فجر الجمعة

السيد الحسن: الإستعلاء السلبي هو دليل على دونية الإنسان

 

تحدث سماحة السيد كامل الحسن خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد الإمام الباقر (ع) في مدينة صفوى بالقطيف عن مفهوم الاستعلاء وعلاجه.  

استهل السيد الحسن حديثه أمام حشد من المؤمنين بقول الإمام الصادق (ع) "إياكم والعظمة والكبر فإن الكبر رداء الله، وما نازع أحد رداء خالقه إلا أذله الله وقسمه يوم القيامة".

وأضاف "الإستعلاء الموجود عند البشر هو عقدة  نقص في نفس الإنسان، يشعر أنه متفوق على غيره في القابليات وفي الأقوال والأفعال والسلوك والصفات"، معتبرا أن "هذا يدل على شعوره بالحقارة والدونية وإلا ما وصل إلى هذا المستوى من التفكير".

وتابع "يعتقد أن منطقه هو الحق وهو الأصح وينفرد بالحقيقة"، مشددا على أن "هذه حركة إستعلاء مبغوضة في الإسلام".

وأشار سماحته إلى تحدث القرآن "عن ظاهرة الإستعلاء والعلو، حيث تطرق إلى مصداق الإستعلاء وهو فرعون حينما يقول: مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ 29 - سورة غافر، يرى أن كل ما يصدر منه من فعل أو قول هو فعل وقرار رشيد، بينما ينسب الفساد إلى نبي الله موسى (ع): إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ" 26 - سورة غافر.

ورأى السيد الحسن أن "هذا هو منطق الإستعلاء عند البشر"، لافتا إلى أن "الإستعلاء تارة يكون إستعلاء إيماني وتارة يكون إستعلاء سلبي".

وأردف مؤكدا على أن "الإستعلاء الإيماني مطلوب بالنسبة إلى المؤمن، يعني أن يكون مخلصا صادقا يشعر بكرامته وعزته لا يخضع لأحد، لا يركع لأي مخلوق، هذا هو منطق الإستعلاء الإيماني، وهو أمر مطلوب وينبغي أن يتوفر عند المؤمن".

واعتبر سماحته أن "الإستعلاء السلبي هو النقص في كل شيء، وأسباب هذا الإستعلاء عند البشر أولا هو أن الإنسان المستعلي يشعر بأنه أرقى من وسطه الإجتماعي الذي يعيش فيه، وهذه حالة مرضية وجهل، لأنها فاقدة للشروط الموضوعية"، مضيفا "الأمر الثاني هو شعوره بالقوة، فيحصل عنده حالة من الإستعلاء، مع أنه يجهل أن هذا الإستعلاء ينهزم بمجرد إيمان وإرادة بسيطة وتنتهي حالة الإستعلاء، أسباب العلو والإستعلاء هو المنصب، إذا لم يهذب الإنسان نفسه". 

وتابع قائلا "تحصيل العلوم المادية والعلوم الشرعية قد يكون سبب من أسباب العلو والتكبر، عنده علم تقني عنده علم ديني قد يصيبه حالة من الغرور والإستعلاء على الآخرين، قد يتحول هذا العلم إلى سبب من أسباب الغطرسة والإستعلاء". 

وشدد سماحته على أن "المستعلي يشعر بالحقارة ويحاول أن يسد نقصه وفراغه بالإستعلاء على البشر".

وأضاف "وبالتالي علاج الإستعلاء يكون بتذكر منشأ الخلقة، وأنه خلق من علقة عفنة وأن يتذكر بأن آخرته هي الرجوع إلى الله، عندها ترتفع حالة العلو والإستعلاء".

كما أكد على أن "حالة العلو هي حالة مهزومة، وفي النهاية تنتهي وتزول وتسحق".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة