فجر الجمعة

السيد الحسن: الهدف من الصيام الوصول إلى الصوم الذي يهب ملكة التقوى


تحدث سماحة السيد كامل الحسن إمام جامع الإمام الباقر عليه السلام بصفوى في خطبته، الجمعة 18 مايو عن فريضة الصيام وتثبيته للإخلاص خلال تناوله خطبة السيدة الزهراء عليها السلام.
وشدد السيد الحسن على ضرورة التمييز بين الصيام والصوم في القرآن، وأشار إلى أن المفروض على الأمة اليوم هو الصيام وهو الامتناع عن المفطرات المعروفة، وأن القرآن تناول مفردة الصيام بهذا المعنى ووضع المدة التي يفطر أو يصوم فيها الإنسان، وأنه أمر سهل عليه.
وأوضح أن الصوم هو إمساك النفس عن الخواطر الشيطانية والكذب والغيبة والقول البذيء والتقيد بالأشياء الذهنية والنفسية والأخلاقية؛ لذلك يطرح القرآن مفردة الصوم مختلفة عن الصيام، حيث أن الصوم يحتاج إلى عزيمة وصبر ومشقة.
وقال السيد الحسن: " الهدف من الصيام الوصول إلى الصوم، ويعتبر دورة تدريبية خلال شهر رمضان، والهدف منها الوصول إلى الصوم، ولو أن الأمة وصلت إلى مرتبة الصوم لكان وضعها الفعلي يختلف في العزة والكرامة، إلا أنها اقتصرت على مرتبة الصيام".
وذكر أنه "حينما نفهم فلسفة الصوم، يعني نفهم فلسفة الوجود والحياة، حيث قال الإمام علي عليه السلام: "صوم القلب خير من صوم اللسان وصوم اللسان خير من صوم البطن"، مؤكدًا على ضورة فهم فلسفة الصوم، التي يعتمد عليها التوازن في الحياة.
وأشار إلى أنه لتحقيق مرتبة الصوم يجب الابتعاد عن الروتين الحياتي القاتل، الذي لا يغير في سلوك السائر إلى الله، وبيّن أن شهر رمضان جاء ليغيّر البرنامج الحياتي للفرد وينقله من سيء إلى حسن ومنه إلى الأحسن، وعلى الفرد أن يسلك طريق الصوم المعنوي عبر إبعاد العقل عن الصور الشيطانية وهذه من أفضل مراتب الصيام.
وأوضح أن الصيام لا يمكن الرياء فيه، بعكس العبادات الأخرى التي يمكن فيها ذلك كالصلاة والصدقة، وأضاف أن الصيام جاء في المرتبة الثانية بعد الصلاة ليثبت الإخلاص ويهب ملكة التقوى للإنسان، لينتصر على ميوله.
وقال إنه يمكن معرفة وجود الإخلاص لدى الانسان من خلال سلامة القلب الذي يبتعد عن كل رذيلة وخواطر شيطانية، والذي يبذل خيره ويكفّ شره ليتحصل الفرد على مرتبة الإخلاص.
وحمل القسم الثاني من خطبة الجمعة عناون "المجتمع بين الظواهر السلبية والإيجابية" أوضح فيها أن الظواهر لا يمكن أن تظهر في المجتمع بدون سبب، ويمكنها أن تكون سلبية أو إيجابية، ومنشؤها يعود إلى عوامل اجتماعية أو عقائدية.
وبيّن أن العامل العقائدي يكمن حيث يتغير نمط وسلوك المجتمع الأخلاقي والنفسي، حين يصبح في المجتمع إلحاد،  كما حصل في المجتمعات الإسلامية نتيجة العامل الفكري والعقدي الذي لم تستطع المؤسسات الدينية أن تجيب على إشكالات الشباب المستحدثة.
وأشار إلى وجود عامل اقتصادي يمكن أن يولد ظواهر في المجتمع، بالإضافة إلى وجود عامل تاريخي يمكن أن ينتهي عبر الاجيال المتلاحقة.
وكشف السيد الحسن أن ظاهرة الأمية المقنعة التي يبثها الإعلام هدفها ضرب مستوى الشباب الفكري، واعتبرها أخطر من ظاهرة المخدرات، وأوضح أن الفضائيات تستهدف الأخلاق والعقائد للهبوط بها بعكس الزمن السابق التي كانت فيها برامج التلفاز إيجابية.
وضرب سماحته المثل بمشروبات الطاقة، واعتبرها من الأكاذيب التي يطرحها الإعلام التي تقول إنه يمكن لمشروب الطاقة أن يرتقي بالنشاط الجسدى والفكري، بينما هو مثل المخدرات أو يشابه المخدرات، ولكنه قانوني ومصرح به، لافتًا إلى أن النشاط الذهني يكون بالأخلاق والسلوك.
كما تطرق إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي فرضت ظاهرة الانطواء والانعزال في المجتمع، والتي أصبحت ظاهرة سلبية، مشددًا على ضرورة عدم تضخيم الظواهر السلبية وترك الظواهر الإيجابية.
ورأى سماحته أن الظواهر الاجتماعية الإيجابية أكثر بكثير من الظواهر السلبية ومها العمل التطوعي، والمشاركة في الأعمال الدينية، والمشاركة في تشييع الجنائز، وأيضًا في بناء المساجد والحسينيات، وجمع الصدقات، مبينًا أن هذه الظواهر الإيجابية لا توجد في مجتمعات أخرى، وينبغي تفعيلها بشكل أكبر لأن الله يطرح الخير والبركة في العطاء.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة