فجر الجمعة

الشيخ العباد: أذية الآخرين جريمة لا كفارة فيها

 

تحدث سماحة الشيخ محمد العباد خلال خطبة الجمعة لهذا الأسبوع عن أهمية "كف الأذى عن الآخرين" والآثار المترتبة عليه، وذلك أمام حشد من المؤمنين في مسجد الإمام الصادق (ع) في مدينة العمران بالأحساء.

أكد الشيخ العباد على أن "كف الأذى يعتبر من المفاهيم الإسلامية التي دعى إليها الإسلام لبناء شخصية راقية، وبالتالي مجتمع متحضر"، وأضاف موضحا أن مفهوم كف الأذى يكون بالإبتعاد "عن كل ما فيه إساءة للآخرين سواء كانت هذه الإساءة معنوية كالسب والشتم والقذف، أو مادية بالضرب والإعتداء وتعطيل المصلحة"، معتبرا أن كف الأذى "من المفاهيم الإسلامية التي دعى إليها الإسلام لبناء شخصية راقية وبالتالي مجتمع متحضر".

واستشهد سماحته بقول الإمام السجاد (ع) "كف الأذى من كمال العقل، وفيه راحة للبدن عاجلاً وآجلا"، لافتا إلى أن "الأذى قد يصل بالإنسان أنه يستحق العقوبة والإذلال من الله عز وجل لما له من تأثير كبير"، مشددا على أن الإسلام اعتبره "جريمة لا كفارة فيها"، مشيرا إلى إستنكار القرآن الكريم لهذه الجريمة "إستنكاراً كبيراً ووصفه بالبهتان لبشاعة هذا الأمر بل وفيه لغة التهديد في قوله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا" 58 - سورة الأحزاب.

كما بيّن الشيخ العباد العقوبة الإلهية التي وعد بها الله لكل من يتسبب بأذى للآخرين، وأول تلك العقوبات "محاربة الله له كما حارب المؤمنين بأذيته، كما جاء في الحديث القدسي المروي عن الإمام الصادق (ع): ليأذن بحرب مني من آذى عبدي المؤمن، محاربته في الدنيا وتخويفه في الآخرة كما توضحها الرواية: من نظر إلى مؤمن نظرة يخيفه بها أخافه الله يوم لاظل إلا ظله"، مشددا على أن الإسلام "اعتنى بكرامة المؤمنين وحذر من أذيتهم بأقل الأمور".

بموازاة ذلك أوضح فضيلته أهمية الجزاء والآثار المترتبة على كف الأذى عن الآخرين ومن ضمنها "الفوز بالنعيم يوم القيامة، كما روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: فازوا والله الأبرار أتدري من هم ! هم الذين لايؤذون الذر، وهم أبسط خلق الله إشارة إلى اعتناء الإسلام بالإنسان والمحافظه على حقوقه المعنوية والمادية، إضافة إلى راحة البدن الناتجة عن كمال العقل والستر يوم القيامة، وإقالة عثرات الإنسان الذي كف أذاه وإساءته عن الناس".

وعلى الصعيد نفسه أعتبر الشيخ العباد أن للأذى "موارد كثيرة متشعبة منها الغيبة والنميمة والتهمه وتتبع عورات الآخرين"، لافتا إلى أن عقوبتها تتبع الله "سيئات هذا الإنسان وعثراته، ولا يتجاوز عن سيئاته، لإنه لم يتجاوز عن سيئات الآخرين ويكفيهم أذاه".

كما أكد على وجوب الإلتزام بالثقافة الدينية عند الوقوف في الطرقات، معتبرا أن للطريق حقوق، مستشهدا بوصية الرسول الأكرم (ص) "إياكم والجلوس في الطرقات، قالوا يارسول الله مالنا بد من مجالسنا، قال فإذا أبيتم إلا المجلس فاعطوا الطريق حقه، قالوا وماحقه! قال غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".

وتابع مشيرا إلى حق آخر من حقوق الطريق وهو "إماطة الأذى عن الطريق الذي ينم عن ثقافة المجتمع الواعي الساعي إلى أن يعيش الأمان، ليس فقط من جانب الإعتداء بل الأمن من خلال البيئة الصحية الخالية من الأمراض"، معتبرا أن "هذا لا يتم إلا من خلال المحافظة على نظافة البيئة".

وختم سماحته موجها "شكره الكبير إلى الشباب من أهالي مدينة العمران"، معتبرا أنهم "شباب يمتلكون الوعي وثقافة الإهتمام بالجمال والنظافة حتى أنه انعكس ذلك الوعي واقعاً على المدينة من خلال تواصلهم مع المجلس البلدي، وتقديم الخدمات التي تحتاجها المدينة من الإعتناء بالحدائق وغيرها"، داعيا الشباب للمشاركة في حملة تجميل منتزه الأحساء الوطني والتي ستقام يوم الجمعة الواقع في 1438/6/4، لتجسيد ثقافة النظافة التي دعى إليها الإسلام الحنيف.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد