لقاءات

الشيخ محمد الطيب: الحسين حفظ الدين وأبقى جذوته وهاجة إلى يومنا هذا

 

نسرين نجم .. 

هي عنوان عريض للإصلاح وللتأكيد على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي صرخة الحق في وجه الظلم والطغيان على مرّ العصور، عاشوراء مَن تمعّن بمعرفتها أدرك أنها مدرسة للتضحية والفداء لكل إنسان حرّ عزيز النفس مؤمن بالله حقّ الإيمان، ولذا فإن قائد هذه الثورة المباركة ثورة عاشوراء ليس شخصًا بل هو مشروع، وليس فردًا بل هو منهج وليس كلمة بل هو راية، عن عاشوراء الإمام الحسين وما حملته من قيم أخلاقية ودينية كان لنا هذا الحوار مع الخطيب الحسيني سماحة الشيخ محمد الطيب:


* وضع المجتمع في عهد يزيد وخروج الحسين (ع)
قرأنا عن الجو العام الذي كان مسيطرًا في تلك الفترة، أي في عهد يزيد من مجون وفساد وسيطرة الغرائز والبعد عن الإيمان، وللوقوف أكثر على الأجواء السياسية والاجتماعية التي كانت سائدة حينَها يتحدث سماحة الشيخ محمد الطيب: "إذا أردنا أن نتعرف على الوضع السائد في ذلك العهد لابدّ من استقراء النصوص الصادرة من سيد الشهداء عليه السلام فقد كتب كتابًا  لمعاوية بعد استخلافه ولده يزيد، حيث قال: "لقد فهمت ما ذكرته عن يزيد في اكتماله سياسته لأمة محمد (ص) تريد أن توهم على الناس كأنك تصف محجوبًا أو تنعت غائبًا  أو تخبر عمّا احتوته الكلاب المهارسة، والحمام السبق، والقينات ذوات المعازف وضرب الملاهي تجده ناصرًا، ودع ما تحاول فما أغناك أن تلقى الله بوزر هذا الخلق بأكثر مما أنت فيه، فوالله ما برحت تقدم باطلًا في جور، وحنقًا في ظلم حتى ملأت الأسقية، وما بينك وبين بالموت إلا غمضة، فتقدم على عمل محفوظ في يوم مشهود ولات حين مناص".
فالمتأمل لهذا النص الذي من خلاله يصف الحسين عليه السلام وهو الخبير هذه الشخصية التي ابتليت بها الأمة الإسلامية. حيث تحكم في رقاب المسلمين من لا أهلية له لحكمهم، فالرجل كان منشغلًا باللعب بالفهود والنمور والقردة، ولا شغل له إلا شرب القهوات (الخمور) والاستماع إلى الغانيات المغنيات واللهو والطرب، بل كان مروجًا لهذه المفاسد فقد ذكر أنه كان يشتري البيوت الملاصقة للحرمين الشريفين بمكة والمدينة ويسكن فيها أهل الطرب ليفسد شباب المدينة ومكة وهما أشرف بقاع الأرض وأعظمها قدرًا وقداسة. فإذن كان عهده عهدًا قد مسخت فيه القيم وانتشرت فيه أنواع الأباطيل التي ما جاء الإسلام إلا للقضاء عليها. هذا وقد كان يزيد رجلًا مستبدًا متغطرسًا متجبرًا لا يأبه لأحد ولا يسمع إلا صوتًا إلا صوت شيطانه فقط. فحكومته حكومة مستبدة بكل المقاييس ومن هنا استشعر الحسين الخطر المحدق بهذه الأمة التي جعلها الله (خير أمة أخرجت للناس) وقام بما قام به من نهضة أعادت الحق إلى نصابه، ولا ننسى ما قاله الحسن البصري في حق معاوية بأن له موبقات أي مهلكات ومن جملتها استخلافه ولده يزيد على رقاب الناس."
إلى جانب الانحطاط المجتمعي والأخلاقي الذي ساد عهد يزيد، سألنا عن الأسباب المباشرة وغير المباشرة التي دفعت الإمام الحسين (ع) للخروج إلى كربلاء مع عائلته وأصحابه رغم قلة عددهم، يقول سماحة الشيخ الطيب: "إن الأسباب التي أدت إلى اندفاع الحسين عليه السلام وبلا تردد إلى الخروج إلى كربلاء مع عائلته الكريمة وأصحابه الصفوة برغم قلة عددهم وعديدهم متعددة. منها أسباب ظاهرة مباشرة ومنها خفية ولا يمكن الإتيان عليها في هذا الجواب المختصر جميعًا ولكن من جملتها بل من أهمها:


أولًا: الدفاع عن الدين والحفاظ عليه وقد صرح سيد الشهداء بهذا في كلمات عديدة ومنها قوله: "أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي رسول الله (ص) وأبي أمير المؤمنين عليه السلام فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق".  فقد استشرى الظلم والفساد وأصبح دين الله في خطر لا يحتمل السكوت وبدأت المبادئ الحقة تتهاوى والناس تعود إليهم جاهليتهم كما قال السيد حيدر الحلي رحمة الله عليه: 
والناس عادت إليهم جاهليتهم
كأن من شرع الإسلام قد أفكا
إلى أن قال: 
قد أصبح الدين منه يشتكي سقما
وما إلى أحد غير الحسين شكا
فما رأى السبط للدين الحنيف شفا 
إلا إذا دمه في كربلا سفكا

ثانيًا: من الأسباب الخفية غير المباشرة الإرادة الإلهية التي اقتضت هذا المصرع المفجع للإمام الحسين عليه السلام وقد ذكره سيد الشهداء في خطبته التي خطبها عند خروجه من مكة عام 60هـ، حيث قال:  "وخير لي مصرع أنا لاقيه كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس وكربلاء فيملأن مني أكراشًا جوفًا وأجربة سغبا لا محيص عن يوم خط بالقلم رضا الله رضانا أهل البيت.....الخ." بل كما يروي الشيخ المفيد عليه الرحمة: أنه لما سئل من قبل الملائكة والجن والطيور، لماذا تخرج إلى هذا المصرع ونحن على أتم الاستعداد للقضاء على عدوك وأنت في مكانك؟ فكان جوابه: "إذا لم أخرج وأقتل فمن ذا الذي يكون ساكن حفرتي ومن ذا الذي تكون له قبة يستجاب تحتها الدعاء، وأما خروج الحسين عليه السلام بالعائلة الكريمة فلكي يدلل على مدى عدم احترام القوم لكل المبادئ الإنسانية بسبب إيذائهم."


* الترابط الأسري في واقعة الطف: 
رغم المسؤوليات الكبيرة التي حملها كلّ من خرج مع الإمام الحسين (ع) مع علمهم بأنهم سيكونوا إما شهداء وإما أسرى، إلا أن واقعة الطف قدّمت أرقى لوحة من الترابط العائلي، ويحدثنا عن هذا المشهد الشيخ الطيب فيقول: "لقد جسّد الإمام الحسين عليه السلام أرقى معاني الحب والأبوة الأسرية لعائلته الكريمة، وقد كان مشفقًا عليهم مما سيجري عليهم حيث قال في خطبته يوم عاشوراء: "ألا وأني زاحف إليكم بهذه الأسرة على قلة العدد وخذلان الناصر"،  والأسرة في اللغة هو الدرع الذي يقي جسم المقاتل من ضربات السيوف وطعنات الرماح، والإمام عليه السلام كان خير درع واق لهذه الاسرة المباركة وإليكم بعض النماذج: 
- إبداء المحبة وإظهارها بالقول والعمل إلى الزوجة والأبناء حيث ورد في الحديث عنهم (ع): "قول الرجل لزوجته أحبك لا يذهب من قلبها أبدا". فهذا الحسين عليه السلام أثر عنه أبيات رقيقة في حق زوجته الرباب وابنته سكينة حيث قال: 
وإني لأحب دارًا تحل    بها سكينة والرباب
- شفقته وخوفه على ابنه الإمام زين العابدين عليه السلام عندما طلب من عمته زينب عليه السلام السيف والعصى فقالت وماذا تصنع بهما؟ فقال: أمّا السيف فأذب به عن ابن بنت رسول الله وأمّا العصى فأتوكأ عليها لأني عليل مريض، فاستجابت لطلبه الحوراء عليه السلام فلما رآه الحسين (ع) على باب الخيمة قال: ردّيه إلى الخيمة حتى لا تخلو الأرض من نسل آل محمد (ص). وأما موقفه مع الطفل الرضيع فهو من المواقف التي تهز الإنسان من أعماقه فهو طفل قد جف صدر أمه من اللبن وقد دلع لسانه على صدره من شدة العطش وقد خرج به يطلب له شيئًا من الماء ولسان حاله يقول: 
ودعا في القوم يا لله من خطب فظيع
نبؤوني أأنا المذنب أم هذا الرضيع
لاحظوه فعليه شبه الهادي الشفيع 
لا يكن شافعكم خصم لهكم في النشأتين".


رغم كل هذه التضحيات الجسام إلا أن الدم انتصر على السيف، ومنّا من يسأل كيف للدم أن ينتصر على السيف؟ يجيب الشيخ الطيب عن هذا السؤال بقوله: "نستطيع أن نقول بأن النهضة الحسينية مدرسة متكاملة لها خواصها ولها مصطلحاتها الخاصة حيث تمتلك قاموسًا من المصطلحات التي لا تجد لها نظيرًا  في كل المدارس ومن جملتها: "انتصار الدم على السيف" فإذا رجعنا إلى القواميس اللغوية نجد أن المراد العام هو النصر والغلبة، وأما في القاموس الخاص بعاشوراء لا يقتصر على النصر العسكري فحسب بل نراه يتعدى إلى إيقاظ الامة وإحياء القيم وتمجيد الاسم والذكر والأهم من كل هذا هو العمل بالتكليف. وهذه كلها من أوجه النصر وإن لقيت في الظاهر الإحباط والهزيمة كما يقول أحد الباحثين. فقد كان سيد الشهداء يستهدف إنقاذ الدين من الضياع وفضح الظلم والباطل وقد تحقق له هذا الهدف.
فأين يزيد بن معاوية !! لقد ذهب إلى مزابل التاريخ، وأين ذلك الجيش المتعجرف !! لقد طواه أتون حب الدنيا بنيرانها. أمّا الحسين (ع) فقد انتصر انتصارًأ ساحقًا وإن كان الثمن استشهاده هو وأنصاره وسبي أهل بيته، ولهذا نلاحظ أن أهدافه (ع) ظلت حيّة ووجدت أتباعًا وأنصارًا وأنصارًا لها. وتركت الواقعة تأثيرها في الأجيال والقرون اللاحقة وصارت سببًا لنشأة الكثير من الحركات والنهضات الأخرى. وهذا بذاته هو النصر وإليكم جواب الحسين عليه السلام لإبراهيم بن طلحة حيث سأله من الذي غلب؟ فقال عليه السلام: إذا دخل وقت الصلاة فأذن وأقم تعرف الغالب. وهي إشارة إلى بقاء دين رسول الله في ظل النهضة الحسينية."


* عاشوراء شعلة لا تنطفىء مهما مرّ عليّها الزمن:
الإنسان العظيم هو من يصنع التاريخ وكذلك فعل أبي عبد الله الحسين (ع) في عاشوراء فكل المعارك تصغر مع الزمن إلا معركة الحسين (ع) فإن الزمن يزيد من عظمتها ومن حضورها في وجدان عشاق الحق من المؤمنين الأحرار، عن سرّ هذا الحضور الدائم يقول سماحة الشيخ : "تحضرني مقولة العالم المجاهد السيد محمد جمال الدين الأفغاني حيث قال: (إن كان الدين محمدي الحدوث فهو حسيني البقاء)،  إن السر الكامن وراء بقاء هذه النهضة حيّة أبد الدهر هو في عدة أمور:

أهمها: الإخلاص في العمل لوجه الله تعالى، فلم يكن الحسين عليه السلام يبتغي وراء خروجه شيئًا من حطام الدنيا وفضولها لا مُلكًا ولا جاهًا وإنما أراد أن يكون امتدادًا حيًّا لدعوة جده المصطفى (ص). أولم يقل النبي (ص): حسين مني وأنا من حسين" بهذا المعنى الرائع جسّد الحسين كل معاني الإخلاص في الدعوة إلى الله التي بدأها جده النبي (ص) وما كان لله ينمو بلا شك.
الأمر الآخر: التضحية بكل غال ونفيس فقد قدّم الحسين عليه السلام دماءه الزاكية وجعل من أهل بيته قرابين من أجل هذا الدين القويم فهذا سرّ آخر يكشف لنا سبب بقاء هذه الثورة وجعلها حيّة في النفوس جيلًا بعد جيل. وكما نقل عن أنطوان بارا في كلامه عن الحسين (ع): لو كان الحسين عليه السلام يريد دنيا لما خرج بأهل بيته من النساء والأطفال، فهذا دليل واضح على إقدامه على التضحية بكل ما يملك بل بأعزّ ما يملك."
وعلى الصعيد الديني فقد أعطت هذه النهضة دروسًا كثيرة يذكرها الشيخ الطيب: "واقعًا العبر والدروس التي يمكن أن نستخلصها من هذه النهضة المباركة كثيرة جدًا ويصعب أن نستوعبها من ألفها إلى يائها ولكن كما يقولون لا يسقط المعسور بالميسور، فمن أهم ما أشار إليه الباحثون في هذا المضمار:
أولًا المطالبة بالحق: حيث أن الله عز وجل فرض على كل فرد منا حقوقًا تجاه الآخر وله حقوق أيضًأ ، فإذا ما رأى أن حقه قد سلب منه فمن الخطأ الفادح أن يسكت عن حقه، بل عليه المطالبة به بواسطة الوسائل المشروعة وعليه أن لا يمّل ولا يكّل في سبيل الحصول على حقه الذي ضمنته له جميع الشرائع السماويّة والدساتير الدولية. والحسين عليه السلام لا نشك في كونه صاحب حق مسلوب فخرج للمطالبة بحقه وصدق القول المأثور "ما ضاع حق وراءه مطالب" وحقه يكمن في أداء وظيفته المسندة إليه من قبل الله وهي قيادة الأمة ورعايتها وهدايتها فقد قال لأخيه محمد بن الحنفية (ع):  "إني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا ظالمًا ولا مفسدًا وإنما خرجت لطب الإصلاح في أمة جدي محمد (ص) أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر الخ...."
ثانيًا: القضاء على الظلم: إن من شرّ الأمور التي يجب محاربتها هو الظلم وانتشاره فقد أثر عن علي عليه السلام أنه قال: "ارم ببصرك أينما شئت لا تجد إلا ظالمًا أو مظلومًا". فالظلم منتشر في كل مكان وفي كل زمان بسبب الجشع والطمع، ولا يجوز أن يبقى المؤمن مكتوف الأيدي أمام هذا الظلم المستفحل وهو قادر على مقارعته بل يجب عليه اتخاذ كل الوسائل للقضاء عليه لكي ينعم الناس بالأمن والأمان والرفاهية. وفي عهد سيد الشهداء (ع) قال واصفًا الحالة التي وصل إليها حال المسلمين في عصره "لم يبق من الدين إلا صبابة كصبابة الإناء أو كخسيس عيش كالمرعى الوبيل ألا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه". ومن هنا كانت ثورة الحسين مشعلًا للحرية ونبراسًا رائعًا وطريقًا  مضيئًا  للمسلمين حفظ الدين وأبقى جذوته وهاجة إلى يومنا هذا وإلى أن تقوم الساعة.  كذب الموت فالحسين مخلد    كلما أخلق الزمان تجدد".
انطلاقًا من أهمية هذا الكلام سألنا سماحته، هل المطلوب من الشباب الموالي للحسين (ع) اللطم والبكاء؟ وما هي نصائحكم لهم في هذه الأيام الأليمة؟ يجيب: "تعجبني هذه العبارة الجميلة: (الحسين شمعة ودمعة)،  لا شك أن الجانب العاطفي في القضية الحسينية مهم جدًا ومأساته فطرت الجلاميد وما جرى عليه أبكى كل حجر ومدر وكما قال أحد الشعراء: 
أي المحاجر لا تبكي عليك دمًا   أبكيت والله حتى محجر الحجر
وثواب البكاء عليه عظيم جدًا بل الحزن عليه شعيرة من الشعائر الدينية والنصوص الواردة عنهم صلوات الله عليهم أجمعين تحدثت عن هذا الثواب فعن صادق القول البار الأمين جعفر بن محمد (ع) أنه قال: "من خرج من عينيه من الدمع ولو بمقدار جناح بعوضة حزنًا  على الحسين (ع) كتبت له الجنة". وغيرها من النصوص بل وهذا الجانب العاطفي هو الذي أبقى ثورة الحسين حية على مدى قرون من الزمان وإلى يومنا هذا، ولكن ليس هذا هو الهدف الوحيد الذي من أجله استشهد الحسين عليه السلام. بل لابدّ على الشباب تحري الأهداف السامية والقيم الحق التي من أجلها استشهد الحسين (ع):
أولًا: المحافظة على الدين ولو ببذل المهج والأرواح وذلك عبر الالتزام الديني الخالي من التزمت والعصبية المقيتة.
ثانيًا: أن تنعكس قضية الحسين على سلوكنا في التعامل مع الآخرين سواء كان على صعيد الأسرة أو على صعيد الأصحاب والأصدقاء، بل حتى التعامل مع الأعداء فقد بكى سيد الشهداء على أعدائه لأنهم سيدخلون النار بسبب قتله.
ثالثًا: على الشباب أن يستلهموا من الحسين (ع) كيفية المحافظة على الصلاة في أوقاتها، فقد صلى الحسين (ع) في معمعة المعركة وكانت السهام تطلق عليه.
رابعًا: على شبابنا تعلم الغيرة والحمية من الحسين وأصحابه على نسائهم.
خامسًا: على فتياتنا تعلم التستر والعفة والمحافظة على شرفهن وعدم التفريط به مهما كانت الظروف، فالله عزّ وجلّ يقول:" ومن يتق الله يجعل له مخرجًا".

سادسًا: في أيام عاشوراء الحسين على شبابنا أن يكون عملهم خالصًا لوجه الله تعالى وأن يكونوا يدًا واحدة حتى نثبت للعالم أن شجرة الإسلام التي رواها الحسين (ع) ومن معه بدمائه الزكية ما زالت تؤتي ثمارها اليانعة إلى اليوم بل إلى قيام الساعة".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة