فجر الجمعة

الشيخ العباد: خلق الثقة في نفس المراهق مسؤولية الأهل والمدرسة

 

استكمل سماحة الشيخ محمد العباد خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع في مسجد الإمام الصادق (ع) في مدينة العمران بالأحساء، حديثه عن "المراهق بين الأسرة و المدرسة" وذلك ضمن سلسلة مواضيع الأسرة والمدرسة، مسلطا الضوء على أهمية ثقة الأسرة بقدرات الأبناء، ولكيفية خلق الثقة في نفوسهم.

أشار الشيخ العباد إلى احتياجات كل من الأسرة والطالب والمدرسة للإهتمام بهذه المرحلة، لافتا إلى أن "مرحلة المراهقة متزامنة مع المرحلة المتوسطة في الدراسة وهي من المراحل المهمة التي أولاها التربيون أهمية، بالأخص في الجانب الدراسي"، مستشهدا بدراسات قام بها باحثون حيث أشاروا إلى أن "أكثر المراحل تسيّباً وتسربا في الجانب الدراسي هي مرحلة المتوسطة (..)، وقد يتوقف المراهق عن إكمال دراسته في هذه المرحلة، وبالتالي لها إنعكاساتها السلبية على المجتمع".

واعتبر فضيلته أن ما تحتاجه الأسرة بالإضافة إلى تعاضد المدرسة هو "الإهتمام بالطالب من المرحلة الإبتدائية، فيتم تأهيله للمرحلة المتوسطة"، معربا عن أسفه كون بعض الأساتذة يشكون من أن الطالب "يأتي لهم من المرحلة الإبتدائية وهو ضعيف في القراءة والأرقام، متسائلا عن كيفية تجاوز هذا الطالب للمرحلة الإبتدائية".

وأكد الشيخ العباد على أن الإهتمام بالتعليم "لابد أن يكون من الصغر ومن المراحل الأولية للطفل، حتى يكون تقبله للعلم وتقدمه أكثر في المراحل المتقدمة".

كما شدد على أهمية الثقة بقدرات الأبناء بحيث تكون النظرة لهم بأنهم "فعلاً قادرون على أن يتجاوزوا مراحل دراسية عالية المستوى، ومن الأمور التي ربما تعكس آثاراً سلبية على الطلاب من خلال تعاملنا مع الأبناء هو نظرتنا إليهم على أنهم غير قادرين ولايستطيعون وقاصرون ذهنياً وهذا يعتبر من الخطأ الكبير".

وأضاف "لابد من الوثوق بالطالب وخصوصا في المرحلة الإبتدائية، ليكون متفوقاً وقادراً على الحفظ وحل المعادلات الرياضية المتماشية مع منهجه الدراسي".

وتابع "الأطفال عندهم القدرة على الإستيعاب والفهم والتقدم والإنجاز في مراحلهم الدراسية من الإبتدائية والمتوسطة ومابعد ذلك"، مؤكدا على أن خلق الثقة في نفوس الأبناء  من الأمور المهمة في تقدم الإبن في الدراسة".

ولفت سماحته إلى أهمية زرع الثقة في نفوسهم وبقدرتهم وإمكانياتهم وطاقاتهم لتجاوز الصعوبات الدراسية"، معتبرا أن هذا يكون "من خلال التلقين الإيجابي لهم وإخبارهم بأنهم قادرون على التميز الدراسي مع بذل الجهد والسعي". مشيرا إلى ما يقابله من تلقين سلبي كالذي يقال له "أنت فاشل وبالتالي قد ينعكس سلباً على الطالب، ولابد من اجتناب مقارنته بالآخرين فلا يقال له اختك أفضل منك".

بموازاة ذلك، أكد على موضوع إثارة الدوافع والحوافز للدراسة، لافتا إلى "بعض الأخطاء الشائعة التي تميت دافع الطالب وهي عبر نقد نظام التعليم والأساتذة ووسمهم بالفشل أمامه"، معتبرا أن "هذا الفعل يحبط الدافع الدراسي في نفس الطالب"، مبينا أهمية ذكر الإيجابيات "للمنهج التعليمي ونظامه، والتحفيز الدائم للعلم والتقدم عبر استغلال طاقاته".

وتوقف سماحته عند دور الأصدقاء الذي اعتبره بالكبير جدا حيث يتأثر الطالب به خصوصا "في المرحلة المتوسطة، فالأسرة ليست وحدها لها التأثير على الأبناء في هذه المرحلة، هناك من يتشارك التأثير معها وهم الأساتذة والزملاء والأصدقاء، فلابد من النظر إلى أصدقاء الأبناء هل عندهم طموحات دراسية وإهتمام بالعلم، فإذا رأت الأسرة بأن الصداقة لها تأثيرها السلبي على الأبناء في مستواهم الدراسي هنا لابد من المحاولة لعلاج المشكلة، بالحد من هذه الصداقة والإقتراب من الإبن لنكون صديقاً له أقرب من أصدقاءه الآخرين كما تذكر الرواية، إتركه لسبع وأدبه لسبع واصحبه لسبع".

وأضاف متابعا "أصدقاء الطالب إذا كانوا مهملين في دراستهم سيكون لهم التأثير الكبير على نفس الطالب في الدراسة".

وعلى صعيد التحفيز ختم الشيخ العباد مؤكدا بأن تكريم الطلاب هو أمر جيد لكنه لا يكفي، معتبرا أن الحاجة للتكريم من قبل الأسرة نفسها بين فترة وأخرى ضرورية "خصوصا للطالب المراهق والذي يصنع من خلاله ثقته في نفسه وتقدير جهوده وطموحه، بالإضافة لتقدير إستجابته لطموح الأسرة أيضا في تفوقه وتميزه"، لافتا إلى أن "مساعدة الطالب مهمة لكي يتحاوز الصعوبات الدراسية عن طريق دعمه بالإلتحاق بدروس التقوية في المواد المتعثر فيها والمحتاج إليها وتهيئة الأجواء المناسبة له داخل المنزل للدراسة".