صدى القوافي

السَّابقُ الفردُ

 

عبدالمنعم الحليلي
قيلَ: آتٍ
ولكَ البيتُ العتيقْ
كانَ مهدًا
ومدارًا لا يضيقْ
قيلَ آتٍ بالهدى تبني المدى
وتمدُّ الأرضَ بالحبِّ الوريقْ
قيلَ:
"أنتَ السَّابقُ الفردُ" 
وما نالَ دربُ العشقِ إلَّاكَ عشيقْ
عنْ جدارٍ
عنْ هداةٍ
عنْ هوًى
أنتَ وردُ الماءِ والماءُ الرّقيقْ
يا عليًّا
نحنُ مذْ "آدمنا" 
قدْ تنفَّسناكَ
عطرًا ورحيقْ
وتبعناكَ
ولمَّا نرتجي
تستقرُّ الرُّوحُ في فجرٍ عريقْ
لمْ نكنْ نخرجُ منْ بئرِ العَمى
فبدا منكَ على العينِ بريقْ
سعدتْ فيكَ رئاتُ الشِّعرِ
مذْ كانَ سرُّ البوحِ يسمو بالشَّهيقْ
وتغنَّى بحرُ رملي
وانْتشى كلُّ كلِّي
وغدا فيكَ غريقْ
أيُّها النَّفسُ بــ "طـٰه"
ومضةً
ليعيشَ العمرُ ألطافَ الطَّريقْ
إنَّ ذكراكَ صلاةٌ
ضوؤها
يسكبُ الوِرْدَ 
ويمحو كلَّ ضيقْ
واضحًا غيرُكَ يبدو
إنَّما
أنتَ كالغيبِ جليٌّ وعميقْ
لجمالٍ
لكمالٍ 
لرؤًى رائعاتٍ
دربُكَ العقدُ الوثيقْ
والمرايا باخْتلاجٍ مُقمرٍ
تتسامى
حاضنًا نبضًا أنيقْ

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة