فجر الجمعة

الشيخ المطوع: القرآن الكريم اهتم بإصلاح النفس وتهذيبها وصقلها بالكمالات

 

تحدث سماحة الشيخ حسن المطوع في خطبة الجمعة 28 ديسمبر عن طرق إصلاح النفس في خطبة بعنوان "كيف نصلح أنفسنا الأمراة بالسوء ونأخذه لطريق الله" منطلقا من الآية القرآنية "ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا".

وذكر الشيخ المطوع أن القرآن الكريم اهتم بإصلاح النفس وتهذيبها وصقلها بالكمالات والفضائل وأتاح لها السبل على ما يعينها على هذا الإصلاح والسير في طريق الصلاح حتى تصل الى رحمة الله.

وأوضح أن إحدى الطرق هي الوقاية وجعل الإنسان بينه وبين نفسه بما يحول بينه وبين الوقوع في الذنب، مشيرا إلى القول "ترك الذنب ولا الاستغفار" والذي  يعني أن ترك الذنب أفضل من الاستغفار والتأسف جراء الخطأ الذي يرتكبه الإنسان، وأنه ورد عن الإمام علي عليه السلام "ترك الخطيئة أيسر من التوبة".
وعلى ضوء ما ورد عن أمير المؤمنين علي عليه السلام " وكمن شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا"، ذكر الشيخ المطوع أن هناك أثارا سيئة للذنوب على الإنسان في الدنيا قبل الآخرة.
أم الطريقة الثانية التي ذكرها الشيخ المطوع لإصلاح النفس هي التوبة، مؤكد على أن التسويف بالتوبة يوقع الانسان في محذور أعظم وهو الغفلة  حيث أنه لو سَوَّفَ الإنسان بالتوبة تتراكم عليه الأعمال السيئة مما يصيبه بالغفلة في الوقت الذي الله لا ينسى عن اعمال الإنسان السيئة اذا كان الخير قد تغافل وتناسى.

وقال الشيخ المطوع: "الطريقة الثالثة هي الترك التدريجي حيث أحيانا النفس ووساوس إبليس للإنسان توقعانه في المحذور الأعظم وهو الاحباط من رحمة الله عبر الإستمرار في الوقوع في المحارم"، وأضاف: "من الواجب على الانسان ان يخادع نفسه فيترك المعاصي بشكل تدريجي فيصلح نفسه شيئا فشيئا".
ولفت سماحته إلى بعض الأمور التي تساعد على إصلاح النفس ومنها التأديب والمجازاة، وقال بهذا الخصوص: "هذه النفس معرضة لأن توقع صاحبها في الخطأ وعادة الإنسان تمسكه المادي أكثر من تمسكه المعنوي"، لافتا إلى أن الإنسان أحيانا يدرك أنه معاتب من قبل الله عند ارتكابه الذنب ولكن في مقام التطبيق يضعف فيعالج الجانب الحسي بجانب معنوي.

وذكر أن النذر احد الأمور التي تساعد على علاج وصلاح النفس حيث ينذر الإنسان أنه عند ارتكاب ذنب يعمل عملا صالحا كالتصدق، بالإضافة للترغيب في الاعمال، وهكذا يمكن توظيف النذر في إصلاح النفس.

وأشار الشيخ المطوع أن الابتعاد عن الموارد التي يحتمل أن يضعف الانسان فيها.

وفي القسم الثاني من خطبة الجمعة عزى سماحته الأمة الإسلامية والحوزات العلمية بوفاة السيد محمود الهاشمي الشاهرودي ووصف رحيله بـ "إنها فاجعة كبرى على الأمة والحوزات العلمية فقد هذا العالم الذي كان عاملا في الحوزات العلمية".

وذكر محطات من حياة السيد الشاهرودي وأشار إلى أنه دعم المعارضة العراقية، وساهم في تأسيس مجلس الثورة الإسلامية في العراق، بالإضافة إلى انه عضو في جماعة التدريس في حوزة قم المقدسة.

وأفاد الشيخ المطوع أن السيد الشاهرودي كان له دور وعطاء كبيرين حيث أنه أسس دائرة معارف إسلامية لفقه أهل البيت عليهم السلام، كما أسس مؤسسة الغدير والتي تعنى بالعطاء الفكري، كما قام بتدريس بحث الخارج فقها وأصولا منذ عام 1400 حتى وفاته، بالإضافة لتأليفه العديد من الكتب

وقال الشيخ المطوع: "رحل هذا العالم الجليل وأثر رحيله في العالم الإسلامي ولكن بقي عطائه وعلمه وبقي هذا العطاء الكبير جدا،وبقي ذكره الذي لا ينسى في الحوزات وبقي جهاده".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة