مقالات

كلُّ ما يُقال في الزهراء عليها السلام لا يُضاهي منزلتها

 

الإمام الخميني "قدس سره"
تستنزلُ جبرئيلَ... وتجعلُ ما في الغيب ظاهراً في الشهادة
* «ليس بوسع أحدٍ أن يعرفَ شخصيّة الزهراء المَرْضِيّة والصدِّيقة الطاهرة عليها السلام، سوى الذين ارتقوا مدارج الأبعاد الإلهيّة حتّى ذروتها، وهو ما لم يبلغه سوى أُولي العزم من الأنبياء والخُلّص من الأولياء، كالمعصومين عليهم صلوات الله..».
* «يُخطئ مَن يدَّعي معرفة مقامها المقدَّس من العرفاء أو الفلاسفة أو العلماء. وكيف يُمكن إماطة اللّثام عن منزلتها الرفيعة، وقد كان رسول الإسلام يتعامل معها في حال حياته معاملة الكامل المطلق!».
* «كيف لي ولقلمي ولغةِ البشر، الحديثُ عن سيّدةٍ كانت تستنزلُ جبرئيل، كمثل أبيها، بقدرةِ ما فوق الملكوت، من غيب عالَم الملكوت إلى عالم المُلك، وتجعل ما في الغيب ظاهراً في الشهادة!».

موجودٌ إلهيّ ظهر بصورة امرأة
* «جميعُ الأبعاد الكماليّة المُتصوَّرة للمرأة، والمُتصوَّرة للإنسان قد تجلّت في فاطمة الزهراء سلام الله عليها».
* «لم تكن امرأةً عاديّة. بل كانت امرأةً روحانيّة. امرأةً ملكوتيّة. إنساناً بتمام معنى الإنسان. بكلّ الأبعاد الإنسانيّة. حقيقة المرأة الكاملة. حقيقة الإنسان الكامل. إنّها ليست امرأة عاديّة. بل موجودٌ مَلَكُوتيّ قد ظهر في العالَم في صورة إنسان. موجودٌ إلهيٌّ جبروتيّ ظهر بصورة امرأة».
* «بتربية رسول الله صلّى الله عليه وآله... وصلتْ إلى مرتبةٍ تقصرُ عنها أيدي الجميع..».
 

بلاد المسلمين تتنعّم ببركات الزهراء عليها السلام
«كان لدينا في صدر الإسلام كوخٌ ضمّ بين أطرافه أربعة أو خمسة أشخاص، إنّه كوخ فاطمة عليها السلام، وكان أشدّ بساطة حتّى من هذه الأكواخ، ولكن ما هي بركاته؟
لقد بلغت بركات هذا الكوخ ذي الأفراد المعدودين، درجةً من العظَمة غطّت نورانيّة العالَم، وليس من السهل على الإنسان أن يُحيط بتلك البركات. إنّ سَكَنة هذا الكوخ البسيط اتَّسموا من الناحية المعنويّة بمنزلة سامية لم تبلغها حتّى يد الملكوتيّين، وعمّت آثارها التربويّة بحيث إنّ كلّ ما تنعم به بلاد المسلمين - وبلدنا خاصّة - هو من بركات آثارهم تلك».
 

فضيلة مختصّة بالصدّيقة الكبرى عليها السلام
«مسألة مجيء جَبرئيل عليه السلام إلى شخصٍ ليست مسألة عاديّة، لا تتصوّر أنّ جبرئيل يأتي إلى أيّ شخص، أو أنّ من الممكن أن يأتي، إنّ هذا بحاجة إلى تناسب بين روح ذلك الشخص الذي يأتي جبرئيل إليه وبين مقام جبرئيل الذي هو الرّوح الأعظم... هذا التّناسب كان قائماً بين جبرئيل الرّوح الأعظم، والدرجة الأولى من الأنبياء عليهم السلام، كرسول الله وموسى وعيسى وإبراهيم عليهم السلام...
إنّني أعتبر هذه الفضيلة للزّهراء عليها السلام، على الرّغم من عَظَمة كلّ فضائلها الأخرى، أعتبرُها أعلى فضائلها، حيث لم يتحقّق مثلُها لغير الأنبياء، بل لم يتحقّق مثلُها لجميع الأنبياء عليهم السلام، وإنّما للطّبقة العليا منهم، ولِأعظمِ الأولياء الذين هم في رُتبتِهم، ولم تتحقّق لشخصٍ آخر. وهذه من الفضائل المختصّة بالصدّيقة عليها السلام».


لم يَصِلنا من مناقبها إلّا ما تُطيقه عقولنا
«امرأةٌ هي مفخرةُ بيت النبوّة، وتسطع كالشّمس على جبين الإسلام العزيز. امرأة تُماثل فضائلُها فضائلَ الرسول الأكرم، والعترة الطاهرة، غير المتناهية.
امرأة لا يفي حقّها من الثناء كلُّ مَن يعرفها، مهما كانت نظرته ومهما ذكر، لأنّ الأحاديث التي وصلتنا عن بيت النبوّة هي على قدر أفهام المخاطَبين واستيعابهم، ومن غير الممكن صبّ البحر في جرّة، ومهما تحدّث عنها الآخرون فهو على قدر فهمِهم ولا يُضاهي منزلتها. إذاً، فمِن الأَوْلى أن نمرّ سريعاً من هذا الوادي العجيب».

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة