مقالات

عيد الفطر عيد اجتماع الأمة وتآلفها وصلاته تجسيد لوحدتها


الإمام الخامنئي دام ظله ..
عيد الشكر لله
إنّ عيد الفطر هو في الحقيقة عيد الشُكر؛ شُكر الله على توفيقه لنا لقضاء شهر في ضيافته الكريمة. وشُكر التوفيق للعبادة والذكر والخشوع ومناجاته تعالى.

عيد الفطر يوم تسلُّم المكافأة الإلهية
إنّ عيد الفطر في الواقع عيد حقيقي للناس السعداء والمؤمنين. إنه بالفعل يوم تسلُّم المكافأة من الله تعالى، عن شهر رياضة اختيارية؛ تحمّل اختياري: تحمّل اختياري للجوع والعطش. إنه يوم تسلم المكافأة عن شهر ضبط الشهوات البشرية والإنسانية طوال النهار.
وقد يكون من أبرز مصاديق العطاء في هذا اليوم، أنْ يشملنا الله برحمته حتى حلول شهر رمضان القادم. و بذلك نكون قد أدركنا العيد الحقيقي.
وإن أكرم هديّة ينبغي أن تقدّمها أمّة المصطفى للرسول(صلى الله عليه وآله) في عيد الفطر هي الحرص على التأليف بين القلوب. وأن تحفظ وحدتها وتصون عزّة وكرامة النبي (صلى الله عليه وآله).

عيد الأمّة الواحدة
من أهمّ خصوصيّات عيد الفطر كما يستشفّ من مجموع الآثار والروايات الصادرة عن عظماء الدين أنّه عيد الأمّة الواحدة: "اَلَّذى جَعَلتَهُ لِلمُسلِمينَ عيدا". أي إنّه عيد كلّ المسلمين.

عيد اجتماع الأمة وتآلفها
عيد الفطر هو في الواقع عودة إلى الفطرة؛ الفطرة الإنسانية التوّاقة إلى الله تعالى والى ذكره وتوحيده، وإلى المحور الواحد المتعالي الذي يمكن أن تجتمع عنده كل آمال الإنسان وإحساساته متآلفةً بعضها مع البعض الآخر في وحدة وانسجام.
والسبب هو أن القلوب ترقّقت وتنوّرت طوال شهر رمضان، وضعفت عوامل الاختلاف الشيطانية في ضمائر الناس.
على العالم الإسلامي أن يجعل من عيد الفطر يوماً للوحدة والتلاحم، ويستغلّه في العودة إلى الذات ومراقبة النفس ومحاسبتها. فالأمة الإسلامية اليوم بأمس الحاجة إلى ذلك.

صلاة العيد تجسيد لوحدة المسلمين
صلاة عيد الفطر بدورها تجسيد لهذه الوحدة في كل منطقة من مناطق العالم الإسلامي . إنّ هذا الكلام يصدق على المستوى الوطني، ويصدق كذلك على المستويات والأبعاد الواسعة للأمة الإسلامية.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد