فجر الجمعة

الشيخ الحبيل: السيدة الزهراء (ع) طالبت بحقها فكانت مدرسة بالثبات

 

تحدث سماحة الشيخ عبد الكريم الحبيل خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع أمام حشد من المؤمنين بمسجد العباس ببلدة الربيعية في القطيف عن مظلومية السيد فاطمة الزهراء (ع) مبينا أهمية المطالبة بالحقوق والثبات عليها.

تقدم الشيخ الحبيل من مقام صاحب العصر والزمان (ع) والمراجع العظام وكافة شيعة آل محمد ومحبيهم بأحر العزاء بمناسبة ذكرى وفاة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع)، منوها بفضلها وعظيم منزلتها، حيث امتدحها رسول الله (ص) في روايات كثيرة ورفع قدرها وشأنها. مؤكدا على أن رسول الله "وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ" 3-4 - سورة النجم، وهو قوله الحق والصدق والعدل، فعندما يقول (ص) فاطمة بضعة مني يريد أن يعطي تلك البضعة مقاما معنويا ومنزلة كبرى ورفعة وامتداد لمقامه السامي وشرفه العظيم".

وأكد سماحته على أن خروج الزهراء (ع) بعد وفاة أبيها للمطالبة بحقها وبالقضية الأساس وهي ولاية أمير المؤمنين علي (ع) كانت لإثبات هذا الحق معتبرا أن "كل مطالب بحق مهما كان ذلك الحق لابد أولا أن يحدد حجم حقه، ويحدد مطالبه، سواء كانت بحق خاص أو كان يطالب بحق عام، لابد أن يرسم أساليب المطالبة، أنت كيف تطالب؟ مواجهة علنية؟ مطالبة في مركز"، مشددا على ضرورة الإصرار والثبات في تحقيق هذا الهدف.

وأشار سماحته إلى القضية الفلسطينية من باب المثال قائلا "إذا كان المطالبون بقضيتهم يطالبون بفلسطين كل فلسطين ثم طالبوا بفلسطين عام 1967 ثم بعد ذلك يتنازلون ويعطون مساومات ويطالبون بالضفة الغربية ويعطي تنازلات إلى أن لا يبقى من حقه شيء ويصيبه بالضعف، فلابد من الثبات والإصرار على تحقيق الهدف".

وأضاف "الزهراء (ع) حددت مطالبها وخرجت تطالب بإمامة علي (ع) ذلك الحق الذي أعطاه الله إياه وبلغه رسول الله (ص) وبايعه عليه المسلمون، خرجت مطالبة بهذا الحق محددة حقها بالإرث من رسول الله (ص) في مواجهة علنية أمام كل المسلمين من المهاجرين والأنصار، وحددت مكان المطالبة في أقدس مكان مسجد رسول الله، وهو المكان الذي يمثل القوة للمسلمين".

وتابع منوها بإصرارها والدروس التي قدمتها "بحيث لم تتنازل عن حقها وثباتها بموقفها حتى آخر لحظة من حياتها".

كما تحدث سماحته عن تبيانها لمدى الإنحراف الخطير وما سيؤول إليه الأمر، وأعطت "درسا للمسلمين بضرورة قول الحق وتحمّل ذلك، كذلك أعطت درسا أن المطالبة بالحق ليس من اختصاص الرجال بل حتى النساء أيضا يمكنها أن تطالب بالحق وتنتصر له وتدافع عنه، وهكذا رسمت منهجا سارت عليه ابنتها زينب (ع) من بعدها، كيف وقفت ودافعت وانتصرت للحق وصدحت في وسط دواويين الظالمين بكل شجاعة وجرأة،
أيضا كذلك أعطتنا درسا أن المطالبة بالحق ليست مشروطة بإمكانية الحصول عليه، بل أطالب لتسجيل موقف لقول الحق".

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد