مقالات

واحد = سبعة مليارات!


الشيخ علي رضا بناهيان ..

نحن نُقيم لله تعالى وزناً عظيماً.. عظيماً جداً. ونعطي لأوامر الله قيمة كبرى أيضاً. كما أننا نُولي أهمية كبيرة لآخرتنا. وكذا الحال بالنسبة لأولياء الله. هذا ما نردّده باستمرار. لكن ما لا نتطرّق إليه إلا قليلاً هو أن حياة الإنسان عندنا مهمّة غاية الأهمية.
ليَعلَم الكثير من أتباع المذهب الإنساني ومن يهوَون تحليل كل شيء من منطلقات دنيوية أرضية ويمنحون الإنسان - على حدّ قولهم – قيمة عليا، ليعلموا أن الذي يفوق كل مذهب فكري يمكن أن يوجَد في العالم من حيث القيمة التي يوليها لحياة البشر هو «ديننا الإسلامي».
الأسلوب الذي تحدث به القرآن الكريم عن قيمة حياة الإنسان قد غَلّ أيدي الجميع من أن يأتوا ولو بما يشبهه. جاء في سورة المائدة، الآية 32: «مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَميعاً» فالذي يقتل شخصاً واحداً ويسلُب منه حياتَه هو كالذي قتَل الناس جميعاً!
«وَمَنْ أَحْياها فَكَأَنَّما أَحْيَا النَّاسَ جَميعاً» إذن قيمة حياة شخص واحد تساوي قيمة حياة البشر كافة. حسنٌ، فليأتِ أحدٌ بقولٍ أعظم. اُذكر النجوم وجميع المجرات وقل: قيمة حياة إنسان واحد تفوق جميع المجرات! لكننا أتينا بما هو أعظم من ذلك! فما المجرّات لكي تُقاس بجميع البشر؟! قيمة البشر تسمو على المجرات.
إننا ننتقد الظالمين باستمرار وننسى أن نقول: حقاً.. عندما يغلي الدم في عروقنا لدى سماع أخبار بورما ونَعتبِر أن كل من يقف كالمتفرّج أمام قتل البشر ظلماً وفساداً هو حيوان ولا نصنّفه في عداد البشر، ننسى أن نقول: حقاً.. أتدري لماذا يغلي الدم في عروقنا؟ لأن ديننا يُولي كل هذه القيمة لحياة إنسان واحد فقط. فهي تعادل حياة البشر كافة.
الإنسان المتربّي في أحضان الدين هو الذي يرفض الظلم. إياك أن تقتُل أمامَه بريئاً! فإنه سيهتاج. وسيقطع دابِرَك من هذا العالَم! لا بد أن يُقال لزعماء دول الاستكبار الذين يقتلون البشر كشربة الماء تماماً: هؤلاء المسلمون سيبيدون يوماً ما نسلَكم، أنتم القتَلَة، من على وجه الأرض، فليس مَن هو أخبث منكم! مالنا لا نشاهد هذه الأدبيات في ساسَتنا؟!

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد