مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ رضا الصغير
عن الكاتب :
طالب علوم دينية في حوزة قم المقدسة

رد الجميل


الشيخ رضا الصغير ..

تقودنا الأيام إلى أن نقف على أبواب نطرقها لطلب الحاجة والعون، فحينما يأتي الجواب بالإيجاب، تنفك ضائقتنا وتتدحرج حوائجنا لتسلك طريقها المعتاد.
قد لا نبالي كثيراً، ولا نحس بشعور الفضل والامتنان، لأن حاجتنا قضيت، ولا ندري ماذا عانى صاحب الباب!
كل ما يهمنا أنها قضيت، وأما من أين أو كيف أو أو ..؟ لا يهم، وإذا أتاك واعظٌ وقال: اشكر المخلوق! لقد تكبد من أجلك كل هذا العناء، ردنا باردٌ، لمَ يقبل وهو لا يطيق العناء؟!
عند طرقك أي باب لا بد أن تسمع الجواب، فإما أن يكون قادراً على الإغاثة لكنه لا يريد ذلك، فالكثير يفتقد الشيمة والحمية، فلا يجيب إلا بالإباء..
وإما أن يكون قادراً على إجابتك ويجيب بالوفاء...
وهناك من لا يقدر على الوفاء فجوابه هو الاعتذار..
وهناك من لا يقدر، لكنه يتحمل المصاعب والمشاق ولا يرد السائل الذي على الباب...
في كل تلك الحالات، الفطرة والوجدان يقتضيان أن يقدم صاحب الحاجة الشكر والامتنان، سواء كان قادراً ولم يتجاوب ليلقنه درساً في الاحترام..
أو لم يكن قادراً على الإجابة لأن الأعتذار خلق ٌرفيع يحكي الواقع ولا يغطيه بزيف المجاملات...  
وأما من يجيب بالوفاء فهو متفضل سواء كان وفاؤه زائداً عن حاجته أم لا، والمتفضل يملك صاحبه إن كان كريماً..
 إذا انت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا...
وأما لو كان غير قادر فعلاً، ولكنه آثرك على نفسه، وجدّ من أجلك، وبذل قصارى جهده ليمدك بما تطلب، وأرهق أهله وذويه من الفاقة والمخمصة، لتستمر في حياتك وتعاود نشاطك، فهو يتأمل منك أن تصل إلى هدفك، ليشعر أن ما قدمه لم يذهب سدى، وأن الشجر تؤتي ثمرها، ولن أقول لك ماذا يشعر لو ضاع الهدف وضاع الأقصى.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة