مقالات

الإمام الحسين والقرآن الكريم (1)

 

الشيخ مرتضى الباشا .. 

العلاقة بين العترة الطاهرة والقرآن الكريم علاقة متينة ووطيدة، فكل منهما يرشد الأمة إلى الآخر ويبينّ فضله ويوصي به. لذا قال رسول الله - صلّى الله عليه وآله - (إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإن اللطيف الخبير قد عهد إليّ أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض كهاتين - وجمع بين مسبحتيه - ولا أقول كهاتين - وجمع بين المسبحة والوسطى - فتسبق إحداهما الأخرى، فتمسكوا بهما لا تزلوا ولا تضلوا ولا تقدموهم فتضلوا).
وأخرج مسلم في صحيحه : قال رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - : أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي.
إذن يخطأ من يظن أنه متمسك بالكتاب إذا أهمل العترة، وكذلك يخطأ من يظن أنه متمسك بالعترة إذا أهمل الكتاب. لأنهما لا يفترقان أبداً، فحيث وجدت نفسك مفترقاً عن أحدهما، فاعلم أنك قد افترقت عن الآخر أيضاً، والنجاة لا تكون إلا بالتمسك بهما معاً. ويكفي هذا الحديث الشريف الذي رواه الشيعة والسنة وصححوه في إثبات مكانة الحسين في الدين الإسلامي، وفي إثبات أن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة. إذ مفاد الحديث أن من يتخلى عن الحسين يكون فريسة للضلال والهلاك. والحسين الذي يلازم القرآن (المعصوم) في كل شؤونه ولا يفترق عنه أبداً لا بد أن يكون هو معصوماً أيضاً. بل جميع الصفات الكمالية للقرآن الكريم هي ثابتة أيضاً لقرينه الذي لا يفارقه. نعم ، ذلك الحسين لا ريب فيه، هدى للمتقين، مبين، وتبيان لكل شيء، ويهدي للتي هي أقوم، وهو الفرقان، وهو المهيمن على ما بين يديه، وإذا ذكر الحسين فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون، وتربة الحسين شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً، ولئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل الحسين لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً، ويأتي رسول الله يشتكي لربه أن قومه اتخذوا هذا الحسين مهجوراً، وقال الذين كفروا لن نؤمن بالحسين ولا بالذين بين يديه، وهو الحسين العظيم الحكيم المجيد ذي الذكر، وللذكر فهل من مدكر، وقال الذين كفروا لا تسمعوا للحسين والغوا فيه لعلكم تغلبون، فلماذا لا يتدبرون الحسين أم على قلوب أقفالها؟! فاقرأوا ما تيسر من الحسين.

أيها الأحبة !! خذوا دينكم ودنياكم وآخرتكم من الحسين تسعدوا وتهتدوا. ويتضح من خلال حديث الثقلين السابق أن المفسّر الحقيقي للقرآن الكريم ومعانيه وموضح المحكم من المتشابه، والناسخ من المنسوخ، إنما هم العترة. فانظر كيف ترك الكثير من البشر تعلّم معاني القرآن وحقيقته عن طريق قرين القرآن، وذهبوا يبحثون عن معاني القرآن وأحكامه عن طرق أخرى، فضلوا وأضلوا.
ونحن في هذا المقال نتوقف عند بعض المواقف والأدلة التي توضح لنا شيئاً من علاقة الإمام الحسين بالقرآن الكريم:


الموقف الأول: آية التطهير:
قال الله تعالى ﴿إِنَّمَا يُرِ‌يدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّ‌جْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَ‌كُمْ تَطْهِيرً‌ا﴾ ولا خلاف بين علماء المسلمين في دخول الحسين ضمن أهل البيت. وفي صحيح مسلم: قالت عائشة خرج النبي صلى الله عليه وآله سلم غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ثم جاء الحسين فدخل معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ثم قال إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً.

إذن هذه الآية الكريمة التي كان يكررها رسول الله على باب بيت فاطمة ستة أشهر عندما يخرج إلى صلاة الفجر توضح لنا العناية الأزلية التي تعلقت بالحسين - عليه السلام- وهو لم يبلغ العاشرة من العمر. فالحسين لا يقصد ولا يريد الرجس، بل الرجس والدنيا يطلبان الحسين، ولكن العناية الإلهية محيطة بالحسين فتذهب عنه الرجس، ويتولى العليم القدير الرحيم - جلّت قدرته وعظمته - تطهير الحسين، فما بالك بإنسان يتولى الجليل تطهيره تطهيراً، أترى يبقى عليه شيء من درن الدنيا وأهواء الشيطان ؟!
وحيث كانت هذه العناية والإرادة الإلهية أزلية فهذا يكشف لك عن عظمة الحسين عند الله تعالى قبل هذه النشأة، وهذا شعاع من اعتقادنا بأنهم كانوا أنواراً بعرش الله محدقين.
( أ ) عندما أمر الله تعالى ملائكته بالسجود لآدم - عليه السلام- سجدوا إلا إبليس، فقال الله تعالى ﴿قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْ‌تَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ﴾.
والسؤال الاستنكاري المطروح على إبليس: هل سبب عدم سجودك هو استكبارك يا إبليس؟ أو لأنك من العالين الذين لم يؤمروا بالسجود لآدم؟ ولا شك أن العالين كانوا موجودين قبل خلق آدم.

فمن أولئك العالون الذين أشار القرآن إلى وجودهم في ذلك العالم وإلى أفضليتهم على آدم وعلى الملائكة أيضاً؟ إنهم أنوار محمد وآل محمد - صلّى الله عليه وآله- .
( ب ) وهكذا تلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه، وفي الحديث أنه سأل ربه بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين - عليهم السلام -.
( ج ) وهكذا ينطلق الشيطان ليتوعد آدم وذريته ﴿قَالَ رَ‌بِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ﴾ فالشيطان يعترف منذ ذلك الحين بعدم قدرته على صنف معين، وهم المخلَصون، وعلى رأس المخلَصين خاتم الأنبياء والمرسلين وعترته الطاهرة.

بل إن المشروع الإلهي هو جعل خليفة لله في الأرض، فمَن مِن البشر جسّد تلك الخلافة وقام بحقها؟! إنهم محمد وأهل بيته - صلوات الله وسلامه عليهم- . فالحسين خليفة الله في أرضه، ويجب التوقف ملياً لندرك ما لخليفة الله من مؤهلات وصفات كمالية ووجودية بحيث يصبح هو الممثل والخليفة عن الله تعالى في الأرض.


الموقف الثاني : آية المباهلة :
قوله تعالى ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّـهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾.
قال الحاكم النيسابوري: (وقد تواترت الأخبار في التفاسير عن عبد الله بن عباس وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخذ يوم المباهلة بيد علي وحسن وحسين وجعلوا فاطمة وراءهم ثم قال هؤلاء أبناءنا وأنفسنا ونساؤنا فهلموا أنفسكم وأبناءكم ونساءكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين).
يطلب الله تعالى من رسوله وحبيبه أن يخرج بثقله وأقرب الناس لديه للمباهلة مع نصارى نجران. ويبدأ ذلك بدعوة الأبناء، والحسنان لم يصلا إلى مرحلة التكليف، ولكن القرآن - في تلك الواقعة- يريد للحسنين أن يكون لهما دور في إثبات أحقية الدين الإسلامي قبل أن يكون للسيدة الزهراء ولأمير المؤمنين. وهكذا يخرج الحسين مع جده وأبيه وأمه وأخيه ليخلد القرآن الكريم ذلك الموقف، ويبقى صادحاً به إلى يوم القيامة؛ بأن استمرار الدين الإسلامي مرهون بجهد هؤلاء الخمسة، وليعلم العالم بأسره أن للحسين منذ ذلك الوقت ، وقبله وبعده دور رائد ورئيسي ومحوري في الإسلام، ولا ينهض الإسلام بدون الحسين. فالحسنان الذين هما سيدا شباب أهل الجنة أ ترى أن الله تعالى جعلهما سيدي شباب أهل الجنة لمجرد العلاقة النسبية مع رسوله؟ بل لأن دورهما في هداية البشر تفوق جميع ما بذله الصحابة وغيرهم.


الموقف الثالث: آية المودة :
قال الله تعالى ﴿ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ‌اللَّـهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرً‌ا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْ‌بَىٰ وَمَن يَقْتَرِ‌فْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ‌شَكُورٌ‌﴾.
وقد اتفق جميع المسلمين على وجوب مودة أهل البيت وإن اختلفوا في بعض الأدلة. يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى (محبتهم عندنا فرض واجب يؤجر عليه)، فهل ترى أن الله تعالى أوجب محبة الحسين لمجرد أنه ابن بنت رسول الله، أم أن محبة الحسين لها دور في الدين وفي شريعة سيد المرسلين.
إن محبة الحسين - أيها الأخوة - لهي سبب في الاتباع واقتفاء الأثر والاقتداء، لذا نجد أن القرآن الكريم ربط بين المحبة والاتباع في قوله تعالى ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ‌لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ‌رَّ‌حِيمٌ﴾. وقد ربط الإمام الصادق - عليه السلام- بين حب الحسين وبين الخير، فقال في الرواية : من أراد الله به الخير قذف في قلبه حب الحسين ( عليه السلام ) وحب زيارته ، ومن أراد الله به السوء قذف في قلبه بغض الحسين وبغض زيارته.
وروي عن الإمام الباقر - عليه السلام - : وهل الدين إلا الحب.
تعصي الإله وأنت تظهر حبه * هذا لعمرك في الفعال بديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته * إن المحب لمن أحب مطيع


الموقف الرابع : سورة الإنسان :

روي عن الإمام الباقر - عليه السلام - في قوله تعالى : ( يوفون بالنذر ويخافون ) قال مرض الحسن والحسين -عليهما السلام- وهما صبيان صغار فعادهما رسول الله -صلى الله عليه وآله- ومعه رجلان فقال أحدهما يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك نذراً إن الله عافاهما ، فقال أصوم ثلاثة أيام شكراً لله تعالى وكذلك قالت فاطمة -عليها السلام-. وقال الصبيان: ونحن أيضا نصوم ثلاثة أيام، وكذلك قالت جاريتهم فضة، فألبسهما الله العافية فأصبحوا صياماً وليس عندهم طعام، فانطلق علي - عليه السلام - إلى جار له من اليهود يقال له شمعون يعالج الصوف ، فقال هل لك أن تعطني جزة من صوف تغزلها لك ابنة محمد بثلاثة أصواع من شعير؟ قال : نعم فأعطاه فجاء بالصوف، والشعير وأخبر فاطمة -عليها السلام- فقبلت وأطاعت ، ثم عمدت فغزلت ثلث الصوف ، ثم أخذ صاعاً من الشعير فطحنته ، وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد قرصاً، وصلى علي مع النبي صلوات الله عليهما المغرب، ثم أتى منزله فوضع الخوان وجلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علي - عليه السلام - إذا مسكين قد وقف بالباب ، فقال السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعموني مما تأكلون أطعمكم الله من موائد الجنة. فوضع علي اللقمة من يده ،وعمدت فاطمة إلى ما كان على الخوان فدفعته إلى المسكين ، وباتوا جياعاً وأصبحوا صياماً لم يذوقوا إلا الماء القراح ، ثم عمدت إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته ثم أخذت صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد قرصاً وصلى علي المغرب مع النبي (صلى الله عليه وآله) ، ثم أتى منزله ، فلما وضع الخوان بين يديه وجلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علي إذا يتيم من يتامى المسلمين قد وقف بالباب ، فقال السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا يتيم من يتامى المسلمين أطعموني مما تأكلون أطعمكم الله من موائد الجنة ، فوضع علي اللقمة من يده، وعمدت فاطمة إلى جميع ما في الخوان ، وأعطته وباتوا جياعاً لم يذوقوا إلا الماء القراح وأصبحوا صياماً ، وعمدت فاطمة عليها السلام ، فغزلت الثلث الباقي من الصوف وطحنت الصاع الباقي ، وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد منهم قرصاً، وصلى علي المغرب مع النبي عليهما السلام ، ثم أتى منزله فقرب إليه الخوان وجلسوا خمستهم فأول لقمة كسرها علي - عليه السلام - إذا أسير من أسراء المشركين قد وقف بالباب فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، تأسروننا ، وتشدوننا ولا تطعموننا فوضع علي - عليه السلام - اللقمة من يده، وعمدوا إلى ما كان على الخوان فأعطوه ، وباتوا جياعاً وأصبحوا مفطرين وليس عندهم شيء .

قال شعيب في حديثه : وأقبل علي بالحسن والحسين عليهما السلام نحو رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهما يرتعشان كالفراخ من شدة الجوع ، فلما بصر بهم النبي قال: يا أبا الحسن شد ما يسوءني ما أرى بكم انطلق إلى ابنتي فاطمة ، فانطلقوا وهي في محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع، وغارت عيناها فلما رآها رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضمها إليه فقال : واغوثاه بالله أنتم منذ ثلاث فيما أرى وأنا غافل عنكم. فهبط جبرئيل - عليه السلام - فقال : يا محمد خذ ما هنأ الله لك في أهل بيتك ، قال : وما آخذ يا جبرئيل ؟ قال : ﴿هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ﴾ ، حتى بلغ إلى قوله : ﴿إِنَّ هَـٰذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورً‌ا﴾.
نلاحظ في هذا القصة كيف أن الحسنين - وهما صبيان- يدركان النذر وأهميته ووجوب الوفاء به، ونشاهد كيف أن الجوع الشديد لم يحبط معنوياتهما عن التصدق حتى في اليوم الثالث، كما لم يزعزع عزيمتهما على الاستمرار في الصيام، وعدم قطع الصيام حتى بشرب الماء.

إذا عرفنا ذلك نعرف صبر الحسين في صغره لمدة ثلاثة أيام بلا طعام، وبدون أن يذهب لجده النبي يشتكي الجوع، بل يتصدق بطعامه ويستمر في الصيام، هذا هو الحسين الذي وقف في كربلاء بجبال الصبر والثبات، وهو ينادي (هيهات منا الذلة) لكل جبت وطاغوت. وإنما فعل ذلك لوجه الله لا يريد منهم جزاءاً ولا شكوراً. الحسين وهو صبي يخاف من ربه يوماً عبوساً قمطريراً.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد