لقاءات

هاجر عبد المحسن: الصورة الضوئية لغة عالمية توصل رسالة العشق الحسيني إلى كل العالم


نسرين نجم ..

من كل حدب وصوب ومن مختلف أقطار العالم وعلى اختلاف جنسياتهم وأديانهم ومذاهبهم، تراهم يتوجهون بقلوبهم وبأرواحهم إلى العتبات المقدسة المشرفة ليجددوا الولاء والوفاء لرمز الإنسانية وشعلة النهضة المباركة أبي عبد الله الحسين (ع)، تجدهم يمشون لأيام كبارًا وصغارًا نساءً ورجالًا في مشهد لا يمكن وصفه بكلمات، ولربما الصورة قد تعبّر عنه أكثر، ونظرًا لأهمية وجمالية وخصوصية مسير الأربعين، خصصت المصورة الفوتوغرافية هاجر عبد المحسن عدستها لتخبرنا عبر صورها عن ألف حكاية وحكاية من مسير الأربعين، لذا كان معها هذا اللقاء:


* التصوير العاشورائي من أسمى الرسائل:
 لم تكن تتوقع هاجر عبد المحسن أن تتعلق بالكاميرا وأن تتحول إلى صديقتها المقربة جدًا منها، فقد بدأت كهواية لتتحول فيما بعد إلى تعلق وسعي لتعزيز هذه الموهبة: "بدأت رحلتي الحقيقية في عالم التصوير منذ ما يقارب الخمس سنوات وقبلها كنت أمارس هذه الهواية بعيدًا عن الأنظار وبشكل غير جدي ..بدأت التصوير من مقتبل العمر حيث اقتنيت أول كاميرا قبل خمس عشرة سنة تقريبًا، بداية كنت أميل لتصوير الطبيعة الصامتة وكنت أعرض صورها بالمنتديات للحصول على النقد وتفادي الأخطاء بالتجارب اللاحقة. وقد أفادني ذلك كثيرًا".


وبما أننا ضمن أجواء شهر محرم الحرام سألناها عن العلاقة التفاعلية التي تجمع الصورة بذكرى عاشوراء فأجابت: "الصورة رسالة والمصور راوٍ للقصص وقد تغني صورة منه عن ألف كلمة .. والتصوير العاشورائي من أسمى هذه الرسائل التي يحملها المصور الموالي على عاتقه ليروي ولو قطرة من بحر أهداف ثورة الحسين عليه السلام . والناس بكل أطيافها ولغاتها وأجناسها تتفاعل مع الصورة الضوئية تفاعلًا جميلًا حيث إنها لغة عالمية توصل رسالة العشق الحسيني إلى كل العالم بأصدق تعبير وبدون كلمات".


من المعروف بأن عدسة الفنانة الفوتوغرافية هاجر عبد المحسن قد خصصتها لتصوير المجالس ومسير الأربعين، وما يجذب عدستها في هذه المناسبات: "تصوير الشيوخ والأطفال بشكل خاص. أما الشيوخ فهم بركة المكان .. نستنشق بوجودهم المبارك حب الحسين الصادق فهم يتحملون كل الأذى والمشقة في سبيل إحياء شعائر الحسين. وأما الأطفال فلعفويتهم في إظهار حبهم للحسين من خلال تقليد الكبار في إظهار مشاعرهم العاشورائية ."


وعن مدى اهتمامها بالتصوير بالأبيض والأسود وإلى أي حد يضيفان جمالًا على الصورة تقول: "بالنسبة لي الصورة العاشورائية بالأسود والأبيض تتجرد من اللون والزينة وتكتسي باللون المحايد وكأنها تختار بذلك الحداد والحزن على مصيبة الحسين عليه السلام بالإضافة لكون الألوان الأحادية تزيد من التركيز على روح الأشخاص والمكان بعيدًا عن تشتيت ألوان الملابس والمحيط."


* المرأة والتصوير العاشورائي:
قد يعتبر البعض بأن عدسة المرأة قد تتحكم فيها العاطفة أكثر من الرجل نظرًا لسيطرة الجانب العاطفي على شخصيتها، إلا أن هاجر عبد المحسن ترى بأن: "الصورة العاشورائية برأيي المتواضع تتساوى فيها عدسة الرجل مع عدسة المرأة في العاطفة لأن كلتا العاطفتين متجهتين نحو الحسين عليه السلام ونحو قضيته ورسالته  ."


وحول ما إذا كانت المرأة المصورة استطاعت أن تثبت ذاتها في هذا العالم (أي التصوير الفوتوغرافي) فتقول: "المرأة قفزت في عالم التصوير قفزة سريعة جدًا .. واستطاعت أن تحصل على مراكز متقدمة في أكثر مواضيع التصوير صعوبة ولكن توجد بعض الصعوبات التي تواجهها كونها امرأة مثل ثقل معدات التصوير وعدم وجود مساحة كافية وتقييدها بوضعية غير ملفتة للنظر أثناء التصوير وخاصة إذا كان التصوير في الشارع ."


وحول تركيزها على تصوير الوجه بشكل دائم تقول: "تصوير الوجه .. هو التقاط للمشاعر بطريقة دقيقة فالحزن والفرح والحالة النفسية للإنسان كلها تترجم من خلال تعابير الوجه وملامحه وتقاسيمه ."
أما بالنسبة لمشاريعها وأنشطتها فتقول الفنانة الفوتوغرافية هاجر عبد المحسن: "خططي الحالية أن التقط صورًا عاشورائية خلال شهري محرم وصفر وزيارة الأربعين إذا كنت مكتوبة من زوار هذا العام .. وأنتج كتابًا عن مشاية الأربعين بعنوان ( خطوات عشق )،  أما الخطط المستقبلية ففتح معرض لـكتاب ( خطوات عشق )".


وتتحدث عن طموحها بأن: "أسافر واستكشف معظم الدول، وأنقل ثقافاتهم المختلفة برؤيتي الشخصية لمجتمعي ولكل العالم بإذن الله  ."

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

2017-10-20 09:52:38    مدح

بوركت أخت هاجر .. أنت متميزة فعلا

مواقيت الصلاة