عمق البحار وذلك انطلاقًا من: "البحث الذي أجريته بأن عدد المعارض التي أقيمت في عمق البحر محدودة جدًا، ما يقارب معرضين، وكلاهما عُمل في الخارج، ومنها ولدت هذه الفكرة من خلال معرض رأيته في الخارج، ومنه اقتبست الفكرة لإقامة معرض مجسمات في عمق البحر ليكون الأول في عالمنا العربي".


وحول ما إذا كان هو من يقوم بالتصميم عن دراسة يقول الأستاذ القديحي: "جميع الأعمال التي تم تنفيذها كانت من تصميمي وتنفيذي. للأسف لم تحصل لي الفرصة لدراسة هذا الاختصاص أو الاختصاصات الفنية الأخرى، ولكن منذ الصغر كان يستهويني الرسم والمجسمات المتحركة وأعتقد أنها هبة من الله تعالى أنعمها علي وتطورت مع مرور الزمن من خلال عدد من الأعمال الفنية التي نفذتها".
 وحول المعايير ونوعية المجسمات الفنية التي  يختارها يقول القديحي: "في هذا المعرض كان التركيز على بيئتنا ومحيطنا الخليجي، حيث تم أختيار معلم بارز تشتهر به الدول الخليجية إضافة إلى بعض العناصر البحرية التي تمثل ثقافة مشتركة بين دول الخليج كالمحار واللؤلؤ".


راعى القديحي في أعماله الفنية البيئة البحرية، لذا أتت مجسماته صديقة للبيئة: "جميع هذه المجمسات مصنوعة من مادة الفايبر غلاس بحيث لا تتأثر بالماء وبالملوحة، وأيضًا لا تؤثر على الحياة البحرية ولا تؤدي لتلوثها، فالحفاظ على البيئة واجب شرعي وأخلاقي".
وبالطبع، فمثل هكذا عمل فيه الكثير من الصعوبات والعوائق، ويحتاج إلى جهد وإلى وقت، عن هذا الأمر يتحدث القديحي فيقول: "حينما يكون العمل ممتعًا وذا قيمة تُذلل الصعاب والعوائق، وباعتقادي وجود الدعم المالي والوقت الكافي سيزيد من جمالية هذه المجسمات حيث يمكن إضافة عناصر أخرى للتصميم ليكون فريدًا ومميزًا. وقت التنفيذ يعتمد على خصائص التصميم وتفاصيله ولكن بشكل عام يأخذ أسابيع قليلة".


* عشق التحدي:
البعض قد يسأل ماذا يريد أحمد القديحى من وراء هذه الأعمال الفنية؟ وإلام يسعى؟ يقول: "دائمًا أطمح للتميز الهادف والفكرة الخلاقة، فأنا أعشق التحدي ويستهويني تنفيذ أشياء قد تعد مستحيلة وصعبة. أحد الأهداف هو إمكانية إنشاء أشكال جمالية في أماكن غير متوقعة وتكون هذه الأشكال الفنية انعكاسًا لثقافة البلد وعاداته وتقاليده، كما أطمح لعمل المزيد من المعارض في أماكن مختلفة وبأساليب متعددة متى ما وجد الدعم".


وعن أعماله الفنية في عالم البر يقول: "أنجزت العديد من الأعمال الفنية في عالم البر ومعظم هذه الأعمال كانت ذات مقاسات كبيرة وبعضها مجسمات متحركة ميكانيكيًا ومرتبطة بمؤثرات مرئية لتتناسب والرؤية الفنية لها".
وحول ما إذا كان هذا الفن قد نال حقه في عالمنا العربي يقول: "لا أعتقد أن في عالمنا العربي معرضًا أقيم في أعماق البحر، وأكاد أجزم أن المعرض الذي أقمته هو الأول من نوعه. قد تكون هناك عدة عوامل لعدم نيل هذا النوع من الفن حقه، من بينها أن الفنان يحتاج أن يكون غواصًا لكي ينسق هذا المعرض في أعماق البحر، عدا عن الصعوبات اللوجستية والفنية في تنفيذ مثل هذه المعارض، إضافة للتكلفة المادية. غياب الدعم المادي عن مثل هذه المعارض والأعمال هو العائق الأكبر".


وعن مشاريعه الحالية والمستقبلية يقول: "حاليًّا هناك عدة  مشاريع عبارة عن إقامة مناظر ومجسمات جمالية  للمدن ومحاولة الاتفاق مع البلديات لإنجاز هذه المشاريع. أما بالنسبة للمشاريع المستقبلية يوجد الكثير منها ولكن لا أستطيع التصريح عنها الآن، إن شاء الله اصرح عنها في الوقت المناسب".
أما لمن يرغب في الغوص وتعلم فن صناعة المجسمات في البحر فيقول بأنهم يحتاجون: "إلى دورات الغوص والحصول  على رخصة تأهله للغوص، هنالك بعض الشروط المتعلقة باللياقة الصحية، ولكن بشكل عام هو متاح للجميع ولكل الأعمار. أنصح أخواني وأخواتي بالتفكير خارج الصندوق وإنجاز أعمال غير مكررة تتسم بالفرادة والنوعية وعدم الخوف من طرح التجربة فالحياة كالغوص تحتاج أن تجتاز مخاوفك لتتمكن من الغوص في البحر والحياة معًا".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة