من التاريخ

وصية من الشيخ البهائي

اعلم أنه قد ورد قسمة النهار إلى اثني عشرة ساعة ونسبة كل واحدة منها إلى واحد من الأئمة الإثني عشر سلام الله عليهم، وتخصيصها بدعاء يدعى به فيها وأنا أذكر كلاً منها مع دعائها في محلها إن شاء الله تعالى.

فالساعة الأولى،  ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس وهي منسوبة إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام وهذا دعاؤها:

أللهم رب الظلام والفلق، والفجر والشفق، والليل وما وسق والقمر إذا اتسق أسألك اللهم بمحمد خاتم النبيين وبالقرآن الذي نزل به الروح الأمين على قلبه ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين، وبأمير المؤمنين على بن أبي طالب ابن عم الرسول وبعل البتول الذي فرضت ولايته على الخلق، وكان يدور حيث دار الحق، أن تصلي على محمد وآل محمد فقد جعلتهم وسيلتي وقدمتهم أمامي وبين يدي حوائجي..

الساعة الثانية، من طلوع الشمس إلى ذهاب حمرتها، وهي للحسن عليه السلام وتدعو فيها بهذا الدعاء: اللهم يا خالق السماوات والأرض، ومالك البسط والقبض، ومدبر الإبرام والنقض أسألك يا عالم سري وجهري يا من لا يقدر سواه على كشف ضري أن تصلي على محمد رسولك المختار، وحجتك على الأبرار والفجار، وعلى أهل بيته الطاهرين الأخيار، وأتوسل إليك بالأنزع البطين علماً، وبالإمام الزكي الحسن المقتول سمّاً فقد استشفعت بهم إليك وقدمتهم أمامي وبين يدي حوائجي..

والساعة الثالثة، من ذهاب حمرة الشمس إلى ارتفاع النهار، للحسين عليه السلام وتدعو فيها بهذا الدعاء: اللهم رب الأرباب، ومسبب الأسباب، ومالك الرقاب، ومسخر السحاب، ومسهل الصعاب، يا حليم يا تواب، يا كريم يا وهاب، اللهم انقطع الرجاء إلا من فضلك، وخاب الأمل إلا من كرمك، فأسألك بمحمد رسولك، وبعلي بن أبي طالب صفيك، وبالحسين الإمام التقي، الذي اشترى نفسه ابتغاء مرضاتك، وجاهد الناكثين عن صراط طاعتك، فقتلوه ساغباً ظمآناً، وهتكوا حرمته بغياً وعدواناً، وحملوا رأسه في الآفاق، وأحلوه محل أهل العناد والشقاق. اللهم فصل على محمد وآله، وجدد على الباغي عليه مخزيات لعنتك وانتقامك، ومرديات سخطك ونكالك. إني أسألك بمحمد وآله وأستشفع بهم إليك وأقدمهم أمامي وبين يدي حوائجي..

والساعة الرابعة من ارتفاع النهار إلى الزوال، وهي لسيد العابدين عليه السلام، وتدعو فيها بهذا الدعاء: اللهم أنت الملك المليك المالك، وكل شيء سوى وجهك الكريم هالك، سخرت بقدرتك النجوم السوالك أسألك سؤال البائس الحسير، وأتضرع إليك تضرع الضالع الكسير، وأتوكل عليك توكل الخاشع المستجير، وأقف ببابك وقوف المؤمل الفقير، وأتوسل إليك بالبشير النذير، والسراج المنير محمد خاتم النبيين، وابن عمه أمير المؤمنين، وبالإمام علي بن الحسين زين العابدين، وإمام المتقين، المُخفي للصدقات، والخاشع في الصلوات، والدائب المجتهد في المجاهدات، الساجد ذي الثفنات، أن تصلي على محمد وآل محمد فقد توسلت بهم إليك وقدمتهم أمامي وبين يدي حوائجي..

وأما الساعة الخامسة، فهي من زوال الشمس إلى مضي مقدار أربع ركعات وهي للباقر عليه السلام، وهذا دعاؤها- والأحسن أن تدعو به بعد الركعة (الرابعة) من نوافل الزوال- : اللهم أنت الله الذي لا إله إلا أنت الحي القيوم، لا تأخذه سنة ولا نوم، هو الله الذي لا إله هو عالم الغيب والشهادة، هو الرحمن الرحيم(..) وأتوسل إليك بخيرتك وصفوتك من العالمين، الذي جاء بالصدق وصدق المرسلين، محمدٍ عبدك ورسولك النذير المبين، وبوليك وعبدك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، وبالإمام محمد بن علي باقر علوم الأولين والآخرين، والعالم بتأويل الكتاب المستبين، وأسألك بمكانهم عندك واقدمهم أمامي وبين يدي حوائجي..

وأما الساعة السادسة فهي من مضي مقدار أربع ركعات من الزوال إلى صلاة الظهر وهي للصادق عليه السلام وهذا دعاؤها - ويحسن أن تدعو به بعد السادسة من نافلة الزوال- : اللهم أنت أنزلت الغيث برحمتك لا يعزب عنك في الأرض ولا في السماء مثقال ذرة، أتوسل إليك بالنبي الأمي محمد رسولك العربي المكي المدني الهاشمي، الذي أخرجتنا به من الظلمات إلى النور، وبأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الذي شرحت بولايته الصدور، وبالإمام جعفر بن محمد الصادق في الأخبار، المؤتمن على مكنون الأسرار، صلى الله عليه وعلى أهل بيته بالعشي والإبكار، اللهم إني أسألك بهم وأستشفع بمكانهم لديك وأقدمهم أمامي وبين يدي حوائجي...

وأما الساعة السابعة، فمن صلاة الظهر إلى مضي مقدار أربع ركعات قبل العصر وهي للكاظم عليه السلام وهذا دعاؤها: اللهم أنت المرجو إذا اشتد الأمر، وأنت المدعو إذا مس الضر، أسألك بحق محمد خاتم النبيين وبأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، الذي جعلت ولايته مفروضة مع ولايتك ومحبته مقرونة برضاك ومحبتك، وبالإمام الكاظم موسى بن جعفر عليه السلام الذي سألك أن تفرغه لعبادتك وتخليه لطاعتك فأجبت دعوته أن تصلي علي محمد وآله صلاة تقضي بهما عني واجب حقوقهم وترضى بها في أداء فروضهم وأتوسل إليك بهم وأستشفع بمنزلتهم وأقدمهم أمامي وبين يدي حوائجي...

وأما الساعة الثامنة فمن مضي أربع ركعات قبل العصر، إلى صلاة العصر وهي للرضا عليه السلام، وهذا دعاؤها: اللهم أنت الكاشف للملمات، والكافي للمهمات، والمفرج للكربات أسألك بمحمد المصطفى من الخلق، المبعوث بالحق، وبأمير الؤمنين الذي أوليته فألفيته شاكراً، وابتليته فوجدته صابراً، وبالإمام الرضا علي بن موسى الذي أوفى بعهدك، ووثق بوعدك وأعرض عن الدنيا وقد أقبلت إليه، ورغب عن زينتها وقد رغبت فيه، أن تصلي على محمد وآل محمد، فقد توسلت بهم إليك وقدمتهم أمامي وبين يدي حوائجي..

وأما الساعة التاسعة، فمن صلاة العصر الى أن تمضي ساعتان وهي للجواد عليه السلام وهذا دعاؤها: اللهم يا خالق الأنوار ومقدر الليل والنهار أسألك بحق النبي الأواب، الذي أنزلت عليه الكتاب، ونصرته على الأحزاب، وهديتنا به إلى دار المآب، وبأمير المؤمنين علي بن أبي طالب وبالإمام الفاضل محمد بن على عليه السلام، الذي سئل فوفقته لرد الجواب، وامتحن فعضدته بالتوفيق والصواب صلى الله عليه وعلى أهل بيته الأطهار، أن تجعل موالاتي لهم عصمة من النار، ومحجة إلى دار القرار، فقد توسلت بهم إليك وقدمتهم أمامي وبين يدي حوئجي ...

وأما الساعة العاشرة فمن ساعتين بعد صلاة العصر إلى قبل اصفرار الشمس وهي منسوبة إلى الهادي عليه السلام، وهذا دعاؤها: اللهم أنت الولي الحميد الغفور أسألك بجلالك وبنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك  وبرسولك الذي رحمت به العباد، وهديت به إلى سبل الرشاد، وبأمير المؤمنين على بن أبي طالب عليه السلام، أول من آمن برسولك وبالإمام البر علي بن محمد عليه السلام الذي كفيته حيلة الأعداء، وأريتهم عجيب الآية إذ توسلوا به في الدعاء أن تصلي على محمد وآل محمد، فقد استشفعت بهم إليك وقدمتهم أمامي وبين يدي حوائجي..

وأما الساعة الحادية عشر، فمن قبل اصفرار الشمس إلى اصفرارها وهي للعسكري عليه السلام، وهذا دعاؤها: اللهم إنك منزل القرآن وخالق الإنس والجان وجاعل الشمس والقمر بحسبان أسألك بمحمد صلى الله عليه وآله رسولك إلى الكافة، وأمينِك المبعوثِ بالرحمة والرأفة، وبأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، المفترض طاعته على القريب والبعيد، المؤيد بنصرك في كل موقف مشهود، والإمام الحسن بن علي الذي طرح للسباع فخلصته من مرابضها وامتحن بالدواب الصعاب فذلت له مراكبها أن تصلي على محمد وآل محمد فقد توسلت بهم إليك وقدمتهم أمامي وبين يدي حوائجي...

وأما الساعة الثانية عشر، فمن اصفرار الشمس إلى غروبها للخلف الحجة عليه السلام وهذا دعاؤها: اللهم يا خالق السقف المرفوع والمهاد الموضوع  أسألك بأسمائك التي إذا  ذكرت على القلوب وجِلَتْ خشوعاً، وإذا قرعت الأسماع فاضت العيون دموعاً، أسألك بمحمد رسولك المؤيد بالمعجزات، المبعوث بحكم الآيات وبأمير المؤمنين على بن أبي طالب الذي اخترته لمؤاخاته، ووصيته واصطفيته لمصافاته ومصاهرته، وبصاحب الزمان المهدي الذي تجمع على طاعته الآراء المتفرقة، وتؤلف به بين الأهواء المختلفة وتستخلص به حقوق أوليائك وتنتقم به من شر أعدائك وتملأ به الأرض عدلاً وإحساناً، وتوسع على العباد بظهوره فضلاً وامتناناً، وتعيد الحق إلى مكانه عزيزاً حميداً، وترجع الدين على يديه غضاً جديداً، أن تصلي على محمد وآل محمد، فقد استشفعت بهم إليك، وقدمتهم أمامي وبين يدي حوائجي، وأن توزعني شكر نعمتك في التوفيق لمعرفته، والهداية إلى طاعته، وتزيدني قوة في التمسك بعصمته، والإقتداء بسنته، والكون في زمرته، إنك سميع الدعاء برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة