لقاءات

حسين الثواب: الكتابة في حق أهل بيت النبوة تُحَمِّل الكاتب مسؤولية كبيرةً وتصقل شخصيته


نسرين نجم ..

كان للشعر الحسيني ولا يزال الأثر الكبير في تفاعل وانفعال المستمعين، فهو يعد من أهم الوسائل الإعلامية التي خلدت هذه النهضة الحسينية المباركة، وكان العامل البارز في ديمومة بقائه وتناميه من جيل إلى جيل، فالحسين (ع) عَبرة وعِبرة، وقد عملت القصائد الحسينية على إذكاء العواطف وتفاعل الوجدان وسمو المشاعر، لذا لونت التاريخ بطيف متميز.. وبما أن الشعر الحسيني كثيف الحضور في وجدان الشعراء الشباب، كان لنا هذا الحوار مع الشاعر حسين الثواب.


* جمالية الكتابة عن الحسين (ع):
اختار الشعر ليعبر من خلاله عن ولائه وانتمائه لمدرسة الحسين (ع) فكانت بداياته: "متواضعة جدًّا في نهاية المرحلة الثانوية ولا أدّعي أنني تخطيت المراحل الأولى في الشعر، واختيار الشعر دون غيره ربما يعود إلى رحابَةِ هذا العالَم المكتظ بالروائع والعجائب التي ما زالت تستهوي سالِكِيه وتحيّر قاطنيه".
وبنظره تكمن جمالية الكتابة عن الحسين(ع) وعن عاشوراء: "فيما أظهره سيد الشهداء "عليه السلام" ومن معه من نفائس أذهلت العالم بأسره فلا نجد في التاريخِ حادثةً بمثل هذه الفترة الزمنية الوجيزة جدًا تحمل ما حملت واقعة الطف من مواقف وتضحيات تنم عن إيمان خالص لا تشوبه شائبة ومن تطلعات وأهداف غَيَّرت (وما زالت تغيِّر) مجرى التاريخ".
عندما يكتب الشاعر حسين الثواب قصيدة عن واقعة الطف يعيش لحظات الواقعة وتبدأ الكلمات أمامه بالظهور: "عندما يغلق الشاعر باب سمعه عن الضجيج الذي من حوله ويمارس عبادة التفكر والتي  تُعْتَبَر من أفضل العبادات حيث أنها مفتاح أبواب المعارف، ولا بُدَّ منها للإرتقاء بالسلوك الإنساني نحو الكمال، ولها تعظيم بليغ في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، يرى تلك الواقعة بمشهد بانورامي ويعيش لحظاتها فيشدُّه بعد ذلك موقف مُشَرّف أو جرح غائر ومن هنا تبدأ الرحلة".
وعن هذه الرحلة سألناه، هل يعمل في قصائده على إظهار قيم عاشوراء وفضائل آل البيت (ع) أم يكتفي فقط بإثارة الدمعة؟ فأجاب حسين الثواب: "البعض ينظر إلى عاشوراء من الجانب المأساوي فقط والبعض الآخر ينظر للجانب القِيَمِي ويقتصر عليه، وثمة فرقة تنظر للحسين روحي فداه على أنه ( عَبْرَةٌ وَعِبْرَةٌ ) وهذه النظرة هي الأصوب والأشمل لما فيهما من توازن ندب إليه الشارع المقدس ومنها أدركت الكثير من الأمور فلم أقتصر على جانب دون الآخر".
وحول تأثير الشعر الحسيني على الشباب ومدى تأثيره عليهم يقول: "بالتأكيد له دور فعَّال فالشِّعر الحسيني يستقطب تارةً بواسطة البيان و( إنَّ من البيانِ لسحرا ) وتارةً أُخرى من خلال الزخم العاطفي والرسالي الذي يحمله ولكن يبلغ ذروته في التأثير بين الأوساط الأدبية فيجب على الشباب الاهتمام بهذا الجانب لكي يتم الاستفاده منه بالشكل المرجوّ".


* الكتابة عن آل البيت مسؤولية كبيرة:
كان للكتابة عن آل البيت (ع) التأثير الواضح على شخصية حسين الثواب: "الكتابة في حق أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة تُحَمِّل الكاتب مسؤوليةً كبيرةً وتصقل شخصيته وتكلِّلُه بشرف خدمة أشرف الخلق قاطبة «اَللّهُمَّ اجْعَلْني عِنْدَكَ وَجيهاً بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي الدُّنْيا وَالاْخِرَةِ»."لذا فهو يعمل على تعزيز الموهبة لديه: "عبر القراءة في المجال الأدبي وغير الأدبي والإطِّلاع على تجارب الآخرين والتأمل فيها لإدراك مواطن الجمال".
من المعروف أن  المكان يؤدي دورًا في تحفيز الشاعر على العطاء سيما إذا كان الشاعر ابن مدينة غنية بالطاقات الشعرية والأدبية المهمة، عن قطيف الشعراء يقول حسين الثواب: "لا شكَّ أنَّ المحيط يلعب دورًا كبيرًا في تحفيز وارتقاء الشاعر فلو سلطنا الضوء قليلًا على أي بيئة أدبية خصبة لرأينا كيف يتناسل الشعراء منها فمنذ هطول غيمة الشاعر أحمد بن منصور بن علي القَطَّان القطيفي المتوفى سنة ٤٨٠ هـ إلى يومنا هذا ما زال الهطول مستمرًا وأذكر ليس على سبيل الحصر بل على سبيل المثال بعض شعراء القطيف الفائزين مؤخرًا بمسابقات دولية:
١- ياسر آل غريب ( الجود والعتبة الكاظمية وراشد بن حميد )
٢- علي مكي الشيخ ( الجود )
٣- هادي رسول ( الجود )
٤- فريد النمر ( راشد بن حميد )
٥- محمد أبو عبدالله ( العتبة الكاظمية )
٦- حسين الجامع ( الجود )
٧- محسن الزاهر ( راشد بن حميد )


وأخص بالشكر في هذه النافذة سماحة الشيخ الشاعر علي الفرج على إثراءه الساحة الأدبية بكتابَي تكوين البلاغة وكائن اللغة فهما من أهم الكتب التي لها تأثير كبير على القارئ".
وأهم ما يقوله لنفسه وينصح به ذاته ومن يرغب بدخول عالم الشعر: "قال الخليل : العلم لا يعطيك بعضه حتّى تعطيه كلّك » وكذلك الشعر. ولكل علم أو فن أساسيات ومن أساسيات كتابة الشعر هي تعلم النحو والصرف والبلاغة ( المعاني والبيان والبديع ) ولا غنى عن الثقافة الدينية والثقافة العامة والله الله في الإخلاص في العمل فهي عامل من عوامل التوفيق الإلهي."أما عن رصيده الشعري حتى الآن فيقول حسين الثواب: "رصيدي الشعري هو بضاعتي المزجاة التي أرجو بعد رحمة ربي وشفاعة محمد وآل محمد بها النجاة ونيل كل خير". وهو يعمل حاليًا على إصدار ديوانه الشعري قريبًا. وفي ختام الحوار توجه بالشكر إلى شبكة فجر الثقافية :"لإجراء هذا الحوار الذي أتمنى أن يكون نافعًا ومفيدًا وأسأل الله لكم ولنا التوفيق لكل خير."


السلام على الحسين وعلى علي ابن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ولعن الله أعداء الحسين الذين ...  :
رَكَنُوا إِلَى الدُّنْيَا
غَدَاةَ تَحَشَّدُوا
لِيُمَزِّقُوا عِدْلَ الكِتَابِ
وَيَعْتَدُوا
غَرَّتْهُـمُ الدُّنْيَـا ،
 أَلَمْ يَتَأَمَّلُوا وَجْهَ الحُسَينِ
كَكَوكَبٍ يَتَوَقَّدُ ؟!
سُبُحَاتُهُ تَجْلُو الظَّلَامَ ،
تُؤَنْسِنُ الإِنْسَانَ ،
تَمْنَحُهُ صِفَاتٍ تُحْـمَدُ
فِيهِ مِنَ المُخْتَارِ
أَلْـفُ سَجِيَّةٍ
فَكَأَنَّهُ - رُوحِي فِدَاهُ - مُحَمَّـدُ
مَاذَا سَيُغْنِي
مُلْكُ رَيٍّ عَنْهُمُ ؟!
وَالمُلْكُ يَفْنَى
وَالخَزَائِنُ تَنْفَدُ
مَا قِيمَةُ الصَّفْرَا
إِزَاءَ نَجَاتِهِم ؟!
خَسِرُوا النَّجَاةَ وَمَا رَجَوا
إِذ عَرْبَدُوا
هُمْ أَيقَنُوا
أَنَّ الفَنَاءَ نَصِيبُهُمْ
أَمَّا شَهِيدُ الطَّفِّ فَهْوَ مُخَلَّدُ
أٙنْسٙلُّ مِنْ وٙحْشٙتِي أٙسْعٙى إِلٙى لُغٙتِي
وٙأٙرْتٙمِي مُتْعٙباً فِي حِضْنِ أٙخْيِلِتِي
أُهٙدْهِدُ الشِّعْرٙ وٙالأٙفْكٙارُ تٙعْبٙثُ بِي
وٙيٙنْزِفُ الشّٙوقُ مِنْ شِرْيٙانِ مِحْبٙرٙتِي
شٙوقاً إِلٙى جٙنّٙةٍ فِي الأٙرْضِ مٙوضِعُهٙا
سُبْحٙانٙ خٙالِقِهٙا لِلخٙلْقِ كٙالرِّئٙـةِ
فِيهٙا تٙنٙفّٙسٙ حٙتّٙى الصُّبْحُ وٙانْبٙجٙسٙتْ
عٙينُ الخُلُودِ فٙمٙا عٙادٙتْ كٙمٙقْبٙرٙةِ
لِذٙلِكٙ الرُّوحُ مٙازٙالٙتْ تُحٙلِّقُ مٙا
زٙالٙتْ هُنٙالِكِ تٙحْيٙى الآنٙ فِي دٙعٙةِ
مٙا بٙينٙ مٙرْقٙدِ عِزٍّ طٙابٙ سٙاكِنُهُ
وٙقُبّٙةٍ قٙدْ زٙهٙتْ حُسْناً وٙأٙرْوِقٙةِ
وٙمٙا عٙلٙا مِنْ مٙنٙارٙاتٍ تٙبُثُّ سٙنٙاً
لِلتّٙائِهِينٙ وٙتٙهْدِي مِثٙلٙ بٙوصٙلٙةِ
وٙبٙينٙ كٙفّٙينِ يٙوماً مٙا عٙلٙى سُفُنِ الـ
حُسٙينِ قٙدْ كٙانٙتٙا فِعْـلاً كٙأٙشْرِعٙةِ
لٙولٙاهُمٙا لٙاكْتٙسٙى التّٙارِيخُ ذِلّٙتٙهُ
وٙمٙا اسْتٙمٙعْنٙا إِلٙى صٙوتِ لِمِئْذٙنٙةِ
فٙهٙلْ أُلٙامُ إِذٙا مٙا صِحْتُ مُنْتٙشِياً
(عٙبّٙاسُ) وٙصْلُكٙ فِي الدّٙارٙينِ أُمْنِيٙتِي
عٙبّٙاسُ تٙهْفُو إِلٙى عِطْرِ الضَّرِيحِ هُنٙا
فِي القٙلْبِ عِشْقاً هُيٙاماً كُلُّ سٙوسٙنٙةِ
عٙبّٙاسُ حُبُّكٙ فِي قٙلْبِي تٙعٙتّٙقٙ حٙتّٙى-
صٙارٙ يٙسْرِي دٙماً مٙا بٙينٙ أٙورِدٙتِي
عٙبّٙاسُ وٙاسْمُكٙ حُلْوٌ حِينٙ أٙنْطِقُهُ
كٙأٙنّٙهُ عٙسٙلٌ مٙحْضٌ عٙلٙى شٙفٙتِي
أٙرٙاكٙ فِي كُلِّ لٙيلٍ فِي السّٙمٙا قٙمٙراً
عٙلٙى حِكٙايٙاتِهِ تٙغْفُو مُخٙيِّلٙتِي
طٙوراً أٙرٙاكٙ تُثِيرُ النّٙقْعٙ مُتّٙجِهاً
نٙحْوٙ الفُرٙاتِ وٙطٙوراً نٙحْو أٙخْبِيٙةِ
مُدٙجّٙجاً  بِإِبٙاءٍ لٙا نٙظِيرٙ لٙـهُ
وٙعِزّٙةٍ تٙمْلٙأُ الدُّنْيٙا وٙتٙضْحِيٙةِ
عٙبّٙدْتٙ دٙرْباً إِلِى الأٙبْطٙالِ نٙحْوٙ غٙدٍ
يٙمْتٙازُ بِالنّٙصْرِ لٙا يٙرْضٙى بِعٙرْبٙدٙةِ
وٙبِالبِصِيرٙةِ كٙمْ أٙنْسٙنْةٙ مِنْ فِئٙةٍ
لٙا خٙيرٙ فِي عُمُرٍ مِنْ أٙنْسٙنٙةِ
طُوبٙى لِمٙنْ كُنْتٙ فِي أٙعْمٙاقِهِ مٙثٙلاً
أٙعْلٙى فٙأٙنْتٙ لٙعٙمْرِي شٙامِخُ الصِّفٙةِ
جٙاهٙدْتٙ فِي اللهِ حٙتّٙى مُتّٙ مُنْتٙصِراً
وٙلٙمْ تٙعِشْ فِي هٙوٙانٍ مِثْلٙ حٙرْمٙلٙةِ

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة