فجر الجمعة

الشيخ العباد: الإهتمام بالجانب الروحي والعبادي للأبناء واجب شرعي

 

تحدث سماحة الشيخ محمد العباد خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد الإمام الصادق (ع) في مدينة العمران بالأحساء عن حق الأبناء في التربية الروحية والمعنوية، مشددا على أهمية تعزيز ثقافة الصلاة عند الأبناء منذ الصغر.

استهل الشيخ محمد العباد أمام جمع من المؤمنين  حديثه بقوله تعالى "وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ" 132 - سورة طه، لافتا إلى أن "هناك حقوق كثيرة تقع على عاتق الوالدين فيما يرجع إلى تربية أبنائهم ومن أهم تلك الحقوق هو حق التربية الروحية والمعنوية، ومنها الصلاة التي هي من أهم الواجبات والتكاليف الإلهية".

وشدد سماحته على أهمية دور الوالدين "ومسؤولياتهما بتأكيد الصلة بين الأبناء والله عز وجل من خلال التأكيد على الصلاة، فإذا بدر التقصير من الآباء فالنتيجة الحتمية لهذا التقصير هو تهاون الأبناء بالصلاة ، وفي الأيات الشريفة تأكيد على هذا المعنى في قوله تعالى: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ".

ولفت سماحته إلى أهمية "محافظة الوالدين على الصلاة، فإذا وجد الأبناء من آبائهم التقصير والإهمال في أداء الصلاة أو تركها لا سمح الله فكيف نتوقع من هؤلاء الأبناء أن يكونوا محافظين عليها! فالوالدان هما القدوة والمنهج لأبنائهم وفي ذلك قال الله تعالى عن لسان نبي الله عيسى (ع): وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا" 31 - سورة مريم.

وأضاف "إذا كانا الوالدان مهتمين بالصلاة لكن هذه الصلاة لم تعكس أثرها المرجو عليهما في التعامل الحسن والكلام الطيب فلن ينظر الأبناء بإهتمام إلى الصلاة، فالجيل الجديد يضع إهتماماً بالغاً على السلوكيات أكثر من التوجيهات، وعلى آثار العمل أكثر من العمل نفسه، فإذا أردنا تعزيز روح الصلاة والعبادة في الأبناء لابد أن ننظر إلى سلوكنا وتأثير هذه العبادة وانعكاسها علينا وعليهم حتى نغرس بذرة الصلاة في قلوب الأبناء وأهميتها ودورها في تقويم السلوك".

وتابع "من الأخطاء الشائعة في التربية العبادية هي التهديد والوعيد بالنار، والصحيح هو ذكر الآثار الإيجابية للصلاة وآثارها على حياة المؤمن المعنوية والمادية، النبي الأعظم (ص) قال: حُبب إلي من دنياكم ثلاثة...، إشارة إلى أن الصلاة ينبغي أن تكون بدافع الحب والرغبة في ثمارها وآثارها وليس خوفاً ورهبة".

وأكد سماحته على أن القرآن عزز ثقافة الصلاة، مستشهدا بقوله تعالى "رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاة" 37 - سورة إبراهيم، مضيفا "القرآن الكريم ذكر الصلاة في مواضع كثيرة لتكون الصلاة ثقافة في حياتنا وفي مواقيتنا ومواعيدنا، وربط الأعمال والإرتباطات اليومية بها وذلك بدوره يعزز ثقافة الصلاة في الأسرة والأبناء".

ورأى الشيخ العباد ضرورة "تحفيز وتشجيع الأبناء بالهدايا في حال الإهتمام بالجانب الروحي والعبادي حتى لو لم يكن بشرط مسبق وإنما مكافأة تقدم لهم بين فترة وأخرى نتيجة محافظتهم على الصلاة".

كما أشار إلى أهمية التواصي بالصلاة بين الأبوين "فحين يوصي الوالدان أحدهما الآخر بإيقاظه من النوم للصلاة يغرس حينها قيمة الإهتمام بالصلاة عند الأبناء وعدم الإستخاف بها".

وأضاف مشددا على ضرورة "تعليم الأبناء الصلاة منذ الصغر وفي مراحل متقدمة، لا أن نفاجأهم بالتكليف الشرعي ووجوب الصلاة دفعة واحدة، روي عن الإمام الصادق (ع): نحن نأمر صبياننا أن يصلوا اذا بلغوا خمس سنوات فمروا صبيانكم أذا كانوا بني سبع سنين، والأمر بمعنى التعليم".

وختم سماحته قائلا "الدعاء للأبناء من الأمور المهمة التي لا ينبغي التقليل من شأنها، فدعاء الوالدين لأبنائهم منظور من الله عز وجل، لأنهم يريدان الصلاح والخير لأبنائهم، ونبي الله إبراهيم أبنائه أنبياء، إسماعيل وإسحاق ويعقوب، لكنه يؤكد على مبدأ الدعاء للأبناء، رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ. 40 - سورة إبراهيم، فالأم حينما تدعو في صلواتها بإلحاح وتوجه وقلب صادق فلهذه الدعوات أثرها في التوفيق الإلهي للأبناء لأداء الصلوات".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة