فجر الجمعة

الشيخ المطوع: لا يكون الثبات على الحق إلا بولاية أهل البيت (ع)

 

تحدث سماحة الشيخ حسن المطوع خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع بمسجد العباس ببلدة الربيعية في القطيف عن بعض المعالم الرئيسية للشخصية الإيمانية. 

أكد الشيخ المطوع أمام حشد من المؤمنين على أن الشخصية الإيمانية هي محل رضا الله سبحانه وتعالى في كثير من آياته المباركات، معددا بعض المعالم الرئيسية لشخصية الإنسان المؤمن بالله، مستشهدا بقوله تعالى "ثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ" 27 - سورة إبراهيم.

وأضاف "الثبات هنا يكون من خلال العقيدة الراسخة عند الإنسان المؤمن بالله وبرسوله وبولاية أهل البيت (ع)، يقول الإمام الصادق (ع) القول الثابت ولاية أمير المؤمنين (ع)".

وتابع "تحدث القرآن الكريم عن أثر القول الثابت في بناء شخصية الإنسان فقال الله سبحانه وتعالى: الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ" 191 - سورة آل عمران، لافتا إلى أن "هذا الثبات يلهم الإنسان الإرتباط بالله سبحانه وتعالى".

ورأى سماحته أن "الإنسان المؤمن بالله يتصف بأنه صاحب صدر منشرح، والإنشراح يعني وجود النور الإلهي في صدره، فإن الذي يتحرر من قيود الدنيا يتحرر من ظلمتها أيضا، ويحل محلها النور، ولهذا يقول الله سبحانه وتعالى: فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ" 125 - سورة الأنعام. 

كما اعتبر أن "الذي يعيش حالة الظلمة ويبتعد عن نور الهداية لا يوجد عنده حالة من الإنشراح للصدر، ويخسر هذه النعمة الإلهية، ويصفه الله بهذا الوصف: أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا، 122 - سورة الأنعام. هذا غارق في الظلمات".

وأضاف "الحكمة تعتبر من معالم شخصية الإنسان المؤمن بالله، وقد ذكرها الله سبحانه وتعالى كنعمة إلهية عظمى على الإنسان: وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا" 269 - سورة البقرة، مشيرا إلى أن "الله سبحانه وتعالى أمر الإنسان أن يلتزم الحكمة في أقواله وأفعاله وكل حالاته: ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ" 125 - سورة النحل، متابعا "أول شيء الحكمة، لأن فيها الخير الكثير والعميم للإنسان، فالمؤمن يتحلى بصفة الحكمة".

وأكد سماحته أن "الإنسان الحكيم هو الذي يضع الأمور في مواضعها، حتى خلال مجالسة ومصاحبة الناس"، مستشهدا بما ورد عن الإمام زين العابدين (ع) "خمسة لا ترافقهم، الفاسق فإنه يبيعك بأكلة أو بأقل منها، والكذاب فإنه كالسراب يقرب لك البعيد ويبعد عنك القريب، والبخيل فإنه يمنعك من أحوج ما تكون إليه، والأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، وقاطع الرحم فإني وجدته ملعونا في كتاب الله".

وتابع لافتا إلى أن "الإنسان الحكيم يُعمل الحكمة في كل مجالاته فتسير حياته على وفق المنهج الحكيم".

كما شدد على أهمية التقوى التي "تعتبر من أساسيات شخصية الإنسان المؤمن، وقد أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ 197 سورة البقرة، لأن التقوى هي وقاية لهذا الإنسان من الوقوع في المزالق، فمن يتصف بالتقوى فإنه يتصف بأهم معلم من هذه المعالم الإيمانية".

وختم سماحته عند المعلم الخامس "اليقين"، مشددا على أنه "يورث الإطمئنان وهو طريق للثبات، وهو معلم مهم جدا للإنسان، وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ 99 - سورة الحجر، أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ 22 - سورة المجادلة، فهذه الروح هي اليقين، وهؤلاء المؤمنون هم الذين سيطر اليقين على قلوبهم".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة