لقاءات

أمينة الحسن: المرأة الكاتبة قادرة على كشف بواطن حياة النساء


نسرين نجم ..

يأتي حب الكتابة بالفطرة لدى كثيرين، حتى لو توجهوا إلى اختصاصات أخرى بعيدة عن عالم الكلمة، فنرى بأن حبهم الأول للكتابة يتفوق على كل ما عداه، فيخطون من تجاربهم الحياتية أجمل الكتب التي تعالج قضايا إنسانية ذات مغزى وهدف واضح تمامًا كما حصل مع الكاتبة أمينة الحسن التي جمعت بين مهنتها التمريض وشغفها في الكتابة في مؤلفها "سرير يتسع".

للحديث أكثر عن هذا الموضوع أجرينا هذا الحوار:


* الكتابة فعل إنساني كما التمريض

للأسرة الدور الأساس في تحفيز ودعم المواهب عند أبنائها، سيما إذا كان الأسرة تعيش في جو ثقافي شعري، وهذا ما عاشته أمينة الحسن التي تقول: "اهتمامي بالكتابة بدأ منذ الصفوف الأولى بالمدرسة، وقبل ذلك كنت أعيش في عائلتي وسط الكتب حيث يكتب أبي الشعر. بدأت أكتب القصص مجاراة لما أشاهده في المسلسلات الكرتونية من قصص، ثم أصبح اهتمامي بالقصة القصيرة لاحقًا بصورة أكبر وأعمق".
لهذا، لم تجد صعوبة في الجمع بين التمريض والكتابة فتقول: "علاقتي مع الكتابة والأدب بدأت منذ الطفولة قبل دخولي مجال التمريض، ولذا لم أواجه صعوبات بهذا الخصوص".
وسألناها عما إذا كانت تعتبر بأن الكتابة هي فعل إنساني كما التمريض فقالت: "بالطبع، فالعلاقات الإنسانية مؤثرة في فعل الكتابة ، والكتابة هي عملية تعبير عن أفكار ومشاعر الإنسانية".
وبالانتقال إلى المجموعة القصصية التي عرضتها في كتابها  "سرير يتسع"، سألناها عمّا إذا كانت تعكس شيئًا من الواقع أو أنها من نسج الخيال فقالت: "في الكتابة يتداخل الخيال بالواقع، فالواقع جزء من حياة الكاتب، ولذا لا أستطيع القول بأن كل ما كتبته خياليًّا بل له خيوط منسوجة من الواقع".


* واقع المرأة في الكتابات النسوية:

تناولت أمينة الحسن في كتابها "سرير يتسع" الظلم الاجتماعي الواقع على المرأة، وعبّرت عن أوجاعها آمالها وآلامها، فهل اكتفت الحسن بعرض المشكلة أم أن كل قصة مرتبطة بحل؟ عن هذا السؤال تجيب: "لدي اهتمام فعليًّا بقضايا المرأة في مجتمعنا، ولكنني حرصت على عرض بعض المشاكل دون التطرق إلى حلول، فبرأيي أن دور الكاتب ليس التلقين بل تقديم المشكلة في قالب أدبي يلامس مشاعر وأفكار القارئ".


 وعن العناصر التي جعلت الكتاب ينجح تقول: "أعتقد أن القارئ هو الحكم، وأتمنى أن تكون مجموعتي القصصية لاقت النجاح حقًا".
وعمّا إذا كانت المرأة بكتاباتها استطاعت أن تلقي الضوء فعليًّا على واقعها سيما في مجتمعاتنا العربية تقول: "المرأة الكاتبة في مجتمعنا عرضت الكثير من قضايا المرأة بأساليب مختلفة، وقد يثار دائمًا الجدل حول كتابات المرأة لدينا بأنها محصورة في حيز الذاتية، ولذا فالمرأة الكاتبة قادرة على كشف بواطن حياة النساء".

وتعمل أمينة الحسن على تعزيز موهبة الكتابة عبر: "القراءة وممارسة الكتابة قدر الإمكان، وبالنسبة للمطالعة المستمرة فهي بلا شك عامل مهم في تكوين فكر الكاتب، فسعة الاطلاع قادرة على منح الكاتب الكثير من الأفكار والخيالات". وتضيف قائلة: "أحببت التمريض كعلم ومهنة، والكتابة تمنحني تفاصيل حيوات كثيرة، ولذا أجدني فيهما في آن".
وبالانتقال إلى موضوع قديم جديد متعلق بالكتاب الورقي، وعمّا إذا بقيّ هناك مَن يتابعه ويبتاعه، وكيف يمكننا أن نعزز ثقافة القراءة خاصة عند الفتاة؟ تقول الكاتبة أمينة الحسن: "شخصيًّا ما زلت أفضل القراءة من الكتب الورقية ونادرًا ما ألجأ للكتب الالكترونية، ولعل تكاليف الكتب الالكترونية التي تكون مجانية أحيانًا هي ما تجعل الكثيرين يتوجهون لقراءتها . ثقافة القراءة بحاجة لآلية جذب للفرد غير القارئ بشكل عام، وبالنسبة للفتيات، فالانضمام لنوادي اجتماعية أو مجموعات قراءة يشجعهن على القراءة خاصة إذا ما عرفت كل فتاة توجهاتها في القراءة، وما نوع الكتب التي تحب قراءتها".
وعن مشاريعها الحالية والمستقبلية: "ليست لدي مشاريع عاجلة، ولكنني أحاول كتابة قصص جديدة مختلفة أسلوبًا وأفكارًا عما في مجموعتي الأولى".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة