مقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
الشيخ محمّد تقي بهجت
عن الكاتب :
الشيخ محمّد تقي بهجت . ولد عام 1334 هـ بمدينة فومن في إيران، أنهى دراسته الابتدائية بمدينة فومن ، ثمّ أكبَّ على تعلّم العلوم الدينية ، وفي عام 1348 هـ سافر إلى مدينة قم المقدّسة لإكمال دراسته ، فأقام فيها مدّة قصيرة ، ثمّ سافر إلى مدينة كربلاء المقدّسة ، وفي عام 1352 هـ سافر إلى مدينة النجف الأشرف لإكمال دراسته الحوزوية ، وبقي فيها إلى عام 1356 هـ ، ثمّ سافر إلى قم المقدّسة لمواصلة دروسه . اشتهر بـالعرفان، والزهد والتقوى. وكان يقصد مسجده الكثير للاقتداء به في صلاة الجماعة كما وذاع صيت حالاته العرفانية. توفي في مدينة قم المقدسة ودفن في حرم السيدة معصومة عليها السلام.

ذكر الحسين عليه السلام: حياة القلوب


الشيخ محمّد تقي بهجت ..

* في البكاء على الحسين عليه السلام
أ- عن السعادة سُئل (البالغ مناه) فقال:
"ماذا نفعل لكي نفوز بالسعادة وحُسن العاقبة؟" لم يحدد ذكراً ولا أربعينيّة من الأربعينيّات ولا عملاً عباديّاً بل قال: "احرصوا على أن تبكوا على سيّد الشهداء عليه السلام كلّ يوم ولو مرّة واحدة!" (1).
ب- قال (البالغ مناه) في الدمعة وإذن الدخول:
"إنّ إذن الدخول (لحرم) سيّد الشهداء عليه السلام هو البكاء، فإذا نزل الدمع فقد أذن الإمام الحسين عليه السلام بالدخول فادخلوا"(2).
وقال العارف (البالغ مناه): "من غير المعلوم أن يكون هناك أمر يعادل البكاء من خشية الله والبكاء على مصائب سيد الشهداء عليه السلام " (3). "إن البكاء على (مصائب) سيّد الشهداء عليه السلام من مراتب الشهادة"(4).
"أولئك الذين يرون أنّ بكاء الناس أمر خطأ -والعياذ بالله– ماذا يقولون؟ إنّ البكاء من خشية الله عمل الأنبياء. إنّ مسألة البكاء على سيّد الشهداء عليه السلام أيضاً كالبُكاء من خشية الله. هذه أيضاً لها نفس الأجر. القطرة منها كم (لها من الفضل والأجر). يقول البعض: ما الفائدة من البكاء؟ فائدته هي أنّ الاتصال الروحي للإنسان سيكون في ارتقاءٍ مع نفس سيّد الشهداء عليه السلام ومع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومع الله، بنفس هذا البكاء"(5).
"غداً يوم القيامة حيث لا يشترون أيّ شيء من الإنسان، فإنّهم يشترون الدمعة على سيّد الشهداء عليه السلام كحبّة الدّر نقداً"(6).


* في بركات حضور المجالس
أ- حضور المجلس مودّة ذوي القربى:
"إنّ المشاركة في مجالس سيد الشهداء عليه السلام هي محبّة لذوي قربى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم؛ هم أنفسهم الذين أوصى القرآن الكريم بمودّتهم وجعل مودّتهم أجراً للرسالة. فالمشاركة في هذه المراسم هي أجرُ رسالة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم. اذهبوا بهذه النيّة وقولوا لله جلّ وعلا: أنتَ أمرت وأنا أتيتُ. فأنا أؤدي تلك المحبة التي تريدها أنت. إنّي أقوم بإظهار المحبّة للأشخاص الذين تحبّهم أنت"(7).
ب- العزاء وأمور الدين:
"يعلم الله كم يُنقل من الأحكام الواجبة والسيرة، سيرة وكلمات سيّد الشهداء عليه السلام وسائر المعصومين عليهم السلام في مقدّمة مجلس العزاء التي هي سبب لتقوية الدين وتوجب زيادة إيمان الناس"(8).
ج- في العزاء ألف واجب:
حاول الشاه "رضا بهلوي" أن يعمل على إلغاء فئة رجال الدين والعزاء من المجتمع، لذا قيل للشيخ عبد الكريم الحائري قدس سره: إنّ قراءة العزاء أمر مستحبّ، وأنتم لن تضطرّوا إلى أن تخالفوا رضا خان بمنعه [لها]، فقال سماحته في الجواب: نعم، [قراءة العزاء أمر] مستحبّ، لكن فيه ألف واجب!" (9).


* في زيارته
أ- لتكن زيارته قلبية:
"جميع متون الزيارات هي مقبولة. اقرأوا الزيارة الجامعة الكبيرة، زيارة أمين الله مهمّة، ليقرأ قلبُكم. لا يلزم أن تعدّوا حوائجكم في محضر الإمام عليه السلام، فإنّ الإمام عليه السلام يعلم! لا تُبالغوا في الدعاء! لتكن الزيارة قلبية"(10).
ب- عن زيارة عاشوراء
"أيّ بركة قد منحها الله للإمام الحسين عليه السلام، لهذا المنهج، لهذا السبيل، بحيث إذا قرأ شخص زيارة عاشوراء وواظب عليها، فإنه يُحشر يوم القيامة وهو ملطّخ بدمه؟"(11).


* في تربته... شفاء
"إنّ جملة (الشفاء في تربته) التي هي في زيارة الإمام الحسين عليه السلام تشمل (حتّى) آخر وأشدّ مراحل الألم والمرض الذي يعجز عن مداواته كلّ الأطباء.
فماء زمزم وتربة سيّد الشهداء عليه السلام لهما أثر أينما تمّ استعمالهما. لكن من الممكن أن لا يكون هناك مصلحة في قضاء الحاجة، لكن (بدلاً عنه) يهبُ الله سبحانه شيئاً أفضل من ذاك"(12).


* عن سرّ الشهادة
قال (البالغ مناه): "ما هي الشهادة؟ الشهادة هزيمة؟! كلا! سيد الشهداء عليه السلام لم يُغلب، [بل] غلب، ولا زال أيضاً غالباً لدى أهل البصيرة"(13).
"إنّ سيّد الشهداء عليه السلام باختياره قد تحمّل كلّ تلك المصائب والشهادة وأسر الأهل والعيال، لأنّه وبشكل مستمر –حتى في يوم عاشوراء– كان قد عُرض عليه أن يختار إمّا النصر والظفر أو لقاء الله والعهد والميثاق المأخوذ مع الله، ولكنّه عليه السلام اختار بنفسه تلك المقامات العالية"(14).


* الحسين عليه السلام مظهر الرحمة
"يعلم الله أيّ رحمة واسعة هي قضايا سيّد الشهداء عليه السلام. يعلم الله كم هي واسعة رحمة أهل البيت عليهم السلام وعترة الرسالة، فرحمةُ هؤلاء تابعة للرحمة الإلهيّة"(15).


* بين سيّد الشهداء عليه السلام والإمام الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف
"عندما نتأمّل نرى أنّ جميع قضايا الإمام الحسين عليه السلام قد وقعت في يوم واحد. وعندما اطّلع أهل الكوفة والبصرة على قضية قتل الإمام عليه السلام انزعجوا، والله أعلم كم استاء أهل الإيمان من ابتلاء الإمام عليه السلام وشهادة وأسر أهل البيت عليهم السلام. طوال هذه المدّة كان قلب أهل الإيمان مدمّراً. لكن نحن المُبتَلون منذ ألف سنة والإمام الحجّة عجل الله تعالى فرجه الشريف مُبتلى ولا يدعه الأعداء أن يأتي وقد حبسوه، هل هناك حبسٌ أشدّ من هذا بحيث لا يستطيع أن يظهر نفسه في أي معمورة ويعرّف عن نفسه؟
يعلم الله كم هي قلوب أهل الإيمان مُدماة كلّ هذه المدة!"(16).
ــــــــــــ
1.الرحمة الواسعة، الشيخ محمد تقي البهجة (البالغ مناه)، ص40.
2.(م.ن)، ص206.
3.(م.ن)، ص211.
4.(م.ن).
5.(م.ن)، ص212.
6.(م.ن).
7.(م.ن)، ص42.
8.(م.ن)، ص215.
9.(م.ن)، ص214.
10.(م.ن)، ص206.
11.(م.ن)، ص37.
12.(م.ن)، ص169.
13.(م.ن)، ص150.
14.(م.ن)، ص11.
15.(م.ن)، ص167.
16.(م.ن)، ص162-163.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة