متابعات

الفنان الخراري يدعو إلى نشر جمال الفن الحسيني في "بلاغة جرح"


سلط الفوتوغرافي محمد الخراري الضوء على التصوير في القضية الحسينية والفن الحسيني في محاضرة "بلاغة جرح" التي نظمتها جماعة ألق للتصوير الفوتوغرافي مساء الخميس 14 ديسمبر، دعا فيها الفنانين إلى نشر القضية الحسينية بأبهى صورها بما يمتلكونه من إبداع الضوء والظل واللون.
وذكر الفنان الخراري أن انطلاق الفن الحسيني بدأ مع صورة مسيرة السبايا في يوم العاشر والتي شغلت أفكار الأدباء والمفكرين والشعراء لتكون صورة ذهنية فقط، لتظهر في العهد الصفوي الصورة البصرية عبر الفن التشكيلي والتي كانت مقتصرة على السرد التاريخي حيث اللوحات الفنية التي وجدت في الحسينيات والتكايات تحكي مشاهد من واقعة كربلاء، ولتتطور حتى تصل لما شهدناها في اليوم الحاضر، وبعد انتشار الفنّ التشكيلي في العهد الصفوي تطور عن طريق التمثيل أو الشبيه في عهد الدولة القاجارية.


وحث الفنان الفوتوغرافي إلى رصد الفن الحسيني في المناطق الأخرى من العالم الإسلامي وجمع الموروث التاريخي للقضية الحسينية.
ولفت الخراري إلى انتشار الصور الفنية في الوسط الشيعي التي أصبح يتلقاها المتذوقون للفن من مناطق العالم، وأشار إلى أعمال الفنان الإيراني الحسن روح الأمين الذي قارب في أعماله الحسينية  أعمال عصر النهضة والتي تشابه أعمال الفنان العالمي رامبرانت ومن حيث توزيع  والظل وكثافة اللون واستطاع من خلال هذه الأعمال الوصول إلى ذائقة الناس، وأكد على أن مصوري المنطقة أصبح لديهم حس عال بالضوء لكن أعمالهم تحتاج إلى الانتقائية ليتم لاحقًا نشرها على مستوى العالم ولتصل لكلي تحقق مقولة "الفن رسالة".
وبيّن الفنان الخراري أن مفهوم الفني الحسيني كان مقتصرًا على ما حدث في عاشوراء ومجريات المعركة ليتطور مع الأيام ليشمل كلّ ما يتعلق بقضية عاشوراء من طقوس ورايات وأحداث وتفاصيل تتصل بالقضية الحسينية، مستعرضًا بعض النماذج والأعمال الفوتوغرافية التي تتناول القضية الحسينية.


وأفاد الخراري أن الأعمال الفنية الحسينية تعيش الشتات الذي يحتاج للجمع مستشهدًا بالفترة التي كان يستخدم فيها الأفلام بالنسبة للتصوير الفوتوغرافي إذ  كان يتم تصوير الفعالية الحسينية من باب الذكرى بعكس الوقت الحاضر حيث المصور يعمل بكلّ ثقله وجهده وما لديه من مخزن ثقافي لإخراج عمل فني حسيني مشرف.
وأشار الخراري إلى تجربة جمع الشتات الفني الحسيني التي بدأت في تسعينيات القرن الماضي مع المرسم الحسيني بالبحرين ليتبعها بعد ذلك مرسم حسيني آخر في لبنان ما أثمر عن إنشاء معارض حسينية في مناطق عدة في المنطقة الأمر الذي شكل ظاهرة فنية عظيمة أشاد بها بعض الفضلاء والمشائخ.
وتحدث المصور محمد الخراري عن معالم الفن الحسيني  وأشار إلى أن الصورة الفوتوغرافية تشمل كل ما يتعلق بالقضية الحسينية بالإضافة إلى تسليط الضوء على معارك كربلاء ورصد التفاصيل الصغيرة في الرايات الحسينية والعصابات والتجمعات العزائية، وأكد على أنه من الجميل رصد جميع التفاصيل.


وتحدث عن المشاريع الفوتوغرافية التي تصب في القضية الحسينية وشدد على ضرورة جمع المصور لأعماله الفوتوغرافية لكي لا يضيع ما بذله من مجهود فني في الشتات ويعمل على تنقيته وانتقاء الأعمال المميزة ووضعها ضمن مشروع كتاب الكتروني أو كتاب مطبوع أو نشره بأي وسيلة واستشهد بتجربة الفنان نسيم عبدالجبار في إصدار "رائحة الجنة"، ووكتاب "طريق إلى الجنة" العمل المشترك بين الفنان محمد الشبيب، محمد الصواف، محمد المؤمن، أمين العلي والذي ترجم إلى عدة لغات.
وأكد الفنان الخراري على ضرورة التخطيط في إنتاج أعمال حسينية فنية للعمل عليها وتكون جاهزة للعرض في المسابقات والمعارض، ووجه بزيادة المخزون المعرفي للفنان بحيث لا يكرر الأعمال نفسها، وكذلك حضور الورشات والمحاضرات الفنية التي تعد من الأكثر إقامة في منطقة القطيف على مستوى الوطن العربي، وتفعيل عملية الانتقاء للأعمال لإبراز القضية الحسينية بشكلها المضيء، وأخيرًا إلى العمل على عولمة الأعمال الحسينية وجعلها هدفًا لإيصال القضية الحسينية.


وحث الخراري من ضمن التوصيات على المشاركة الجادة في المعارض منتقدًا المصورين الذين يقدمون أعمالهم على سبيل التبرك التي لا يرقى بعضها إلى المستوى الفني ولا يحوى أسسًا فنية.
وقال الخراري في توصياته: "حان الوقت لعمل مكتبة تجمع الأعمال المميزة "في القضية الحسينية" وتصبح في موقع موحد وجمع نتاج أعمال الفنانين الحسينية، وهذا من المشاريع التي من المفترض أن نضعها على عاتقنا".
واختتمت المحاضرة بتلقي الأسئلة والمداخلات من الجمهور وتكريم الفائزين والمحكمين في مسابقة "أصداء عاشوراء" حيث حازت الفنانة هاجر إعدام على جائزة محور الشعائر الحسينية، فيما فاز الفنان سراج قريش على جائزة محور عاشوراء الخويلدية، أما الفنان فتحي آل درويش فقد فاز بجائزة محور الخدمة الحسينية، وحصل على جائزة مسابقة تصوير الجوال الفنان أمين آل سماح.

مواقيت الصلاة