علمٌ وفكر

كيف يجعل الصوم خلايانا أكثر مرونة في مقاومة الإجهاد


المترجم : أبو طه/ عدنان أحمد الحاجي

أصبح الصيام المتقطع (ويسمى أيضًا صيام يوم وإفطار يوم) نظاماً غذائياً له شعبية. في معظم أنواع الصيام المتقطع  حيث يصوم الناس أو يأكلون القليل جدًّا في أيام  قليلة في الأسبوع ومن ثم يتناولون كميات طبيعية خلال الأيام المتبقية.
الصيام هو الشيء الذي قد يمارسه البشر على مر التاريخ، وفي كثير من الأحيان بحسب الظرف بدلًا من أن يكون خياراً. وربما كان أسلافنا البدائيون خبيرين في الصيام، بما فيها الأعياد وفي أوقات اليسر، ومن ثم يواجهون فترات طويلة من العسر. ومع هذا الاعتبار، فمن المنطقي أن خلايانا  "يمكن أن تعمل بشكل جيد في ظل الظروف القاسية في الشبع  والجوع".
وكمجموعة من طلاب الطب والبحوث أردنا أن نعرف ما إذا كان الصيام يجعل خلايانا أكثر مقاومة للضرر في غياب فقدان الوزن. وهل يمكن لهذه الفوائد أن تعتمد على الإجهاد المؤقت الذي يسببه الصيام لخلايانا؟

قد يكون للصيام المتقطع فوائد لمكافحة الشيخوخ.
العلماء يبحثون في الفوائد الصحية المحتملة في مقيدات السعرات الحرارية لسنوات.
وتشير النظرية البارزة إلى أن هذه الفوائد الصحية لها ارتباط بانخفاض في نسبة سكر الدم بسبب الصيام، مما يدفع خلايانا على العمل بجدية أكبر للاستفادة من أشكال  الطاقة الأخرى .
وقد ثبت أن القرود التي تتناول ٧٠٪ فقط من غذائها من السعرات الحرارية الطبيعية تعيش لفترة أطول وبصحة أفضل في سني عمرها المتقدم. وهذه الفوائد المضادة للشيخوخة قد لوحظت في الحيوانات التي وُضعت على نظام غذائي من  الصيام المتقطع الذي كان بالتناوب بين أيام تأكل  طبيعيًّا وأيام يقيد فيها غذاؤها من السعرات الحرارية. وفي الآونة الأخيرة، اكتشف العلماء بعض الآثار المماثلة على البشر.
ما ليس واضحًا هو لماذا يبدو الصيام المتقطع له فائدة في مكافحة الشيخوخة. وهذا سؤال معقد بحقيقة أنه في جميع الدراسات التي أجريت على الناس لوحظ أن الصيام يؤدي إلى فقدان الوزن. والفوائد الصحية لفقدان الوزن قد تكون غطت على غيرها من الفوائد التي تم الحصول عليها من الصيام وحده.


الجذور الحرة تتلف الخلايا ولكن الصيام قد يساعد
إحدى الطرق التي يمكن لخلايانا أن تتلف هي عندما  تواجه جهد أكسدة. ومنع أو إصلاح تلف الخلايا من هذه الأكسدة مفيد ضد الشيخوخة. يحدث جهد الأكسدة عندما يكون هناك زيادة في إنتاج غير معتاد من الجذور الحرة وهي جزيئات كيميائية غير مستقرة تحمل إلكترون إضافي مربوط بفضفاضية وتعمل على تكسير روابط جزيئات البروتينات وحتى ال DNA والتي يمكن معالجتها بواسطة مضادات الأكسدة قبل أن تتمكن من القيام بأي ضرر.
على الرغم من أن الصيام يبدو أنه يساعد خلايانا على مقاومة ضرر هذه العملية فإنه من غير الواضح كيف يحدث ذلك.
قد يكون من الصحيح أيضًا أن الصيام في حد ذاته يؤدي إلى زيادة طفيفة في إنتاج الجذور الحرة في وقت مبكر أثناء الصيام.
 قد تستجيب الخلايا عن طريق زيادة مستوياتها من مضادات الأكسدة الطبيعية لمحاربة الجذور الحرة القادمة. وعلى الرغم من أن الجذور الحرة عادة ضارة بسبب قدرتها على إلحاق الضرر بخلايانا، إلاّ أنها قد تكون على المدى القصير إشارات  مهمة لجسمنا في هذه الحالة لإثارة الخلايا للتعامل بشكل أفضل مع جهود الأكسدة الأشد التي قد تأتي في المستقبل.
ما وجدناه في حالة صيام يوم وإفطار يوم هو أن الخلية تقوم بعمل نسخ من جين يدعى SIRT3 والذي يمنع تكون الجذور الحرّة ويحسن من عمليات إصلاح الخلايا وتقلل مستوى دورة الأنسولين وهو علامة على أن الجسم أصبح حساسًا لهرمون الأنسولين وهذا مهم حيث أن قلة حساسية الجسم لهذا الهرمون يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري.
وهذا يشير إلى أن المستويات المنخفضة من الجهد البيئي من أشياء مثل الصيام هي جيدة بالنسبة لأجسامنا وفي حين أن  المكملات الغذائية المضادة للأكسدة قد تكون جيدة في بعض الأحيان إلا أنها تحجب الاستجابة الطبيعية لخلايانا في حالات أخرى.
ــــــــــــــــ
 http://theconversation.com/feast-then-famine-how-fasting-might-make-our-cells-more-resilient-to-stress-38808

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة