لقاءات

حسين المبارك: الشعر الحسيني أقوى روافد بحر الشعر الولائي

 

نظمية الدرويش .. 

تُسمعنا صليل السيوف وطعنات الرماح، ترسم لنا أحمر النجيع دربًا للنجاة، وتخط القيم.. أنصعها وأبقاها، وتستشرف النصر في حيث غامت بيارق النصر. هي القصائد الحسينية التي لازمت نهضة القرن الأول للهجرة منذ فجرها وسكبت دمع الثورة في عين التاريخ ينبوعًا لن ينضب أبدًا. 
الشعر الحسيني الذي لازم المآتم التي أقيمت للإمام الحسين عليه السلام، والتي شجع عليها الإمام زين العابدين والأئمة من بنيه عليهم السلام، وأحيوا مجالس الشعر وباركوها حتى أضحت عرفًا ثابتًا استمر إلى يومنا هذا.
وإذا ما مرت الذكرى هاج الحنين وفاض بحرًا من قصائد وجراح نظمها الناظمون حبًّا بالحسين وآله الأطهار. الشاعر حسين المبارك من شعراء النظم الحسيني الزاخر في الحجاز، شاعر شب على حب أهل البيت، ووعى على أيقونة عاشوراء الخالدة، حتى غلب الطابع الولائي على شعره الفصحى والنبطي ذائع الصيت.


الولاء لكربلاء
يحدثنا ابن منابر الأحساء الحسينية ومؤلف اللطميات ومنشدها، عن الرسالة الإنسانية التي يحملها الشاعر في قلب قصائده وما لتلك الرسالة من دلالات ومعان. هذه الرسالة التي تركز القصائد الحسينية على إبرازها. يقول المبارك: "تركز القصائد الحسينية على الصفات والسجايا الكريمة للإمام الحسين عليه السلام وخاصة منها الشجاعة والإيثار والتضحية والصبر والإرادة والثبات على المبدأ الحق وعدم الركون الى الظلم والظالمين".
من المعاني التي يزخر بها الشعر الحسيني، ينتقل الشاعر حسين المبارك في حديثه إلى منبع الشعر الحسيني فيقول: "الشعر الحسيني أحد أقوى الروافد التي تصب في بحر الشعر الولائي، لأن قضية الإمام الشهيد هي الأقوى والأشجى، ولذلك نجد تركيز المعصومين عليهم السلام على قضية الحسين أكثر من غيرها". كما ويشدد المبارك على أن قضية الإمام الحسين هي المنبر الذي يخدم باقي قضايا المعصومين والإنسانية قاطبة. 


يتكلم الشاعر الحسيني ذو الإلهام الولائي الذي يتخذ من عاشوراء مصدرًا للوحي الشعري، يتكلم عن المراحل العديدة التي مر بها الشعر الحسيني عبر التاريخ حتى أخذت دائرته تتسع مع مرور الوقت إلى ما هو عليه في الوقت الحاضر حيث اتسعت رقعة المأتم والمجالس الحسينية. يعدد مبارك كذلك أشكال الشعر الحسيني من فصيح وعامي والأبوذيات واللطميات والشعر الحسيني المسرحي. أما الشعر النبطي فهو الشعر الذي تميل له قريحة شاعرنا حسين المبارك. 


الشعر النبطي
يعتبر الشاعر حسين المبارك أن الشعر النبطي هو أحد الأجنحة الهامة جدًّا التي تطير بها طائرة التعريف بالنهضة الحسينية في أبعادها المختلفة. ساهم الشعر النبطي في إبقاء جذوة المصيبة الحسينية في اشتعالها الدائم في التاريخ بحسب المبارك. 
يضيف المبارك: "ومن أهم حسنات الشعر النبطي أن له حضورًا فعالًا وقويًّا في التعريف بالنهضة الحسينية وأهدافها بصورة بسيطة وسهلة". كما وقبوله، الشعر النبطي، لدى شريحة واسعة من المجتمع سواء المثقفين أم غيرهم يشكل عاملًا دافعًا لرواج الشعر النبطي. تبقى سيئة الشعر النبطي في إبعاده الناس عن ساحة اللغة الفصحى قليلًا مع العلم أن ما يكتبه العديد من الشعراء فيه من الألفاظ الفصيحة الشيئ الكثير كما يعبر المبارك. 


اللطمية
"للطميات دور فاعل وواضح في العزاء الحسيني" يعبر المبارك ويكمل "وخاصة تلك اللطميات التي يركز فيها الشاعر على أهداف النهضة الحسينية وبيان مظلومية الإمام الحسين عليه السلام". ولا ينسى المبارك القضايا الاجتماعية والعقائدية الحالية التي تخدم أهدافها القصائد الحسينية. هذه أسماء بعض اللطميات: أنا أنا كربلا في نزول الإمام الحسين بكربلاء، تسأل رقية في الليلة الثالثة من محرم، الكافل في العباس، زيد الشهيد، عيني ما غمضت جفن في الإمام العسكري، مظلومة في مصاب الزهراء، وماجت أرض طوس وغيرها قصائد النعي أيضًا.
يعلق الشاعر حسين المبارك حول اللطميات في الختام: "لا يمكن الاستغناء عن اللطميات في استمرارية زخم النهضة الحسينية، ولكن يجب أن يراعى فيها بعض الضوابط الهامة والشرعية لكي تحقق الهدف منها".
يكتب الشاعر حسين المبارك في أغراض الشعر المختلفة ولكن الغالب على كتاباته هو الشعر الولائي في أغراضه المتنوعة. أنشد له من الأحساء الرواديد السيد حمد المكي، جواد الجندل، هاني العبود. وسيصدر له ديوان ولائي سيرى النور قريبًا بعنوان (الرياض الولائية).

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة