فجر الجمعة

الشيخ العباد: علاج الأمراض النفسية الإلتزام بالصلاة

 

تحدث سماحة الشيخ محمد العباد خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد الإمام الصادق (ع) في مدينة العمران بالأحساء حول "فلسفة الصلاة وفوائدها"، داعيا إلى الإلتزام بالصلاة كعلاج لحالات السلوك الإنفعالي.

استهل الشيخ محمد العباد حديثه أمام جمع من المؤمنين بقوله تعالى "إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا *وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ"  19-23، سورة المعارج.

وأضاف "تحدثنا في خطبة ماضية حول دور الأبوين في محافظة الأبناء على الصلاة ووعدنا أن تكون هناك سلسة مكملة حول فلسفة الصلاة وفوائدها ، حتى يكون المصلي مدركا لهذه الفلسفة ومستشعرا لدور الصلاة وأهميتها على الصعيد النفسي والسلوكي وفي كل جوانب الحياة".

وعرّف سماحته "معنى السلوك و الإنفعال قائلا "هناك مصطلحان موجودان عند علماء النفس مرتبطا بأخلاقيات الفرد هما السلوك والإنفعال، فالسلوك عبارة عن نشاط حيوي يصدر عن الفرد نتيجة لتفاعلة مع البيئة المحيطة به، فالإنسان قد يكون سلوكه متأثرا ببعض العوامل الإنفعالية بداخله من الإجهاد نتيجة عوامل خارجية من محيط العمل والأسرة وغيرها".

وتابع "أما الإنفعالات فيعرفها علماء النفس على أنها عبارة عن حالات نفسية ووجدانية تتملك الفرد بشكل فجائي بسبب تعرضه لموقف ما، والإنفعال هو حالة طارئة قد تحدث بعد مرحلة السكينة والهدوء نتيجة التعرض لموقف محرك للحالة العاطفية قد يكون هذا الإنفعال بالضحك أو بالبكاء والفرح والحزن، فهذا الشعور يعبر عنه بالإنفعال وهذه الإنفعالات تنعكس على سلوكيات الفرد الخارجية".

ولفت سماحته إلى أنه "في التربية الدينية نجد أن أفضل وسيلة لضبط الإنفعالات الموجودة عند الأنسان هي المحافظة على الصلاة، فإذا تمسك الإنسان بهذه الفريضة وأدرك فلسفتها والعلم بأهميتها ويعلم لماذا يصلي ولماذا يركع ولماذا يقرأ ويتشهد فهذا العلم بأهمية الصلاة والمحافظة عليها يعتبر من أهم العلاجات لضبط السلوك الإنفعالي عند الفرد".

كما أشار الشيخ العباد إلى أهمية الصلاة في استجلاب الطاقة الإيجابية، مستشهدا بقوله تعالى "وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ" 45 - سورة البقرة، معتبرا أن "هذه الطاقة جالبة للعون والراحة والنظرة الإيجابية للأمور، وفي قول النبي الأعظم (ص): أرحنا يابلال، وقول الله تعالى: وَالصَّابِرِينَ عَلَىٰ مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" 35 - سورة الحج، مضيفا "تأكيد على أن الطاقة الإيجابية التي تعني الصبر لا يمكن أن نحصل عليها إلا من خلال الإلتزام والمحافظة على الصلاة".

وشدد سماحته على أن "الإسلام قد عالج المخاوف والإضطرابات المصاحبة للإنسان من خلال إقامة الصلاة والمحافظة عليها، قال تعالى: إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * *الَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ" 19 - 23 - سورة المعارج.

وتابع "فالإنسان المصلي يشعر بالإطمئنان والإيمان بأن الله هو المدبر للكون والحياة والأرزاق، وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ" 22 - سورة الذاريات، مضيفا "رسائل باعثة للإطمئنان النفسي عند الإنسان وإلى تدبير الله في الأرزاق مع سعي الإنسان لذلك الرزق فإن أبواب الرزق مفتوحة".

وأكد الشيخ العباد على أن "الغضب من أخطر الإنفعالات السلبية على الإنسان والصلاة في الإسلام تتميز بعمق أثرها على الفرد أكثر من الدعاء في المسيحية بمسمى الصلاة، فالصلاة الإسلامية تتميز بالحركة من الوقوف والركوع والسجود مما يؤثر تأثيرا إيجابيا على ضبط الإنفعالات لاسيما إنفعال الغضب، وقد روي عن النبي الأعظم (ص) أنه قال: إذا غضب أحدكم وكان قائماً فليقعد أو قاعداً فليتكئ أو عليه بالوضوء".

وختم سماحته قائلا "قد تواجه الفرد مشكلة تثيره وتسبب له حالة إنفعال من الضيق والحزن وفي هذا قال تعالى: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ. 68 - 96، سورة الحجر، وهذه دعوة من الله خالق البشر والعالم بعلاج كل أمراضهم النفسية بالإلتزام بالصلاة والسجود كعلاج لحالات السلوك الإنفعالي".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة