لقاءات

الشيخ حبيب حمادة: فوائد الصيام وحكمه العجيبة وأسراره الفريدة أكثر من أن تحصى (2)


نسرين نجم

كم هو مهم معرفة الذات وتحصينها ليس فقط في شهر رمضان بل على مدار السنة، وعن ذلك يقول سماحة الشيخ حبيب حمادة: "إن عملية مجاهدة النفس مطلب سيال كما يقول العلماء أي قضية مستمرة مدى الحياة نظير طلب العلم من المهد إلى اللحد. ولكن الشيء الذي تجدر الإشارة اليه ههنا هو أن إصلاح النفس كلما كان في ريعان الشباب، كانت الثمار والنتائج أعظم. ولذلك نقرأ في سيرة العلماء الأبرار الذين بلغوا المراتب والمقامات العالية أنهم بدأوا إصلاح أنفسهم من بدايات شبابهم. لأن النفس كالشجرة يسهل التعامل معها في البداية ويصعب في النهاية، بل قد يعد ضربًا  من المحال عملًا بعد استحكام الملكات والرذائل في النفس. ولذلك قيل: وتأبى الطباع على الناقل.... ومن هنا نفهم سر الاستغفار والتوبة المتواصلة للنبي صلى الله عليه وآله أن يتوب إلى الله في كل يوم ويستغفر سبعين مرة من غير ذنب حتى إذا نهض من مجلس وأنه بالرغم من معاشرته للناس كان دائم الذكر لله تعالى وأنه كان يقوم الليل للعبادة كما قال تعالى في سورة المزمل: ((قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القران ترتيلا)) وقال تعالى: ((ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا)). وأول الخطوات اليقظة والتنبه من نومة الغافلين وترك المعصية ثم المشارطة والمراقبة والمحاسبة والمعاتبة والمعاقبة كما هو مذكور في كتب الأخلاق. وكل ميسر لما خلق له. هنا أتذكر أحد الشباب طلب من السيد الطبطبائي برنامجًا عباديًّا لإصلاح النفس فأشار عليه بما ذكرنا وأضاف أيضًا تلاوة السور الخمس المسبحات التي تبدأ ب سبح لله أو يسبح لله  قبل النوم كسورة الحديد والحشر. وليلفت إلى تأكيد القرآن على أن كل شيء يسبح لله وليطلب من الله أن يرزقه الوصول إلى بعض هذه المرتبة والحقيقة القرآنية. وعلى الأقل أن لا يغفل عن الطهارة والوضوء وذكر الله تعالى وتسبيح فاطمة عليها السلام وقراءة سورة الحشر؛ خاصة الآيات الأخيرة الثلاث منها وهي التي تبدأ بقوله تعالى: ((هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم. هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون. هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له مافي السموات والأرض وهو العزيز الحكيم)).

إلا أن أغلبية الناس تعتبر بأن معرفة النفس والتصالح معها شأن فلسفي لا يمكن للمرء العادي أن يقوم بها، حول هذه الفكرة يقول: "نعتقد أن الحديث عن النفس كما هو شأن فلسفي وعرفاني، كذلك هو شأن ديني وقرآني ونبوي. فكم من آية قرآنية تحدثت عن كيفية خلق النفس الآدمية وعن نشأة النفس وعن عوالم النفس وعن النفس اللوامة والنفس الأمارة والنفس المطمئنة من الآيات التي يعرفها عموم المسلمين، ونجد الآيات تتحدث عن حياة الروح وأنواع الروح وعن النفس في عالم البرزخ وعن حياة الشهداء وأنهم أحياء عند ربهم يرزقون. كذلك في أحاديث النبي وأهل البيت عليهم السلام نجد كنوزًا عظيمة وثمينة لا تقدر بثمن فيما يتصل بالحديث عن معرفة النفس وتهذيب النفس وعن القلب وأنواع القلوب وعن القلب الأزهر الأنور وعن القلب المنكوس وعن النكتة البيضاء والنكتة السوداء في القلب وعن الرين والطبع والختم على القلوب وأنها لا تعمى الأبصار بل تعمى القلوب التي في الصدور إلى غير ذلك. وفي نهج البلاغة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: وإنما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر وتثبت على جوانب المزلق إلخ...  وقال تعالى: ((فأما من طغى. وآثر الحياة الدنيا. فإن الجحيم هي المأوى. وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى. فإن الجنة هي المأوى)). نعم بحث الفلاسفة والمتكلمون عن النفس وهل هي جوهر أم عرض؟! قديمة كما نسب إلى أفلاطون أم حادثة كما هو رأي أرسطو والفارابي وابن سينا والفلاسفة المشائين. ثم اختلفوا هل هي روحانية الحدوث والبقاء - كما هو معروف عن المشائين والإشراقيين - أو أن النفس جسمانية الحدوث روحانية البقاء كما هو معروف في مدرسة الحكمة المتعالية. كما بحثوا في العلم الحصولي ومراتب الإدراك البشري وانقسامات العلم مما هو من شؤون النفس البشرية. لكن هذه المطالب والدراسات في علم النفس الفلسفي - في نظرنا وتقديرنا - هي مجرد خطوات أولية ومتوسطة للظفر بما هو أهم وأعظم من معرفة النفس وتجلي النفس. وإن الصيام في شهر رمضان وتلاوة القرآن والدعاء والإقبال على الله تعالى من أكبر العلل الإعدادية لمعرفة النفس شريطة أن يكون هناك برنامج متكامل ومتناسب ومتناسق. والعطيات والمنح الإلهية على قدر القابليات والاستعدادت .

عن الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لجابر بن عبدالله: ياجابر: هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام وردًا من ليله وعف بطنه وفرجه وكف لسانه، خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر. فقال جابر: يا رسول الله! ما أحسن هذا الحديث!؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: ياجابر! ما أشد هذه الشروط!.. وفي خطبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلّم: ((ومن صام شهر رمضان في إنصات وسكوت وكف سمعه وبصره ولسانه وفرجه وجوارحه من الكذب والحرام والغيبة تقربًا، قربه الله منه حتى تمس ركبتاه ركبتي إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام)).
لذا يعتبر سماحته بأنه لا يوجد تعارض ما بين الدين والفلسفة: "في اعتقادنا أن هناك كمال الملائمة مع الدين الحق والفلسفة الإلهية القائمة على إعمال الفكر والنظر والتأمل في أحوال أعيان الموجودات على ما هي عليه بوجه كلي من أجل صيرورة الإنسان عالمًا عقليًّا مضاهيًا للعالم العيني. فإن كثيرًا  من الآيات والروايات تدعو إلى التفكر في أحوال المبدأ والمعاد والسير في الآفاق والأنفس. قال تعالى: ((سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد)). وعلى سبيل المثال نجد في أول خطبة من نهج البلاغة أن مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: ((أول الدين معرفته وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده الإخلاص له... كائن لا عن حدث موجود لا عن عدم. مع كل شيء لا بمقارنة وغير كل شيء لا بمزايلة)) وأيضًا  يقول ((التوحيد أن لا تتوهمه والعدل أن لا تتهمه)). وهذه من صميم المسائل الفلسفية. ومثل قوله عليه السلام: ((لم يحلل في الأشياء فيقال هو فيها كائن. ولم ينأ عنها فيقال هو منها بائن)). ويحسن هنا أن نقول للاختصار: هناك كتاب للسيد الطباطبائي عنوانه: ((علي والفلسفة الإلهية)) يمكن مراجعته في هذا الشأن لتروا عمق مسائل التوحيد في خطب وكلمات الإمام أمير المؤمنين عليه السلام التي حيرت الفلاسفة والحكماء: "الأحد لا بتأويل عدد والسميع بلا أداة والبصير بلا تفريق آلة والظاهر لا برؤية.. من وصفه فقد حده، ومن حده فقد عده، ومن عده فقد أبطل أزله.. عالم إذ لا معلوم ورب إذ لا مربوب وقادر إذ لا مقدور". والواحد لا من عدد . "كما أن الموروث الروائي عندنا حفل بكثير من مسائل الفلسفة بأروع بيان وأدق استدلال مثل برهان الفرجة في أصول الكافي ومسائل توحيد الذات والصفات. الطريف أن أول حديث عندنا في أصول الكافي يتحدث عن العقل وهو حديث صحيح السند عن الباقر عليه السلام: ((لما خلق الله العقل، استنطقه ثم قال له: أقبل فأقبل ثم قال له: أدبر فأدبر. ثم قال: وعزتي وجلالي: ماخلقت خلقًا هو أحب إلي منك ولا أكملتك إلا فيمن أحب. أما إني إياك آمر وإياك أنهى. وإياك أعاقب وإياك اثيب)). ولكن الناس أعداء ما جهلوا كما يقول أمير المؤمنين عليه السلام. نعم، لكل علم مقدماته وشروطه وأهله وإلا كما قيل :
إذا لم يكن عون من الله للفتى
فأول ما يجني عليه اجتهاده
وهناك كلمة لمؤسس الحكمة المتعالية يقول في كتابه الأسفار بما معناه: تبًّا لفلسفة تكون قوانيها غير مطابقة للشريعة الحقة.


*  تحول العبادات إلى عادات:
في ظل سيطرة الأفكار المادية والأنانية والبعد عن الإيمان بمعناه الحقيقي والوقوف عند المعنى التجريدي له.. تحولت عند البعض العبادات إلى عادات دون معرفة أبعاد هذه العبادة ونتائجها وتأثيراتها، عن أسباب هذه التحولات يقول سماحته: "هذا سؤال عن السبب واللمية والعلية. فعلًا نحن بحاجة الى فهم أسباب المشكلة من أجل الوصول إلى الحلول المناسبة. نحتاج إلى عودة حقيقية إلى معارف الدين، كما نحتاج إلى إزاحة حجب الغفلة عن أنفسنا وإلى تفكير عميق وإعادة نظر في علاقتنا مع الله تبارك وتعالى في زحمة الشواغل المادية والاهتمامات بمتع الحياة الدنيا وطول الأمل واتباع الهوى ونسيان وحشة القبر والآخرة ويوم القيامة والحساب والعقاب، وأنه لابد من إخلاص في العبادة والعمل ولابد من عفة بطن وفرج ولابد من تقوى حقيقية وورع عن محارم الله ويقين بالآخرة. فإن قسوة القلوب لا تجتمع مع الخشوع والدموع . كما نحتاج أيضًا إلى خطاب ديني أصيل واعٍ ومتناسب مع مشاكلنا الروحية والعبادية من أهل العلم وخطباء المنبر في المواسم والمراسم وإلى توعية جادة بمعنى العبادة والإخلاص لله. ولا نزاع في أن شهر رمضان فرصة ذهبية عظيمة وفريدة للإقبال على الله تعالى وعلى تلاوة القرآن والاهتمام به أكثر وأكثر ولابد من الصلاة بخشوع وحضور قلب بعد إتقان الأجزاء والقوالب الفقهية والدعاء والمناجاة وسائر هذه المفردات خصوصًا الأدعية المأثورة من دون غفلة عن الجوانب الاجتماعية للدين كبر الوالدين وصلة الرحم والتحنن على الأيتام ومواساة الفقراء والمساكين ومساعدة المحتاجين بكل ما تيسر شخصيًّا أو عبر أهل الخير كما حثت على ذلك النصوص والأحاديث والخطب النبوية المباركة: اتقوا ولو بشق تمرة ."

شهر رمضان المبارك هو شهر القرآن الكريم، هذا الدستور الرباني الذي فيه العدالة والمساواة واحترام حرية الإنسان وكرامته، فأين نحن من هذا الدستور في أيامنا هذه؟ يقول سماحته: "نعم لكل شيء ربيع، وربيع القرآن شهر رمضان. ولذلك لا تقتصر الطاعات والعبادات في شهر رمضان على الصيام فقط، بل هو دورة تدريبية مكثفة - لو صح التعبير -  ومدرسة تربوية متكاملة تتضمن العديد من المفردات ومنها تلاوة القرآن. فهناك ثلاث خصوصيات مهمة في شهر رمضان: فريضة الصيام ونزول القرآن فيه كما قال تعالى: ((شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)) والخصوصية الثالثة هي ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان. وهي تتجدد كل سنة بحمد الله تعالى. بل يتضح من سورة القدر أن نزول القرآن كان في ليلة القدر كما قال تعالى: ((إنا أنزلناه في ليلة القدر)) وهي ليلة مباركة بل أشرف ليلة.  وإنني متفائل كثيرًا بمجالس التلاوة والإحياء للقرآن طيلة السنة وهذا يبشر بخير. كما أن علينا جميعًا العودة إلى القرآن والاهتمام بالقرآن تلاوة وترتيلًا ودراسة وتدريسًا وأن نجعله دستورًا وقائدًا ومنهاجًا لنا في الحياة. فإنه الثقل الأكبر وشفاء لما في الصدور. وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: ((فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن، فإنه شافع مشفع وماحل مصدق. ومن جعله أمامه قاده إلى الجنة. ومن جعله خلفه، ساقه إلى النار. وهو الدليل يدل على خير سبيل...)). وفي الحديث الصحيح: الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة. وعلينا - نحن المسلمين - تعاهد القرآن طيلة حياتنا وتلاوته كل يوم وليلة. ففي الحديث الصحيح قال الصادق عليه السلام: ((القرآن عهد الله إلى خلقه)).  فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده وأن يقرأ منه كل يوم خمسين آية، نعم المرحلة الأساس هي التدبر في آياته ومعرفة أوامره ونواهيه والاتعاظ بقصصه ومواعظه. ففي الرواية عن الزهري قال سمعت علي بن الحسين "زين العابدين" عليه السلام يقول: آيات القرآن خزائن. فكلما فتحت خزانة، ينبغي أن تنظر ما فيها. وبالمناسبة هناك عدة روايات تفيدنا أن البيوت التي يقرأ فيها القرآن ويذكر فيها الله عز وجل تكثر بركتها وتحضرها الملائكة وتهجرها الشياطين وتضيء لأهل السماء كما يضيء الكوكب الدري لأهل الأرض. وأضعف الإيمان قراءة سورة قبل النوم. ففي حديث صحيح السند عن الصادق عليه السلام قال: ((ما يمنع التاجر منكم المشغول في سوقه إذا رجع إلى منزله أن لا ينام حتى يقرأ سورة من القرآن، فتكتب له مكان كل آية يقرؤها عشر حسنات ويمحى عنه عشر سيئات)). ويمكن أن أجيب على سؤالكم من خلال حكمة قالها أحد العلماء: ((الإنسان حيث يضع نفسه)) فمن وضع نفسه موضع الطاعة فقد صان عقله عن الانحدار مع الهوى وحظوظ النفس البهيمية والسبعية. ومن هذا المنطلق أذكر حديثًا معتبر السند في كتاب علل الشرائع يُسأل فيه الإمام علي عليه السلام عن السبب الذي يجعل الإنسان تارة أفضل من الملائكة وتارة أخس من البهائم فأجاب قائلًا: ((إن الله عز وجل ركب في الملائكة عقلا بلا شهوة، وركب في البهائم شهوة بلا عقل. وركب في بني آدم كليهما. فمن غلب عقله على شهوته، فهو خير من الملائكة. ومن غلبت شهوته على عقله، فهو شر من البهائم )).

فالمرء وما اختار لنفسه. ومن علامات انتباه العقل من السبات
أولًا : ذكر الله الدائم قولًا وعملًا وطاعته .
ثانيًا: حسن الخلق. وهو من أهم ما أكدت عليه الأحاديث خاصة في شهر رمضان. فعن الصادق عليه السلام: ((أكمل الناس عقلًا أحسنهم خلقًا)). يا هشام! ما بعث الله أنبياءه ورسله إلى عباده إلا ليعقلوا عن الله. فأحسنهم استجابة، أحسنهم معرفة. وأعلمهم بأمر الله أحسنهم عقلًا. وأكملهم عقلًا أرفعهم درجة في الدنيا والآخرة. يا هشام إن العاقل رضي بالدون من الدنيا مع الحكمة. ولم يرض بالدون من الحكمة مع الدنيا. فلذلك ربحت تجارتهم... يا هشام إن العقلاء تركوا فضول الدنيا فكيف بالذنوب؟.

وبكلمة أخيرة يتوجه سماحته إلى الشباب ببعض النصائح لهم: "لأبناء الجيل الناشئ - الله يوفقهم لمراضيه ويحفظهم لأهاليهم جميعًا - أقول لهم: يُقبل عليكم وعلينا شهر رمضان. وإن شهر رمضان ليس كبقية الشهور. إنه إذا أقبل إليكم، أقبل بالبركة والرحمة. وإذا أدبر عنكم، أدبر بغفران الذنوب. هذا شهر تضاعف فيه الحسنات فأولًا عليكم ببر الوالدين؛ فإنها من أكبر أسباب التوفيق والنجاح في الحياة. وقروا كباركم واحترموا الآباء وعليكم بالعفة. فإن العفيف يكاد أن يكون ملكًا من الملائكة. وإذا صمتم فأخلصوا النية لله تعالى وعليكم بمكارم الأخلاق وغض البصر وإياكم وكثرة الضحك والقهقهة واحفظوا ألسنتكم عن الكذب والغيبة والنميمة وظن السوء وتجنبوا أصدقاء السوء. وإياكم والسباب والمراء والمفاخرة والخصومة والمجادلة وتضييع الأوقات بلا فائدة دينية وعلمية. ولا يكون يوم صومك كيوم فطرك. فرغوا قلوبكم للعبادة وعقولكم للمعرفة ومارسوا الرياضة والهوايات المفيدة. وتعرفوا على المسائل الابتلائية للصلاة والصيام في شهر رمضان كالسفر والمفطرات ولكن حاولوا تفهم أسرار هذه الفريضة المقدسة. عليكم بتلاوة القرآن وختمه في شهر رمضان. وعليكم بالوعي الديني للقضايا الفكرية والتفكير الصحيح وعدم الانجرار وراء التيارات الإلحادية والمادية المنكرة لوجود الله تعالى. واسألوا الأجيال التي قبلكم هل مرت عليهم موجات إلحادية بصبغة علمية أم لا؟! فستجدون أن الجواب نعم. فليست هذه الموجة التي ليست اليوم لباس العلم بجديدة ولأول مرة في تاريخ البشر والمجتمع. بل كانت في القرن العشرين بصورة قوية وأوسع من الآن بكثير ولها أنصار وشباب وشعارات براقة باسم العلم في كل مكان بل تيارات اجتماعية بأسماء معروفة بل كان وراءها أنظمة كبرى لكنها انهارت ودخلت متاحف التاريخ السياسي العالمي  وما يصح إلا الصحيح . فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع فيمكث في الأرض".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة