رسول الحسين إلى أشراف البصرة هو أول من استُشهد في طريق نهضة الحسين (ع) فقد ذكر عدد من المؤرِّخين أنَّ الإمام الحسين (ع) بعث برسولٍ له إلى رؤوس الأخماس وأشراف البصرة، فكان منهم مالك بن مسمع البكري، والأحنف بن قيس والمنذر بن الجارود، ومسعود بن عمرو، وقيس بن الهيثم، وعمرو بن عبيد الله بن معمر، فكانت رسالته إليهم نسخة واحدة
فالمضلِّون يحملون أوزار ضلالهم، ويحملون في ذات الوقت أوزار إضلالهم، فلأنَّ الضلال الذي وقع فيه غيرُهم كان مُسبَّباً عن إضلالهم لذلك فهم يحملون أوزارَ هذا الإضلال، فالإضلالُ كان من فعلِهم وسوءِ اختيارهم لذلك فهم يتحمَّلون تبعاتِ أوزاره، وهذا لا ينفي عن الضالِّين تبعاتِ ضلالهم الذي وقعوا فيه عن اختيارٍ منهم
أقول: ذكرت الرواية سورة القمر مرَّتين المرة الأولى بعنوان: (اقتربت الساعة) والمرَّة الثانية بعنوان: (القمر) وهو اشتباه إما من الراوي أو الناسخ والذي يؤكد الاشتباه أنَّ الرواية ذكرت في ذيل ما نزل بمكة قوله: فهذه أنزلت بمكة وهي خمس وثمانون سورة ولو تم حساب عناوين السور التي أفادت الرواية أنَّها نزلت بمكة لكانت ستٌّ وثمانون عنوان وما ذلك إلا لأنَّ سورة القمر ذكرت مرَّتين مرة بعنوان اقتربت الساعة ومرَّة بعنوان القمر.
فالرؤية البصريَّة الحسيَّة لله جلَّ وعلا ممتنعةٌ امتناع استحالة بمقتضى الأدلَّة والبراهين القطعيَّة، ولهذا يتعيَّن صرفُ كلِّ نصٍّ يظهر منه بدْوَاً إمكان الرؤية، فمثل هذه النصوص محتفَّةٌ دائماً بهذه القرينة وهو ما يمنع من ظهورها في إمكان الرؤية البصريَّة وتعيُّن صرفها إلى معنىً لا يتنافى مع مقتضيات الأدلَّة والبراهين العقليَّة تماماً كما لو قال أحدهم زارني أسدٌ وتحدَّث إليَّ وخطب مني ابنتي فزوَّجته إيَّاها
وفي المقام أخبر أو شبَّه القرآنُ أجزاءَ الجبال بعد البسِّ والفتِّ بالهباء المنبثِّ في الهواء، وهو الغبار الدقيق الذي لا يكادُ يُحسُّ، ولا يظهر في الظلِّ لتناهي ذرَّاته في الصغر، نعم يُمكن رؤيته وهو يدخلُ من كوَّة البيت إذا طلعت الشمس، فيبدو وكأنَّه شعاعٌ متَّصل يتخلل المنافذ، وفي ذلك تعبير عن أنَّ البسَّ والفتَّ للجبال سوف يكون في غاية الشدَّة
فكلمة (عسى) من أفعال الرجاء وهي من الله تعني الوعد المُلازم لحتمية الوقوع، وكلمة (مقاماً) مصدرٌ ميمي أو قل مفعولٌ مطلق للفعل يبعثُك من غير جنسه أي من غير لفظه، فيكون المعنى يبعثُك مبعثاً أنت محمود فيه، أو أنَّ (مقاماً) مفعولٌ مطلق للفعل يبعثُك لتضمينه معنى يُقيمُك، فمعنى يبعثك مقاماً هو يقيمك مقاماً و (محموداً) صفة للمقام، وقد يكون (مقاما) مفعولًا مطلقًا لفعلٍ محذوفٍ والتقديرُ يبعثك فيُقيمك مقاماً محموداً.
هذه الرواية لم تَردْ من طرقنا ولكنَّها مناسبةٌ لظاهر الآية المباركة فإنَّ الاتِّهام بالقتل بغير وجه حقٍّ لرجلٍ صالح فضلاً عن نبيٍّ من أنبياء الله هو من أعظم الأذى وأشدِّه على النفس خصوصاً إذا صدر ممَّن يُنتظر منهم الإيمان المطلق بمَن اتَّهموه لكثرة ما وقفوا عليه من الآيات والبيِّنات الكاشفة عن عظيم شأنه عند الله تعالى والكاشفة في ذات الوقت عن كمال صفاته وكريم أخلاقه وحميد سجاياه
يظهر من الآية المباركة أنَّ ثمة جماعةً من المسلمين كانوا يُؤذون النبيَّ الكريم (ص) فخاطبتهم هذه الآية بالنهي عن إيذائه كي لا يكونوا كبني إسرائيل الذين آذوا موسى (ع) فبرأه الله تعالى ممَّا قالوا، ويظهر من الآية المباركة أنَّ طبيعة الإيذاء كان بقول الفرية والبهتان والاتِّهام بغير وجه حقٍّ فذلك هو ما يحتاج إلى أنْ يُظهرَ اللهُ تعالى براءته.
ورواياتٌ أخرى عديدة قريبةٌ من هذا المضمون، وعليه فلا يُمكن الاستدلال بالآية الشريفة على جواز الأكل من ذبائح أهلِ الكتاب بعد أنْ أفاد أهلُ البيت (ﻉ) أنَّ المراد من الطعام في الآيةِ الشريفة غيرُ شاملٍ للذبائح بل هو مختصٌّ بمثل الحبوب، وأهلُ البيت (ﻉ) أعلمُ الناس بمعاني آياتِ الله جلَّ وعلا ومقاصدها.
فالتَّكوير يعني الاستدارة، ولا معنى لاستدارة الليل والذي هو الظّلمة لولا كرويّة الأرض حيث تستدير الظّلمة حول الوجه المستدبر للشّمس، ويستدير الضّوء حول الوجه المستقبل للشّمس، ولأنّ الأرض في حالة دوران حول نفسها اقتضى ذلك أن يتحوّل الضوء من جهة إلى جهة أخرى فيكون في الموقع الذي كانت الظلمة تغشاه، وبذلك يُصبح الموقع الذي كان الضّوء يغشاه مظلمًا
هذا مضافًا إلى أنَّ من المعلوم تأريخيًّا أنَّ ملك سليمان لم تتسع رقعتُه لعموم أرجاء الأرض بل ولا لِما دون ذلك بكثير، فلتكن هذه قرينة على أنَّ سليمان (ع) لم يكن يقصدُ من دعائه السعة في الملك من حيث المساحة، إذ أنَّ ظاهر الآية وكذلك الروايات أنَّ الله تعالى قد استجاب لدعائه رغم أنَّ من المقطوع به أنَّ ملكه لم يستوعب الأرض بل لم يستوعب إلا مساحةً محدودة منها.
السيد عباس نور الدين
السيد عبد الأعلى السبزواري
الشيخ محمد صنقور
الشيخ محمد مهدي شمس الدين
حيدر حب الله
الشيخ فوزي آل سيف
عدنان الحاجي
الشيخ محمد جواد مغنية
الشيخ جعفر السبحاني
السيد منير الخباز القطيفي
حسين حسن آل جامع
عبدالله طاهر المعيبد
الشيخ علي الجشي
حبيب المعاتيق
شفيق معتوق العبادي
جاسم بن محمد بن عساكر
رائد أنيس الجشي
ناجي حرابة
السيد رضا الهندي
عبد الوهّاب أبو زيد
البكاء على الحسين (ع) ودوره في إحياء الأمة (1)
خصائص الأخلاق في القرآن الكريم
أول شهيد في طريق نهضة الحسين (ع)
شهداء كربلاء من بني هاشم
كيف نستفيد من عاشوراء؟ (3)
يوميّات الإمام الحسين (ع) في كربلاء (3)
حكاية من مسلم
مسلم بن عقيل: السّفير الملهم
سبب تخلّف ابن الحنفية عن أخيه الحسين (عليه السلام)
في أي سنّ يستطيع الطفل ربط الأشياء بأسمائها حتى لو لم يسبق له رؤيتها؟