سياحة ثقافية

أُحُد: جبلٌ من معالم المدينة الخالدة


تميزت المدينة المنورة بأنها تقع وسط سلسلة من الجبال التي تحيط بها إحاطة السوار بالمعصم، ويبرز كثير منها كونها شهدت أحداثا منذ فجر الإسلام، ومن أشهرها: أحد، وثور، والرماة وعير وسلع.
وأحد من أشهر الجبال التي عرفت، ولها مكانة في زمن النّبي محمد (ص) جبل أحد، وجبل أحد من أكثر الجبال الشاهدة على غزوة أحد الّتي نسبت إلى الجبل، وهي ثاني غزوات المسلمين الّتي دارت عند جبل أحد من الناحية الجنوبية له ، حيث أن كل من يذكر غزوة أحد التي وقعت في السّنة الثّالثة للهجرة، يتذكر جبل أحد ، وتعتبر غزوة أحد؛ بمثابة درس للمسلمين عند نزول الرماة، وعدم الامتثال لأمر النّبي (ص).


الطريق إلى أحد
يعتبر الطريق إلى جبل أحد طريقاً قديما، وهو من أول الطرق والدروب، ولا يتجاوز عرضه أربعة أمتار، وقد كان هذا الطريق يستخدم للسير على الأقدام. ومؤخرًا عدّل مساره من خلال توسعة الطريق وإزالة جميع العقبات، حيث دبت الحياة والحركة وانتعش العمران، وربط بذلك شمال المدينة بالمسجد النبوي الشريف.
 ويمكن الوصول إلى هذه المنطقة عبر مجموعة أخرى من الشوارع والطرق غير المباشرة؛ كالطريق الدائري الثاني، وطريق المطار عبر شارع أحد، وطريق الجامعات عبر طريق العيون.


جغرافيّته
جبل أُحُد (بضمّ الألف والحاء)، الّذي سمي كذلك لأنه يرمز لوحدانية الله حسب ما يروي التّاريخ، يطل على المدينة المنوّرة من الجهة الشمالية، وكان يبعد عنها ثلاثة أميال ونصف قبل أن يصله العمران. يمتد الجبل كسلسلة من الشرق إلى الغرب ويميل نحو الشمال.
يبلغ طول الجبل 7 كيلومترات، وعرضه بين 2 و 3 كيلومتر، وارتفاعه يصل إلى قرابة 350 متراً. ويبعد الجبل 5 كيلومترات عن المسجد النبوي.
يتميّز جبل أحد بوقوعه في منطقة إستراتيجية مهمة بالنّسبة الى المدينة المنورة، فهو يشرف على التقاء أودية المدينة المنورة وواحاتها الخضراء. ومن أهم المعالم التي تحد هذا الجبل من جهاته الأربعة، من الشمال طريق الجامعات والمعروف بطريق غير المسلمين، ويحجز هذا الطريق بينه وبين الجبل مساحات كبيرة من الأراضي البيضاء وبها بعض المنازل والمساكن الشعبية، ومن الجنوب يحد الجبل الطريق الدائري الثاني ويحجز هذا الطريق بينه وبين جبل أحد مساحة كبيرة تتمثل في وجود المناطق الحضرية والتاريخية بما فيها من معالم وخصائص عديدة، وتحد جبل أحد من الجهة الجنوبية بعض المزارع والبساتين، أما من الشرق فيحد الجبل طريق المطار وجبل تيأب، ويحجز طريق المطار فيما بينه وبين الجبل منطقة عشوائية كبيرة تعرف بتلعة الهبوب.


جويولوجية الجبل
تميز الجبل عن سواه لتوحده وانقطاعه عن غيره من الجبال الأخرى، فهو يظهر وكأنه قطعة واحدة غير مجزأة أو متصلة بأي جبال. ويتكون الجبل من مجموعة كبيرة من الرؤوس والهضاب، فمنها تكوينات صخرية عظيمة وهائلة كونت عبر الزّمان بين صخورها الكهوف والشقوق التي امتدت في بعضها إلى الأعماق داخل هذه الصخور، لتصل في بعض الأحيان إلى أكثر من عشرة أمتار، وبارتفاع يتجاوز المتر والنصف، وأغلب هذه الكهوف هي الموجودة بالقرب من شعاب الجبل ومساقط انحدار المياه.
أغلب صخور الجبل من الجرانيت الأحمر، وبعض الصخور تميل ألوانها إلى الأخضر الداكن والأسود، وبها عدة تجاويف تسمى "المهاريس" تقوم باحتجاز مياه الأمطار. كما ويضم الجبل العديد من المعادن؛ كالحديد في الصخور الخارجية، والنحاس في الصخور الداخلية.


نباتات الجبل
تنتشر على سفوحه العديد من  النباتات، ومنها "لوز النبي" (مصفوفة الأوراق) والذي يعتبر جزءاً من الفصيلة الصقلابية، ويوجد به نبات "الحميض"، كما تنتشر به نباتات أخرى، منها العوسج والسمر والسلم والسدر والمسيكة (شجرة الريح) والشكيرة (الشكربل أو الربلة)، وشجرية أبو حاد (طرطر)، وعشبة شوكة العنب (شوكة الإبل)، والحنظل.كما أن به العديد من النباتات المصنفة ضمن الفصيلة النجيلية؛ والتي تموت تدريجياً بسبب انقطاع الأمطار.


أماكن أثرية
قال الرسول الأعظم في هذا الجبل: " أحد جبل يحبنا ونحبه "، وهناك من يرى أنّ هذا الجبل هو من الجبال التي توجد في الجنة. يحتوي جبل أحد على أماكن أثرية يزورها معظم حجاج بيت الله الحرام عند نزولهم في المدينة المنوّرة، ومنها مقبرة الشهداء السبعين الذين استشهدوا في واقعته.كما ويضم جبل الرماة وكان يسمى (عينين)، وشعب أحد وبه المهراس ومسجد الفسح، ووادي قناة وعلى عدوتها الشمالية الشهداء، ووادي الشظاة؛ وهو جنوبي جبل الرماة على بعد رمية بسهم.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة