لقاءات

عباس اليوسفي: من تصل أعماله إلى الجمهور ويتقبلها وينتظرها فهو ناجح


 نسرين نجم ..

"عودة الركب" "أئمتي اثنا عشر" "براءة العشق" وغيرها الكثير من الأعمال الإنشادية التي كان لها الانتشار السريع والكبير حول العالم، كذلك في الدراما، كان له بصمة فنية لا يشبهها شيء، من مسلسل "وبعد النهاية" و"العافور" وغيرهما... يعتنق مبدأ بأن أي عمل فني من الواجب أن يحمل رسالة وقضية إنسانية دينية مقدسة.... عن شؤون وشجون الإخراج في عالمنا العربي والإسلامي كان لنا هذا الحوار مع المخرج الكويتي عباس اليوسفي.


* هوية الإخراج العربية تتأرجح بين الشرق والغرب:
بدأ المخرج عباس اليوسفي رحلته في عالم الإخراج كما يقول: "في العام ٢٠٠٣ تقريبًا، كان الأمر مجرد هواية أمارسها من خلال النشاطات الاجتماعية، أحببت المجال وتعمقت فيه وبدأت بدراسته احترافيًّا ومن خلال التجارب العملية صقلت موهبتي. ولإيماني بدور الإعلام في المجتمع وإيصال رسائله ومبادئه قررت أن أخوض هذا المجال، وهذه النقطة فعليًّا ما زلنا نعاني منها ولو بفارق كبير عن السنوات الماضية في مجتمعاتنا الشرقية ونلحظها أكثر في المجتمعات المحافظة التي لا تؤمن بالإعلام ودوره وضرورة دعمه".
رغم كل ما تقدم من أعمال إخراجية عربية وعلى مر السنين يبقى السؤال الإشكالية بأنه هل استطعنا أن نخرج من دائرة تقليد الإخراج الغربي؟ وهل استطعنا بالتالي أن نثبت هويتنا الإخراجية العربية؟ يرى المخرج اليوسفي: "إن الإخراج أو الإنتاج بشكل عام في أي من مجالاته الفنية يوازي ويتشابه مع أي مهنة أو مجال آخر، يتأثر بالأقدمية وبالمدارس التي تسبقه نشأته. الغرب يسبقنا في كثير من المجالات وأحدها (الإعلام بشكل عام، والإخراج بشكل خاص) فلا بدّ ومن الطبيعي جدًّا أن نتأثر به. لكن مع تراكم الخبرات والمدارس العربية في هذا المجال بدأت تتشكل هويتنا الخاصة لكن برأيي الشخصي ما زالت في مراحلها الأولى، كما نلحظ عدة جهات تحاول أن تؤسس وتدعم هذا التوجه كالمهرجانات العربية للسينما مثل (دبي . الدوحة) وغيرها ".
لكن ما نلاحظه هو توجه ذائقة المشاهد العربي نحو المسلسلات التركية وتجاه السينما الأجنبية. حول هذه النقطة يرى اليوسفي: "فيما يخص السينما الأجنبية فإن سبب الانجذاب الرئيس هو الاحترافية في كافة تفاصيل أي فيلم أجنبي. مع العلم بوجود انتاجات لا ترتقي للمستوى المطلوب أو لربما الكثير من التجارب العربية تفوقها جودة وحرفية لكنها لا تصل إلى صالات العرض في بلادنا وذلك بسبب المنافسة التجارية حيث تختار دور العرض الأفضل لعرضه واستغلاله تجاريًّا.
أما بخصوص المسلسلات التركية فمن وجهة نظري إنها تتطرق في أغلب قصصها إلى الرومنسية وقصص الحب وأحداثها والقصص العاطفية وهو أمر لا يقدم من خلال الأعمال الخليجية تحديدًا لعدة أسباب لربما أهمها أنها مجتمعات محافظة وترفض علنًا هذا النوع من الأعمال وتستنكره. علمًا بأن عدة تجارب مشابهة قدمت في السنتين الماضيتين في لبنان ولاقت النجاح وبشكل كبير".


لذا يبحث المخرج عباس اليوسفي دائمًا عن "المضمون المميز والمختلف. ولله الحمد قد توصلت إلى العديد منها.. وهي جاهزة للتنفيذ في مختلف المجالات، نبحث آلية تمويلها ودعمها".
قدم المخرج عباس اليوسفي العديد من الأعمال الناجحة والمميزة ومن بينها "عودة الركب" والذي استغرق وقتًا طويلًا وجهدًا كبيرًا: "عودة الركب" من الأعمال القريبة إلى قلبي وذائقتي، وهو من كلمات وإنتاج الأستاذ فيصل الدويسان من الكويت، فعليًّا إن جميع الأعمال الفنية متعبة في تنفيذها . لكنني أحب ما أقدم وكلما زاد التعب والجهد في إنتاجه كلما استمتعت أكثر وأيقنت أننا ننتظر إبداعًا مختلفًا... استغرق تنفيذ العمل بعد استلام المادة الصوتية حوالي ٨ أشهر. بدءًا بكتابة السيناريو والتحضير للتصوير ومراحل ما قبل الإنتاج حتى يوم التصوير ومراحل ما بعد الإنتاج كالمونتاج والمكساج والمؤثرات البصرية وغيرها. كان لدي ملامح الفكرة وقد دونتها وكانت مختصرة (عالم آثار يبحث في صحراء عن كنوز وآثار. ليصل صدفة إلى حجر له تاريخ عظيم. ينقله ليتعرف إلى ما جرى عليه وعلى صاحب تلك الدماء). وحين استمعنا إلى المقطع الصوتي بدأنا بتفصيل الفكرة أكثر لتناسب ذلك المقطع. ولله الحمد لاقى العمل استحسانًا واسعًا من مختلف فئات المجتمع وطوائفه في سائر البلدان".


* دكاكين الإنتاج:
عندما يعتنق المخرج مبادئ رسالية في عمله الفني ويهدف من خلال أعماله إلى إلقاء الضوء على قضايا دينية إنسانية أخلاقية اجتماعية فمن الصعب أن يقبل بأي عمل خارج هذه العناوين، وحتى تلك التي لا قيمة فنية لها، وهو ما يقوم به اليوسفي: "سابقًا كنت أبتعد عن الأعمال التي لا أقتنع فيها لأسباب مجتمعية، عقائدية. وفي السنوات الأخيرة أضفت إليها البعد الفني . أتجنب العمل الذي لا يضيف لي أي شيء على الصعيد الفني، ومن فضل الله عز وجل أن وهبني بكرمه وعطفه محبة الناس لما نقدم من أعمال فنية وثقتهم بتقديمنا للمميز دومًا، وأن لهذه الثقة مسؤولية كبيرة بأن تكون أهلًا لها وأن تقدم ما يطمح إليه المشاهد من أعمال فنية مميزة ومختلفة عما يقدم في الساحة بشكل عام ".
وبالانتقال إلى عالم الدراما الذي خاض فيه المخرج عباس اليوسفي بأكثر من عمل ومع كبار الممثلين في الخليج، لا يخلو الأمر من وجود مشاكل أو بالأحرى عوائق تمنع العمل الدرامي العربي من التقدم المطلوب أن يصل إليه: "الدراما مجال فني جميل، نعم قدمت عدة أعمال درامية أذكر منها:  مسلسل (العافور) مع أحد مؤسسي الفن الخليجي ورائده المرحوم (عبد الحسين عبد الرضا)، وتجربة أخرى وأراها متميزة جدًّا وهي مسلسل (بعد النهاية) وهو لربما من أضخم الانتاجات الخليجية فنيًّا، إنتاجيًا ومضمونًا.
في الآونة الأخيرة توصلت إلى قناعة بأن المخرج الذي يبحث عن تقديم عمل درامي مميز يجب أن يكون هو ذاته المنتج أو أن تدعم العمل شركة إنتاج تهتم بالعمل الفني وتفاصيله، وليس كما هو الحاصل مع أغلب دكاكين الإنتاج المحلية حيث أن الربح المادي والتجاري هو ما يشغل بالهم بعيدًا عما يقدمون من مضمون وإبداع فني ".


ويرى بأن الشروط أو المعايير التي يجب أن تتوفر في المخرج لنقول عنه ناجحًا: "من وجهة نظري بأن الجمهور والناس هم من يحكمون على نجاح المخرج من عدمه وذلك بالحكم على أعماله وتقييمها. فمهما كان مبدعًا ولم يصل إلى الجمهور بأعماله فيبقى النجاح ناقصًا.. كثير من المخرجين يقدمون أعمالًا نخبوية تراهم مبدعين في ما يقدمون لكن غير ناجحين من حيث الانتشار. فلذا من تصل أعماله إلى الجمهور ويتقبلها وينتظرها فهو ناجح من وجهة نظري".
تعددت المجالات التي عمل فيها عباس اليوسفي، إخراج دراما وأفلام وثائقية وفيديوهات، إلا أنه يرى بأن: "لكل فئة مما سبق ذكره متعة وطابع خاص. لربما أميل إلى تقديم الفيديوهات (الفيديو كليب) بالدرجة الأولى والإعلانات. مع حبي الكبير للدراما ورغبتي في تقديمها لكن في ظروف انتاجية مناسبة". وعن الصعوبات التي يواجهها في أعماله: "الإنتاج الفني من المهن والمجالات المليئة بالصعوبات والمشاكل.. لكن نحن نؤمن وكما ذكرنا سابقًا ومن منطلق حبنا لما نقدم بأنه كلما زادت العوائق فنحن ننتظر عملًا مختلفًا"..
أما عن مشاريعه الحالية والمستقبلية فله: "عدة مشاريع قيد التنفيذ.. أهمها فيلم سينمائي بعنوان (بجانب نهر الفرات) نأمل أن يتم إنجازه في العام ٢٠١٨، كذلك مشروع مسلسل درامي لهذا العام يعرض خلال شهر رمضان المبارك على شاشة تلفزيون دولة الكويت.. وكذلك مشروع عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام ".

وبكلمة أخيرة لمن يرغب بدخول عالم الإخراج : "لكل المبدعين.. الموهوبين.. المتابعين.. والراغبين.. قدموا ما تحبون بإيمان وحب وإخلاص.. سيكون حتمًا عملًا مختلفًا".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

2018-03-16 20:23:49    12wwwwwwww

وفقت حبيبي الغالي

مواقيت الصلاة