فجر الجمعة

الشيخ الزاكي: الحب في الله عنوان الإيمان

 

تحدث الشيخ عبد الجليل الزاكي خلال خطبة الجمعة في مسجد عيد الغدير بمدينة سيهات بالقطيف أمام جمع من المصلين حول "أنواع العلاقات بالفكر الإسلامي" و أهميتها.

 

ورأى أنها تمثل جميع العلاقات الإنسانية، كما تمثل شبكة الولاء وهي "الحب في الله والبغض في الله سبحانه وتعالى، لتشكل بذلك علاقة المؤمن بأخيه المؤمن و هي علاقة الحب في الله والبغض في الله ".

وقال "أكثر شيء يمنح الإنسان الإحساس بالأمن والأمان والسلامة من قبل الآخرين هو تبادل الشعور بالحب مع الآخرين وأفضل منابع الحب في قلب الإنسان هو الحب في الله، الحب لله سبحانه وتعالى وذلك لأن الحب لا تشوبه شائبة من طمع أو خوف أو شيء آخر".

 

ولفت إلى أثر الحب في الله كونه المرآة الصافية مبينا أثره على المجتمع وأن "إستقامة الحياة الاجتماعية سواء على مستوى الذات ، على مستوى الأاسرة، على مستوى المجتمع أو على مستوى الأمة، يلعب الحب في الله سبحانه وتعالى دورا عظيما فعالا في التماسك الإجتماعي والتلاحم الإجتماعي وشد اللحمة بين المؤمنين، الحب في الله سبحانه وتعالى يلعب دورا كبيرا".

 

واستدل بقول الإمام الباقر عليه السلام: "إذا أرَدتَ أن تَعلَمَ أنَّ فيكَ خَيراً فَانظُر إلى قَلبِكَ، فَإِن كانَ يُحِبُّ أهلَ طاعَةِ اللهِ ويُبغِضُ أهلَ مَعصِيَتِهِ فَفيكَ خَيرٌ وَاللهُ يُحِبُّكَ، وإن كانَ يُبغِضُ أهلَ طاعَةِ اللهِ ويُحِبُّ أهلَ مَعصِيَتِهِ فَلَيسَ فيكَ خَيرٌ وَاللهُ يُبغِضُكَ، وَالمَرءُ مَعَ مَن أحَبَّ".

 

وشدد الشيخ الزاكي على الإلتفات لكلام المعصوم كون "المعصوم يعطينا مقياسا حقيقيا لله سبحانه وتعالى ، ليبرز تساؤلات مفادها : هل حبك صادق لله سبحانه وتعالى ؟هل تحمل الخير أم لا ؟ الحب في الله والبغض في الله".

 

وأضاف مستائلا: "هل الذي يحب الله يثير الفتن بين المؤمنين؟! هل ينال من الآخرين؟ ومن المؤمنين ويشوه مثلا شخصيات المؤمنين وسمعتهم وأعراضهم؟! هل يغتاب المؤمنين؟! أبدا لأن هذا خلاف الطاعة؟!".

 

وتابع: "اذا لا بد من مراجعة الحسابات في هذا المجال، إذا كان قلبك لا سمح الله يبغض أهل طاعة الله سبحانه وتعالى ليس به خير ، والله سبحانه وتعالى لا يحبه، والمرء مع من يحب، إذا كان شخص ينال من العلماء الأعلام، و المراجع الكرام.... لماذا؟ لانهم أفتوا بتلك الفتوى لأنهم قالوا بتلك المسألة المعينة؟؟.

 

واستطرد الشيخ الزاكي "إذا تحاب اثنان في الله أنظروا ما لهما من ثواب، عن رسول الله (ص): "ما تحاب إثنان في الله تعالى إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه"، وجاء في الرواية "أحب لأخيك المسلم ماتحب لنفسك، واكره له ما تكره لها"، تحابب المؤمنين يعتبر نور في قلب الإنسان المؤمن وذلك لأن المحبة تنبع من أطهر منبع ينبع في قلب الإنسان وهو حب الله سبحانه وتعالى ذاك هو النور الذي يتلألئ في قلب الإنسان المؤمن فيتحول إلى نور ليس فقط في الحياة الدنيا بل في الآخرة حيث يتحول إلى نور تتباهي الملائكة، وفي الرواية أن الملائكة تصعد إلى السماء فتشم من بعض المؤمنين رائحة طيبة .... فيسأل ملائكة آخرون من أين لكم هذا الطيب؟ قالوا كنا في محفل المتحابين في الله سبحانه وتعالى، وعن الإمام الصادق عليه السلام: "إنَّ المُتَحابّينَ فِي اللهِ يَومَ القِيامَةِ عَلى مَنابِرَ مِن نورٍ، قَد أضاءَ نورُ وُجوهِهِم ونورُ أجسادِهِم ونورُ مَنابِرِهِم كُلَّ شَي ءٍ حتّى يُعرَفوا بِهِ، فَيُقالُ: هؤُلاءِ المُتَحابّونَ فِي اللهِ".

 

ولفت سماحته إلى المسألة الثانية و"هي الثقة وحسن الظن مبينا أنها من أهم الأمور، والله سبحانه وتعالى جعل الثقة في الحياة الإجتماعية هي أساسا للعلاقة والتعامل المشترك في المجتمع، ولو تزلزلت الثقة في نفس الإنسان اتجاه الآخرين فلن يستطيع أن يتعامل بسهولة مع الآخرين، بل سيخسر أفضل مكاسب الحياة الإجتماعية ، كما أننا لو أسأنا الظن بإنسان ما فأننا نسقط من المجتمع عضوا من أعضاءه".

 

الشيخ الزاكي ذكر المصلين بكلام أمير المؤمنين عليه السلام: "ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلّبك، ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملاً".

 

ومضى بقوله: "فيما عدا هذه الحالات اليقينية من السوء يجب على المسلم أن يلتمس لأخيه عذراً أو يحمله على محمل خير".

 

ودعا إلى الإلتفات للقاعدة في الفكر الإسلامي ولمدى عظمتها في قضية التعامل والعلاقة، الاجتماعية وقد بيّنها مستشهدا بكلام أمير المؤمنين عليه السلام: " من عرف من أخيه وثيقة في دين، وسداد طريق، فلا يسمعن فيه أقاويل الرجال.. أما إنه قد يرمي الرامي، وتخطئ السهام، ويحيل الكلام.. ..... أما إنه ليس بين الباطل والحق إلا أربع أصابع" هذه قاعدة إسلامية للتعامل والتعايش، وفي رواية أخرى له عليه السلام: "شَرُّ النّاسِ مَنْ لا يَثِقُ بِأَحَد لِسُوءِ ظَنَّهِ وَلا يَثِقُ بِهِ أَحَذٌ لِسُوءِ فِعلِهِ".

 

وأضاف الشيخ الزاكي "الحب في الله والبغض في الله هو عنوان الإيمان، وعنوان الإيمان هو حبك وبغضك لأمير المؤمنين عليه السلام، و إن أحببت الإمام الحسن عليه السلام عليك أن تقتدي بأخلاقه ومبادئه وقيمه ومواقفه (..)، فقد بين عليه السلام مواقفه وأثبت للأمة أن معاوية ناقضا للعهود وناكثا للمواثيق ولا يدين في حقيقة الإيمان أبدا. الإمام الحسن بيّن هذه الحقيقة ولذلك قال معاوية "إن ما بيني وبين الحسن بن علي من شروط تحت قدمي هاتين"، بل قال أعظم "ما قاتلتكم لتصلّوا أو تصوموا أو تحجّوا أو تزكّوا وإنّما قاتلتكم لأتأمر عليكم".

 

وأكد سماحته على أن الإمام الحسن عليه السلام فضح مؤامرة معاوية و"جعلها واضحة أمام الناس، من جهة أخرى أنه أيضا أراد أن يثبت هذا الحق فكان يحافظ على السلم والأمن والأمان إلى درجة عظيمة، حتى حينما سُّم الإمام عليه السلام إلتفت إلى الإمام الحسين عليه السلام وقال: "لا تهرق في أمري ملء محجمة دم".

 

وفي الشأن السياسي أدان سماحته الإرهاب المتنقل في العالم معتبرا أن الدين الإسلامي بريء من الإرهابين "هؤلاء الذين يدعون أنهم مسلمون وهم يقتلون ويفجرون ويريقون الدماء في كل العالم، من المسلمين و غير المسلمين، وها هي العراق و مثلها سوريا حالها يدمي القلب، وما جرى مؤخرا في باريس، فالدين من هؤلاء الإرهابين براء".

 

 

مواقيت الصلاة