لقاءات

مفيد أبو شلوه: عيني ومن ثم عدستي، الوسيلة الناقلة لهذا الفن ولهذه المخلوقات


نسرين نجم ..

عندما يمسك كاميرته يبدع في التقاط جمال المخلوقات وبدقة لامتناهية، تتميز عدسته بجمالية إظهار معجزات الخالق بكائناته من ناحية الألوان والأشكال والأنواع والأحجام، ونتيجة لإبداعه حصد العشرات من الجوائز الدولية منها ما ناله مؤخرًا في أوكرانيا أثناء مشاركته في المسابقة الدولية حيث حصل على الميدالية الذهبية في ثيمة الطبيعة، إضافة إلى الجوائز العربية الكثيرة والعديدة، إنه الفنان الفوتوغرافي مفيد أبو شلوه.


* الطموح لا حدّ له:
من يملك الطموح والمثابرة يصل إلى النجاح بكل ثقة خاصة إذا كان هناك سعي وجهد وعمل على التغيير نحو الأفضل، وهذا ما حصل مع المصور مفيد أبو شلوه الذي بدأ رحلته في عالم التصوير: "منذ 2010 في عدة محاور منها البروتريه، والستيل لايف، والطبيعة، وتصوير فائق السرعة وغيرها، وتخصصت  في محور الماكرو - مايكرو بعدها بعام واحد ..".


هذا التخصص في الماكرو- ميكرو أحدث تساؤلات كثيرة خاصة في عالمنا العربي حول ماهيته، فلماذا اختاره أبو شلوه؟ يقول: "تصوير الماكرو - مايكرو هو التصوير عن قرب، أي تصوير فوتوغرافي للأشياء بمسافة قريبة جدًا، وعادة ما يكون للأجسام الصغيرة جدًا التي لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة. عدسات الماكرو تكون قادرة على تصوير نسبة تكبير 1:1 إلى أن تصل نسبة التكبير إلى 5:1 وهذه النسبة الأعلى التي تدخل في عالم الميكروسوب (مايكرو) وهو عبارة عن تصوير تفاصيل معينة ودقيقة من هذه الأجسام الصغيرة من أجل اكتشاف تكوينها ودراسة أصنافها وأنواعها سواء حشرات، زهور صغيرة، كائنات أخرى ، تكوين قطرات الجليد الخ .. أما سبب تخصصي بهذا الفن وانجذابي إليه فهو بسبب جهل رؤية العين البشرية رؤية هذه العوالم من الكائنات الصغيرة التي خلقها الله سبحانه وتعالى بالشكل الحقيقي المفصل والمطلوب والتي تنقله لنا الكاميرا  من خلال صورة حية مباشرة". إلا أن هذا الفن العربي غير منتشر والسبب كما يقول الفوتوغرافي مفيد أبو شلوه: "تصوير الماكرو من أصعب أنواع التصوير كلفة ووقتًا وتخطيطًا ودراسة ولا يقتصر فقط على التصوير الفوتوغرافي البحت إنما يشمل أيضًا التصوير المخبري والطبي وعالم الأبحاث والاكتشاف الخ ... فبكل تأكيد في العالم الغربي شائع جدًّا مقارنة بعالمنا العربي ..".
ولأن مثل هكذا عمل يتطلب جهدًا ووقتًا سألناه عن الصعوبات التي تواجهه: "الصعوبات التي كانت تواجهني كمصور فوتوغرافي هاو متجه إلى الاحتراف هي بعض التقنيات من العدسات المتخصصة كطبيعة دراسة استخدامها وطرق أسرار توزيع الضوء مرورا ًبسلسلة البحث عن طبيعة هذه الكائنات من حيث الضرر، وأماكن تعايشها، وكيفية سلوكها، ومن ثم تصويرها سواء في بيئتها الطبيعية أم بيئة متخصصة في حضانات لها (شبه طبيعية) ".


وانطلاقًا من هذا سألناه، هل تحمل عدسته رسالة تثقيفية؟ فأجاب: "عيني ومن ثم عدستي هما الوسيلة الناقلة لهذا الفن ولهذه المخلوقات، وبدون أدنى شك تحمل بحرًا من العلوم سواء ثقافية أم علمية أم فنية".


* حصد الجوائز ما بين الطموح والمثابرة:
حصد الفنان الفوتوغرافي مفيد أبو شلوه العديد من الجوائز الدولية والعالمية فماذا تعني له هذه الجوائز؟ وماذا عن العالم العربي هل يرى  بأنه يقدر مثل هكذا فن؟ يقول: "حصدت مئات الجوائز المحلية وحصلت على أكثر من 25 جائزة دولية في مختلف الدول العالمية والعربية أبرزها جائزة الشارقة الدولية وآخرها جائزة صربيا العالمية.. وتعني لي هذه الجوائز والإنجازات ثمرة المجهود الذي أقوم به فهي الدافع الأول لإيصال طريقتي ورسالتي، والتي بدورها أتمنى أن تصنع أثرًا كبيرًا للمتابعين في هذا المجال.. أما بالنسبة للعالم العربي وكونه يقدر هذا الفن، نعم وبكل تأكيد .. ولكن لدي نقطة أرغب بالإشارة إليها، يحتاج هذا الفن إلى وقت كاف لكي يستوعبه ويفهمه المتذوقون سواء أكانوا مصورين فوتوغرافيين متخصصين بمجالات أخرى أم متابعين لهذا النوع من التصوير .."
وعن الشروط أو المعايير التي يجب توفرها في المصور خاصة مصور المايكرو لينجح يقول: "الشروط والمعايير التي يجب أن تتوفر على المصور بشكل عام هي الإلمام بأساسيات التصوير والاتقان في عمله.. أما بالنسبة للمصور المتخصص وبالأخص في مجال تصوير الماكرو - المايكرو (مجهري) فبرأي أنه يحتاج لنقطتيين مهمتين هما: الصبر - الوقت الكافي لخوض التجربه.. قبل البدء في البحث عن أي معدات متخصصة .."


فماذا أخذ منه عالم التصوير وماذا أعطاه؟ يجيب: "أخذ مني الوقت الكبير والجهد المضني إلا أنه أعطاني سلسلة من العلوم العلمية والفنية وحب الاطلاع على هذه العوالم المجهولة، كما أعطى اسمي تصنيفًا من قبل لجان باحثة في مجال الحياه الفطرية، بالإضافة إلى الجوائز التي أحرزتها في مجال الماكرو والطبيعة .."

حقق مفيد أبو شلوه الكثير من الإنجازات المحلية والعربية والعالمية، فهل هذا الأمر جعل طموحه يتوقف عند هذا الحد أم يريد أن يصل إلى مكان ما؟ يقول: "طموحي أن أنتج كتابًا يجمع بين توليفتين ما بين أصناف بعض الحشرات التي تندرج في قائمة الدول الآسيوية وبين أصناف الحشرات التي تندرج في قائمة الدول الأوروبية، وبالفعل بدأت فيه منذ عام 2015 وقد يستغرق حوالي ال 5 سنوات للانتهاء منه وهو مشروع الخنافس الجعلية التي تعود أصولها إلى عهد الفراعنة وهذه الدراسة مشتركة مع فريق باحث كندي متخصص فقط في البحث عن الاصناف المهددة بالانقراض .." ، وهو لا يخفي سرًّا بأن لديه توجهًا للانتقال إلى مجالات أخرى للتصوير" لعدة محاور منها محور السفر وحياة الشارع وتصوير البورتريه".


أمّا عن مشاريعه الحالية والمستقبلية فيقول: "تأليف كتاب شامل عن تصوير الماكرو والذي تكلمت عنه منذ قليل  بالإضافة إلى حصولي على الألقاب العالمية وبالأخص في مجالي وتخصصي .."

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة