من التاريخ

محمّد بن عمر الكشي


الولادة
أبو عمرو، محمّد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي، من أجلّ علماء الشيعة في القرن الثالث والرابع الهجريّ، ولم نعثر على تاريخ ولادته بالتحديد، وأمّا لقبه بالكشي، فهو نسبة إلى منطقة ‍"كش" من نواحي سمرقند في آسيا الوسطى.


الشخصيّة
أهمّ جانب في حياة كلّ من علماء الدين الملفت للنظر، الشخصيّة العلميّة والاجتماعيّة والدينيّة, وإنّ محمّد الكشي من أبرز وجوه الشيعة في القرن الرابع الهجريّ وكان صديقاً حميماً لثقة الإسلام الكليني مؤلّف السفر الجليل (الكافي).
وكان الكشي والكليني يشاركان الكثير من الأساتذة والمشايخ والتلاميذ وهذا إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ علي الصداقة الحميمة والولاء الشديد بينهما.


عصر حياته
عاصر الكشي الغيبة الصغري للإمام المهدي المنتظر «عج» وكان يقيم في بغداد مثل الكليني لذلك فلا بدّ أنه قد كان على اتصال مباشر مع النواب الخواص للإمام (عليه السلام).
وبالنظر إلى عصر بدء غيبة الإمام الحجّة المنتظر (عجّل الله فرجه الشريف) والحاجة الملحّة إلى تنقيح وتصفية الأحاديث والروايات الدينيّة من الروايات المجعولة والموضوعة ومن الرواة المطعون فيهم والكذّابين، فقد بدأ أبو عمرو الكشي أهمّ وأوّل جهوده في تأليف كتاب رجاليّ قيّم ليتمكّن الرواة وعلماء الدين بالرجوع إلى كتابه وعرض صورة نزيهة وسليمة عن الدين الإسلامي لجماهير المسلمين والسير بهم إلى الطريق القويم المستقيم.
ولم تتوفّر لدنيا المعلومات الكافية عن تفاصيل حياة أبو عمرو الكشي وأسفاره ولكن تزامن عصره مع الشيخ الجليل الكليني كشف الكثير من خبايا حياته، لأنّ ذلكما الصديقان الحميمان كانا دوماً يشتركان في مختلف مراحل وشؤون الحياة وكانا يتحرّكان ويسيران معاً على مسيرة واحدة.


الوثاقة
يكفي الكشي وثاقة واعتباراً أنّه كان عالماً رجالياً عظيماً معتمداً عليه كشيخ الطائفة الشيخ الطوسي، فإنّه قد روى بعض الثقات كتابه، وأملاه هو على تلامذته أيضاً. كما لا نجد في فهرست الشيخ الطوسي وباقي المصادر شيئاً غير التمجيد والتبجيل له. يقول الشيخ في "الفهرست": ‍"إنّه ثقة بصير بالأخبار وبالرجال، حسن الاعتقاد".


توجيه روايته عن الضعفاء
والنقطة الملفتة للنظر في حياة الكشي هو أنّ النجاشي يقول عنه في الفهرست: «إنّه كان ثقة عيناً وروى عن الضعفاء كثيراً ..» في حين أنّ نقل الروايات عن الضعفاء يعتبر قدحًا ومنقصة لكبار المتقدّمين.
وممّا يقال في توجيه هذا الكلام:
أوّلاً: إنّ النجاشي يصرّح بنفسه "أنّه كان ثقة عينا".
ثانياً: يحتمل أنّ أساتذة ومشايخ الكشي كانوا يعتبرون ضعفاء ومطعونًا فيهم في نظر النجاشي، ولكن أولئك لم يكن لهم أيّ منقصة أو ضعف بنظر الكشي وغير ذلك من التوجيهات..


الأساتذة
نقل أبو عمرو الكشي الرواية عن أكثر من خمسين شخصاً وكان يعدّ من المعروفين بكثرة المشايخ، فمن مشايخه:
1- محمّد بن مسعود العياشي، صاحب التفسير القيّم والشريف تفسير العياشي.
2- أبو القاسم، نصر بن صباح البلخي.
3- إبراهيم بن عيّاش القمّي.
4- حسين بن بندار القمّي.
5- أحمد بن علي القمّي.
6- أحمد بن يعقوب، أبو علي البيهقي.
7- محمّد بن أحمد بن شاذان.
8- محمّد بن قولويه القمّي، والد ابن قولويه صاحب كامل الزيارات.


التلامذة
من أبرزهم
1- جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي المتقدّم.
2- هارون بن موسى التلعكبري المتقدّم.
3- أبو أحمد، عيسى بن حيّان النخعي.
4- حيدر بن محمّد بن نعيم السمرقندي.


المؤلّفات
الكتاب الوحيد المتبقّي من آثار أبي عمرو الكشي في عصر الغيبة الصغرى هو كتاب "معرفة الناقلين عن الأئمّة الصادقين عليهم السلام. وكما جاء في ملاحظات كتاب "رجال الكشي" أنّ النسخة الأصليّة للكتاب غير موجودة، وقد كانت منعدمة في القرنين السادس والسابع الهجري ولم يعثر على أيّ نسخة منها. والكتاب الوحيد المتواجد الآن منه هو اختيار معرفة الرجال، فإنّ هذا كتاب هو المنتخب والمهذّب من كتاب "رجال الكشي" الذي أملاه الشيخ الطوسي على أحد تلامذته في القرن الخامس الهجري سنة 456هـ, ويقول الشيخ العلاّمة آقا بزرگ الطهراني في "الذريعة" أنّ كتاب "فهرست الكشي" من تأليفاته ويستدلّ بعبارة يذكرها الكشي في ذيل موضوع في كتاب الرجال، حيث يقول: ‍‍«ذكرناها نحن في كتاب الفهرست".
ولكن بالنظر إلى أنّنا لم نر في مصدر آخر ذكر كتاب كهذا للكشي، والثاني إنّ العبارة هذه قد وردت في "اختيار معرفة الرجال"  منتخب الشيخ الطوسي من كتاب الكشي  وإنّ للشيخ الطوسي كتابًا أيضاً بعنوان "الفهرست" لذلك يحتمل أنّه يقصد بذلك كتابه الفهرست، وعليه فليس للكشي كتاب باسم الفهرست.


الوفاة
للأسف أنّ تاريخ وفاة الكشي غير محدّد كما هو الحال لتاريخ ولادته, وبناء على بعض الأقوال فإنّه يمكن أن يكون قد توفّي في منتصف القرن الرابع أي حوالى 350هـ.

*المركز الإسلامي للتبليغ

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد