من التاريخ

قتلتُ المأمور، وبقيَ الآمر


كان المهاجر بن خالد بن الوليد مع عليٍّ عليه السلام بصفّين، وكان ابنه خالد على رأي أبيه، هاشميَّ المذهب.
وكان عمّه عبد الرحمن بن خالد بن الوليد مع معاوية في صفّين، ولهذا كان خالد بن المهاجر بن الوليد أسوأ الناس رأياً في عمّه.
ثمّ إنّ معاوية، لمّا أراد أن يُظهر العهد ليزيد، قال لأهل الشام: إنّي قد كبُرت سنّي، وأريد أن أستخلف عليكم، فمن ترون؟ فقالوا: عبد الرحمن بن خالد.
فسكت وأضمرها. ودسّ إلى ابن أثال الطبيب، فسقاه سمّاً فمات.
وبلغ ابن أخيه خالد بن المهاجر خبره وهو بمكّة، فقال له عروة بن الزبير: أتدَعُ ابن أثال يُفني أوصال عمّك بالشام، وأنت بمكّة مسبلٌ إزارك تجرّه وتخطر فيه متخايلاً؟
فحميَ خالد ودعا مولًى له يدعى نافعًا، فأعلمه الخبر، وقال له: لا بدّ من قتل ابن أثال.
فخرجا حتى قدما دمشق، وكان ابن أثال يمسي عند معاوية، فجلس له في مسجد دمشق إلى أسطوانة، وجلس غلامه إلى أخرى.
فلمّا حاذاه وثب إليه خالد فقتله، وثار به من كان معه، فحملا عليهم فتفرّقوا حتى دخل خالد ونافع زقاقاً ضيقاً، ففاتا القوم.
فبلغ معاوية الخبر، فقال: هذا خالد بن المهاجر، اقلبوا الزقاق الذي دخل فيه.
فأُتي به، فقال له معاوية: لا جزاك الله من زائرٍ خيراً، قتلتَ طبيبي.
فقال خالد: قتلتُ المأمور، وبقي الآمر.
فقال: عليك لعنة الله، والله لو كان تَشهَّدَ مرةً واحدة لقتلتُك به.
ثمّ حبس خالداً، فلمّا أطلقه بعد مدّة رجع إلى مكّة.
ولمّا لقيَ عروة بن الزبير، قال: أمّا ابن أثال فقد قتلتُه. وذاك ابن جرموز يُفني أوصال الزبير بالبصرة، فاقتله إنْ كنتَ ثائراً! (ابن جرموز هو قاتل الزبير إبان معركة الجمل)

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة