صدى القوافي

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي النمر
عن الكاتب :
شاعر أحسائي من مدينة الدمام

’قبضةٌ من رمادِ الخيام’

"قبضةٌ من رمادِ الخيام"

 

مشاركة الشاعر علي عبدالمجيد النمر في الأمسية الشعرية الحسينية "آيات ولائية" بمأتم الإمام الحسين (ع) بالخوض - سلطنة عُمان، 1437 هـ.

لمْ تُخلّفني الحكاياتُ غريبا
إنّما قلبي مع الحزنِ أُصيبا

قدْ لبستُ الحزنَ قمصانًا عليها
نَقشَ العاشرُ بالشجوِ نُدوبا

رافقتني شتلةُ الأسودِ بستانًا
تفشّى وارتوى مني عَشيبا

واعتلتْ رائحةُ النارِ جُفوني
فتطيّبت بها مِسكًا وطِيبا

لمْ أزلْ في داخل الخيمةِ مخنوقًا
ومملوءَ بُكاءٍ .. ونَـدُوبا

وبأطرافِ عيوني من سوادِ
النَّارِ آثارٌ بِها جفني أُذِيبا

أنا مِن أقصى مسافاتِ المآسي
جئتُ كي أُفرِغَ مِن بؤسي الجيوبا

جئتُ كي أبحثَ عن آخرِ طفلٍ
يرتدي حزنَ المسافاتِ قشيبا

يمتطي صهوةَ أنفاسٍ تَيمَّمْنَ
بما تحملهُ الريحُ هُبوبا

وينادي : أيها الموشم قلبي
ببقايا عمدٍ شَبَّ .. فشِيبا

أينَ خزَّنتَ مآسينا وهذا
صدركَ المطحونُ قد ملَّ الثقوبا

أينَ آويتَ مآقينا وهذا
الدمُ في عينيكَ قدْ سدَّ الدُّروبا

لمْ يُخلفنا رمادُ الطفِّ إلاّ
سعفًا / رِيشا على القاعِ جَديبا

لمْ نُحلّقْ بعدُ في الحلم .. لماذا
لمْ نجد طفلَ أمانينا ربيبا ؟

لمَ عُلِّقنا على النُّوق كأنّا
وجهُ «عيسى» يرتدي الحزنَ صليبا؟

لمَ أُلقينا بـ «جُبّ» الهمِّ ظُلمًا
ومن السارين لمْ نلقَ المُجيبا؟

وإذا (تُلقى) ثعابين سياطٍ
فوقنا لم (تلقف) الكفُّ الخطوبا؟

صَنَعَ البؤسُ مآسينا قِناعا
خانقا يعتصر الكون الرحيبا

يحتسي مِنّا أمانينا فصُمنا
عن أمانينا ، وأفطرنا نحيبا

ألف «يا ليت» رأيناها مواتا
دونما نحرٍ وكَفَّاها أُصيبا

هكذا تحتشدُ الأرضُ علينا
لتُرينا وجهَ قابيلَ المريبا

فإذا اهتزَّتْ عصا الخطيّ منها
اسّاقطَ الرُّعبُ على الصدرِ شحوبا

جسدٌ مائدةُ الجيشِ عليه
اقتسموا أشلاءَهُ لؤمًا رهيبا

غيمة الله التي قد عقروها
لم تدُمدمْ فوقهم يومًا عصيبا

يمتطي سرجَ المواويل ليُشجي
شفقَ الشمسِ على الغيم شحُوبا

هل تجاسرنا إذا قُلنا : هرمنا
في طفوفٍ تجعلُ الولدانَ شِيبا؟!

 

 

مواقيت الصلاة