من التاريخ

شعراء الشيعة


الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ..
...واعطف نظرك على أشهر شعراء الإسلام ، وذوي الرايات والأعلام منهم ، فهل تجدهم إلاّ من الشِّيعة ، وهم على طبقات :
الأُولى : طبقة الصَّحابيين : وأعاظم شعراء هذه الطبقة كلّهم من الشِّيعة ، أوَّلهم النّابغة الجعدي ، شهد مع أمير المؤمنين عليه‌السلام صفين ، وله فيها أراجيز مشهورة  ، وعروة بن زيد الخيل ، وكان معه بصفين أيضاً ، ولبيد بن ربيعة العامري نصَّ جماعة على تشيِّعه  ، وأبو الطفيل عامر بن واثلة المشهور ، وأبو الأسود الدؤلي ، وكعب بن زهير صاحب ( بانت سعاد ) ، وكثير من نظرائهم.
الطبقة الثانية : المعاصرة لطبقة التابعين : كالفرزدق ، والكميت ، وكثير عزَّة ، والسيِّد الحميري ، وقيس بن ذريح وأقرانهم.
الطبقة الثالثة : من بعدهم من أهل القرن الثاني : كدعبل الخزاعي ، وأبي نؤاس ، وأبي تمّام ، والبحتري ، وديك الجن عبدالسلام ، وأبي الشيص ، والحسين بن الضحّاك ، وابن الرومي ، ومنصور النّمري ، والأَشجع الأسلمي ، ومحمَّد بن وهيب ، وصريع الغواني.
وبالجملة : فجلّ شعراء الدولة العبّاسية في هذا القرن والَّذي بعده كانوا من الشِّيعة ، عدا مروان بن أبي حفصة وأولاده.
وكذلك الطبقة الرابعة أهل القرن الرابع من الثلاثمائة فما بعد : مثل متنبي الغرب ابن هاني الأندلسي ، وابن التعاويذي، والحسين بن الحجّاج صاحب المجون ، والمهيار الديلمي ، وأمير الشعراء الَّذي قيل فيه : بُدئ الشِعر بملِك وخُتِم بملِك ، وهو أبو فراس الحمداني. وكشاجم ، والناشئ الصغير ، والناشئ الكبير ، وأبو بكر الخوارزمي ، والبديع الهمداني ، والطغرائي ، وجعفر شمس الخلافة ، والسري الرفاء ، وعمارة اليمني ، والوداعي ، والخبز أرزي ، والزاهي ، وابن بسّام البغدادي ، والسّبط ابن التعاويذي ، والسَّلامي ، والنامي.
وبالجملة : فأكثر شعراء ( يتيمة الثعالبي ) ـ وهي أربع مجلدات ـ من الشِّيعة ، حتى اشتهر وشاع من يقول : ( وهَلْ تَرى مِنْ أديبِ غيرَ شيعي ).
وإذا أرادوا أنْ يُبالغوا في رقة شعر الرجل وحسنه قَالوا : يَتَرفَّض في شعره.
وقد يُعدّ المتنبي وأبو العلاء أيضاً من الشِّيعة ، وربما تشهد بعض أشعارهم بذلك ، راجع الجزء الثاني من ( المراجعات الريحانية ) وافهم هذا وتدبَّر.
هذا سوى شعراء الشِّيعة من قريش خاصة ، مثل : الفضل بن العبَّاس ابن عتبة بن أبي لهب ، المُتَرجَم في الأغاني وغيره ، وكأبي دهبل الجمحي وهب بن ربيعة.
أو من العلويين خاصة. كالشريفين الرَّضي والمرتضى ، والشريف أبي الحسن علي الحِمّاني بن الشَّريف الشّاعرِ محمَّد بن جعفر بن محمَّد الشَّريف بن زيد بن علي بن الحسين عليهم‌السلام وكلّهم شعراء ، وكان الحِمّاني يقول : أنا شاعر وأبي شاعر وجدي شاعر. ومحمَّد بن صالح العلوي الَّذي ترجمه في الأغاني وذكر له نفائس الشعر  ، والشَّريف ابن الشجري ... إلى كثير من أمثالهم من شعراء الشَّيعة العلويين.
راجع كتاب ( نَسمة السَّحر فيمن تَشيَّع وشعر ) للشريف اليماني تجد نبذة صالحة منهم.
بل ومن شعراء الأمويين الشَّيعة : كعبد الرحمن بن الحكم أخي مروان ابن الحكم  ، وخالد بن سعيد بن العاص ، ومروان بن محمَّد السروجي أموي شيعي ، هكذا ذكره الزمخشري في ( ربيع الأبرار ) على ما يخطر ببالي وأنشد له :
يَا بَني هاشِمَ بن عبد مُنافٍ  
انَّني (مِنكًم) بكُلِ مَكانِ
أنتمُ صَفوةُ الإلهِ وَمِنكُم  
جعفرٌ ذُو الجَناَحِ وَالطَّيرانِ
وعليٌ وحمزةُ أسدُ اللهِ  
وبنت النبيِّ وَالحسنانِ
ولئِنْ كنتُ مِنْ أميّة إني  
لَبَريءٌ مِنهُم الى الرَّحمنِ
وكأبي الفرج الأصبهاني صاحب ( الأغاني ) و ( مقاتل الطالبيين ) ، وكالأبِيوَرْدي الأموي الشّاعر المشهور صاحب (النجديات) و ( العراقيات ) ، وغيرهم ممَّن لا تحضرني السّاعة أسماؤهم ، وكنت  قد  وقفتُ على جماعة من الشَّيعة الأمويين ، ولكنِّي اكتب هذا الكتاب على جري القلم ، وترسّل الطبع ، وما هو العتيد الحاضر في الخاطر ، من دون تجديد مراجعة كتاب أو مطالعة باب.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة