سياحة ثقافية

معلومات الكاتب :

الاسم :
السيد جعفر مرتضى
عن الكاتب :
عالم ومؤرخ شيعي .. مدير المركز الإسلامي للدراسات

مدينة النجف الأشرف (2)


السيد جعفر مرتضى ..

المدارس الدينية في النجف:
بعد قدوم الشيخ الطوسي إلى النجف أصبحت النجف محط الأنظار من سائر الأقطار الشيعية، وصارت على مر الزمن مركزاً علمياً هاماً وأنشئت فيها المدارس الكثيرة وقد أشار ابن بطوطة إلى مدارسها هذه، كما أشار إليها إجمالاً أو تفصيلاً غيره من المؤرخين...


ونذكر من هذه المدارس:
1- مدرسة المقداد السيوري.
نسبة إلى الفاضل المقداد السيوري، المتوفي سنة 826ﻫ.
2- مدرسة الصدر، وهي أقدر المدارس الحاضرة، وأوسعها، وفيها ما يزيد على ثلاثين غرفة في طابق واحد.
3- مدرسة المعتمد أسست سنة 1262ﻫ. وجدد بناؤها بعد ذلك وتحتوي على 20 غرفة.
4- مدرسة الشيخ مهدي كان اول من بدء تأسيسها في سنة 1284ﻫ. وتحتوي على 22 غرفة.
5- مدرسة القوام، تم بناؤها سنة 1300ﻫ. وفيها ست وعشرون غرفة.
6- المدرسة السليمية أسست سنة 1250ﻫ. تحتوي على 12 غرفة.
7- مدرسة الايرواني، تأسست سنة 1305ﻫ. وفيها 19 غرفة.
8- مدرسة القزويني، تأسست سنة 1324ﻫ. وفيها 33 غرفة في طابقين.
9- مدرسة البادكوبئي، تأسست سنة 1325ﻫ.
10- مدرسة الشربياني، تأسست في حدود 1320ﻫ وفيها 12 غرفة.
11- مدارس الخليلي:
أ- الصغرى، مؤلفة من طبقتين وفيها 18 غرفة، تأسست سنة 1322ﻫ.
ب- الكبرى، فيها 46 غرفة، مؤلفة من طابقين تأسست سنة 1330ﻫ.
12- مدارس الآخند، وهي:
أ- الكبرى وفيها 40 غرفة وهي طابقين جدرانها مكسوة بالقاشاني، تم بناؤها في سنة 1321ﻫ وجد بناؤها عام 1385ﻫ. وزيدت حجرها إلى 80 حجرة.
ب- الوسطى وفيها 33 غرفة، وجدرانها مكسوة بالقاشاني تم بناؤها في سنة 1326ﻫ.
ج- الصغرى، وفيها 12 غرفة تم بناؤها في سنة 1328ﻫ.
13- مدرسة الهندي وفيها 20 غرفة.
14- مدرسة البخاري، تم بناؤها في سنة 1329ﻫ. وجددت في سنة 1380ﻫ.
15- مدرستا السيد محمد كاظم اليزدي الاولى والثانية، وتشتمل على ثمانين غرفة، مؤلفة من طابقين، وجدرانها مكسوة بالقاشاني تأسست سنة 1325ﻫ. والثانية عام 1380ﻫ. بأمر من آية الله الحكيم(قده).
16- مدرسة المجدد الشيرازي في طابقين، وبها قبر مؤسسها.
17- مدرسة البروجردي، تحتوي على 64 غرفة في ثلاث طوابق، وفيها مكتبة حافلة بالكتب العلمية والفقهية، وبعض المخطوطات وكان تأسيسها عام 1373ﻫ.
18- مدرسة البغدادي، في حي السعد، وهي مدرسة جيدة وحديثة البنيات فيها غرف كثيرة.
19- جامعة النجف الدينية، وهي أضخم مدرسة في النجف على الإطلاق إذ أنها تضم اكثر من مئتي غرفة في ثلاث طوابق، وفيها مكتبة جامعة لنفائس الكتب، وطائفة من المخطوطات الثمينة... وفيها مسجد، وهي من أجل المدارس، وأحسنها بناءً وتصميماً والذي بنى هذه المدرسة هو الحاج محمد تقي الاتفاق الطهراني، وقد بوشر ببنائها في سنة 1376ﻫ. على قطعة أرض في حي السعد، تبلغ (5000) متر مربع..
20- المدرسة اللبنانية، وموقعها في الجديدة.
21- المدرسة الأزرية، وهي في الجديدة أيضاً..
22- دار الحكمة، وقد أسسها الإمام الراحل السيد محسن الحكيم.
وغير ذلك...


المكتبات العامة:
وإذا كانت النجف هي مهد العلم والعلماء، ومركز الحوزة العلمية لأكبر طائفة من المسلمين، فمن الطبيعي: أن تكون غنية بالكتب والمصادر المطبوعة والمخطوطة النادرة، وبالفعل فإنك تجد في النجف سواء في المكاتب الخاصة أو العامة نفائس الكتب القيمة النادرة الوجود، ونذكر من المكتبات الخاصة التي تحوي أثمن الكتب وأغلاها مكتبة الشيخ علي كاشف الغطاء المتوفي سنة 1151ﻫ. ومكتبة الشيخ هادي كاشف الغطاء ومكتبة السيد جعفر آل بحر العلوم، ومكتبة آل القزويني، وغيرها مما يتعذر حصره وعده في هذه العجالة – وكثير منها يقصده رواد العلم والفضيلة للاستفادة منه بلا أي ممانعة...
ونذكر من المكتبات العامة:
1 - مكتبة الحسينية، التي أسسها الحاج علي محمد النجف آبادي.
2 - مكتبة الشيخ محمد رضا آل فرج الله تضم حوالي أربعة آلاف مجلد...
3 - مكتبة آل حنوش العامة، أسسها الحاج كاظم حسون آل حنوش سنة 1370ﻫ.
4 - مكتبة النجف العامة، تأسست سنة 1946م.
5 - مكتبة جامعة النجف الدينية..
6 - مكتبة العلمين: الطوسي وبحر العلوم.
7 - مكتبة الإمام زين العابدين عليه السلام العامة، أسسها العلامة الأميني مؤلف كتاب " الغدير " في سنة 1373ﻫ. وفيها آلاف الكتب بشتى اللغات والعلوم وفيها طرف ونفائس ونوادر.
8 - مكتبة الحكيم العامة أسسها الإمام الراحل محسن الحكيم سنة 1377ﻫ.


مطابع النجف:
مطابع النجف كثيرة وأول مطبعة جلبت إلى النجف هي مطبعة: حبل المتين، وهناك: المطبعة المرتضوية ومطبعة النعمان، والزهراء والقضاء والآداب وغير ذلك.


من يزورون النجف:
كانت النجف ولا تزال مهوى الأفئدة وموئل القصاد لملايين المسلمين ويعد من يزورون النجف سنوياً بمئات الألوف، تجد من بينهم العلماء والمفكرون، والملوك والوزراء والسلاطين، بهدف التبرك بلثم قبر سيد الأوصياء صلوات الله وسلامه عليه، والحصول على الثواب بزيارته، ويذكر أنه لما جاء السلطان مراد (أو السلطان سليمان القانوني) إلى زيارة المشهد العلوي في النجف ومعه كثير من وزرائه وعساكره، فلما لاحت القبة المباركة ترجل بعض وزرائه المتشيعين باطناً من مسافة أربعة فراسخ فسأله عن سبب ترجله، فقال: هو احد الخلفاء الراشدين، نزلت تعظيماً له، فترجل السلطان أيضاً، فقال بعض النواصب للسلطان: إن كلاً منكما خليفة، واحترام الحي اولى من احترام الميت، فتردد السلطان في الركوب، وتفأل بالقرآن المجيد، فكانت الآية الشريفة: ﴿َاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى﴾، فعندها أمر السلطان بضرب عنق الناصبي الذي عذله على ترجله واستشهد مؤدب السلطان ببيتي أبي الحسن التهامي وهما:
تزاحم تيجان الملوك ببابه * ويكثر عند الاستلام ازدحامها
إذا ما رأته من بعيد ترجلت * وإن هي لم تفعل ترجل هامها
ولا مجال لاستقصاء من زاره من الملوك والوزراء والسلاطين، فإن ذلك متعسر بل متعذر.


أشهر الحوادث في النجف:
لقد تعرضت النجف على مدى التاريخ لأحداث تاريخية هامة، ففي القرن الرابع الهجري كان هجوم مرة الخارجي على النجف، ودخلها بعد حصار وحرب داما ستة أيام، وأراد أن ينبش القبر المطهر، فحدثت كرامة لصاحب القبر جعلت هذا الخارجي عبرة لمن اعتبر، وسبب إقدامه على ذلك أن علياً(ع) قتل الكثيرين من آبائه وأجداده.
وفي سنة 858 كانت حادثة المشعشعي الغالي حيث هجم على النجف، وكسر الصندوق الذي على قبر أمير المؤمنين واحرقه ونهب المشهد المقدس، وعاث فساداً في المدينة المقدسة، حيث قتل أهلها قتلاً ذريعاً، وشرد الكثيرين منهم.
وفي سنة 997 سار ملك الأزبك، عبد المؤمن خان بالعسكر، ونزل على مشهد الإمام علي عليه السلام وقتل أهل النجف بشكل بشع وفظيع..
وفي سنة 1032ﻫ. حاصر الروم النجف، وقاومهم النجفيون، واستمر الحصار زمناً طويلاً، ولم يظفروا منهم بطائل..
وفي أيام السلطان مراد حين توجه إلى فتح بغداد، تعرّضت النجف لعدة هجمات، كان عسكر الشاه عباس الأول الذي كان في النجف يدفعها.
وفي سنة 1040ﻫ. دخل كنج عثمان النجف وكربلاء ظافراً.
وفي سنة 1041ﻫ. فتح النجف خسرو باشا حينما عجز عن فتح بغداد التي كانت تحت سيطرة الصفويين.
ثم كانت حوادث الزكرت والشمرت التي أقلقت راحة النجفيين، وهي أحداث حصلت بين أهالي النجف أنفسهم، الذين انقسموا إلى هذين الفريقين وبدأت العداوة والبغضاء، وقامت الحرب بينهم واستمرت نحو مئة سنة وكانت آخر وقعة بينهم في سنة 1323ﻫ. كان النصر فيها آنئذ للزكرت.
ثم كانت بعد ذلك حوادث الاحتلال البريطاني، فبعد إعلان الحرب العالمية الأولى قام العراقيون مع الأتراك وأفتى علماء الشيعة بوجوب الدفاع عن بيضة الإسلام، بل لقد اشترك العلماء بأنفسهم في الدفاع، ضد الإنكليز، وقد قاد السيد محمد سعيد الحبوبي جيشاً جراراً إلى جبهة الشعيبة وكذلك غيره من العلماء الأعلام، لكن الأتراك خسروا الحرب، وأساؤا معاملة العراقيين، والنجف بشكل خاص... فثار النجفيون في وجههم وطردوهم، وألفوا حكومة محلية وطنية تحكم بلدهم دامت سنتين..
وبعد ذلك احتلال البريطانيون في بغداد حتى وضعوا أيديهم على النجف.. ولكن النجفيين بدافع من دينهم ووطنيتهم أبوا هذا الحكم الدخيل، وشكلوا تنظيمات تقود الناس إلى الحصول على حريتهم وكرامتهم، وكان العلماء الاعلام فيها في طليعة الأحداث وهم الذين يخططون، ويدبرون ويشتركون في التنفيذ في كثير من الأحيان.. وحصل الصدام الاول بينهم وبين الإنكليز الذين حشدوا له أربعين ألف مقاتل وقتلوا من الإنكليز حوالي سبعمائة جندي في مقابل أربعين قتيلاً كثير منهم من الناس العزل.. ولم يسيطر الإنكليز على الوضع إلا بعد وقت طويل وجهد شاق..
وبعد ذلك قامت ثورة العشرين بقيادة النجف وعلمائها ومفكريها ضد الاحتلال الإنكليزي وكان إعلان الثورة من النجف في يوم الأحد في النصف من شوال 1338ﻫ. وقاد كل زعيم قومه إلى الجهاد فانسحب الإنكليز من النجف إلى الكوفة، واحتشد الجند هناك، وتوالت الثورات في أكثر من نقاط الفرات الأدنى وكان الأسرى من الجيش الإنكليزي يجلبون إلى النجف حيث مركز قيادة الثورة وقد جيىء من معركة الرارنجية بـ 160 أسيراً إلى النجف.
وعلى كل حال.. فإن ثورة العشرين، التي قادتها النجف بعلمائها ومفكريها هي التي دفعت العراق إلى السير في طريق الاستقلال وقيام حكم عربي يدين بالإسلام – مبدئياً – بدلاً من الحكم الاستعماري المقيت.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة