من التاريخ

الفضل بن شاذان


اسمه وكنيته:
هو الفضل بن شاذان بن الخليل أبو محمد النيسابورى الأزدى.
ولادته:
ولد في أواخر القرن الثاني الهجري.
مكانته العلمية:
كان من أصحاب الإمامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما السلام، يُعدُّ من شيوخ الشيعة الإمامية المشهورين في علوم الفقه والقرآن وغيرهما.
كان من علماء الكلام المعروفين في ذلك الوقت ، الذي كانت فيه نزعات المُرجِئة ، والحشوية ، والقرامطة ، والغلاة، تحتل الصدارة في تفكير المجتمع.
وكان من نتيجة ذلك أن درس الفضل هذه المذاهب والآراء ، وحاكم تلك الأفكار والاتجاهات ، فكانت معظم كتبه تبحث في هذه المواضيع دراسة وردّاً ونقداً.


كلمات الإطراء عليه:
ثناء الإمام الحسن العسكرى عليه السلام فى حقه بعد عرض كتابه عليه حيث قال فيه: أغبط أهل خراسان بمكان الفضل بن شاذان وكونه بين أظهرهم.
وقال عنه النجاشى: أحد أصحابنا الفقهاء والمتكلمين، وله جلاله فى هذه الطائفه، وهو فى قدره أشهر من أن نصفه.
وأثنى عليه شيخ الطائفه بقوله: الفضل بن شاذان فقيه متكلم جليل القدر.
وبجّله العلامه بهذه العباره: كان ثقه جليلًا فقيهًا متكلمًا، له عظم شأن فى هذه الطائفه. وهذا الشيخ أجل من أن يغمز عليه، فإنه رئيس طائفتنا رضى ‏اللّه.
وقال عنه الحجه السيد حسن الصدر: الشيخ الفضل بن شاذان بن الخليل أبو محمد الأزدى النيشابورى، أحد شيوخ أصحابنا الفقهاء المتكلمين والجامعين لجميع فنون الدين، وكان له جلاله فى هذه الطائفه، وهو فى قدره أشهر من أن نصفه.
وقال المحدث القمى عنه: كان ثقه جليل القدر فقيهًا متكلمًا، له عظم شأن فى هذه الطائفه.


أسرته:
والذى يبدو من أحوال أسرة آل شاذان أنها أسرة عربيه من الأزد، إلا أنه لم يعلم على وجه الدقه منحدرها وموطنها الأصلي.


نشأته وبيئته:
ليس فيما نملكه من معلومات حول بدايات نشاه المترجم له ما يلقى الضوء على الخطوط التفصيليه للأدوار الأولى لحياته وما اكتنفها من ملابسات، إلا أن ثمه معلومات يسيرة تكشف عن بدايات نشأته فى دراسه العلوم الشرعيه، وتعرفه على الحسن بن علي بن فضال الذى كان من خواص الرضا عليه السلام، والموصوف بجلاله القدر وعظيم المنزلة والزهد والورع والوثاقة.
والمستند فى ذلك هو ما أورده النجاشى فى ترجمة ابن فضال فى حديث عن ابن شاذان فصل فيه قصه تعرفه على ابن فضال ولحوقه به فى الكوفة وقرائته عليه كتاب ابن بكير، وكذلك يتضمن الخبر قراءته فى مبتدأ أمره على يد اسماعيل بن عباد فى مسجد الربيع فى قطيعة الربيع.
ثم التحق بعد ذلك بالكوفه. وقد كانت قطيعة الربيع- بالكرخ من بغداد- مركزًا هامًّا لتلقى الحديث والفقه تخرج منه عشرات المحدثين سيما من الجمهور، كما يظهر هذا من تراجم كثيرين ممن ترجم لهم الخطيب البغدادي فى تاريخه.
وعلى كل حال، فإن لهاتين البيئتين (بغداد والكوفة) الأثر البالغ فى تكوين وتنضيج شخصية الفضل، إذ إن معظم مشايخه العظام- كيحيى بن صفوان وابن أبى عمير ومحمد بن اسماعيل بن بزيع ويونس بن عبدالرحمن- كانوا من الكوفة أو بغداد.
وأما بيئته ومجتمعه فى نيسابور- التى انتقل إليها بعد مده دراسته وأخذه عن مشايخه فى الكوفة وبغداد- فقد كانت معهدًا علميًّا كبيرًا فى العالم الاسلامي آنذاك، قد خرج منها من أئمة العلم من لا يحصى كما نص عليه الحموي، وقد وصفها هو بأنها (مدينة عظيمة ذات فضائل جسيمة، معدن الفضلاء ومنبع العلماء، لم أر فيما طوفت من البلاد مدينة كانت مثلها)، بل إن الفاضل المجلسى قد نقل وجود ثلاثمئه ألف محدث فيها فى زمن الفضل كما سمعته فى قضية ورود البخارى إلى نيسابور.
وقد ضم المجتمع النيسابوري مذاهب عديدة، شكلت المذاهب السنية فيها الأغلبية الساحقة وكان للشيعة وعلمائها ووكلاء الأئمة عليهم السلام فيها حضور أيضًا.
ولا ريب فى أن يكون لفقيه لامع ومتكلم بارع كالفضل الدور الفاعل والآداء المطلوب فى النهوض بالمسؤولية العلمية التي على عاتقه لترسيخ دعائم الحق.
ومن هنا فقد جاءت مصنفات الفضل منسجمة مع الهدف المذكور، ومتأثره بالجو العلمي فى نيسابور، المتلون بمختلف العقائد والآراء والفرق، وهذا ما سوف نعود إليه عند البحث فى البعد الكلامي من شخصية الفضل بن شاذان.


أسفاره
وأما أسفاره فلم يتضح لنا شي‏ء عنها سوى ما نقله الكشي فى ترجمه محمد بن أبى عمير عن سفره إلى العراق ، بيد أنه لم يعلم الوقت الذى وقع فيه هذا السفر وفى أي بلد من العراق، ولا يبعد أن يكون ذلك ببغداد لمقام ابن عمير فيها.
وقد دخل الفضل إلى واسط أيضًا، كما صرح به هو فى ترجمة هشام بن الحكم، حيث ذكر أنه رأى داره بواسط.


مشايخه:
لقد تميزت مشيخة الفضل بن شاذان بوجود نخبة من أعيان أصحاب الأئمةة(ع) والرواة عنهم. ونحن نذكر طائفة من هؤلاء المشايخ العظام:
1- محمد بن أبى عمير الأزدي.
2- صفوان بن يحيى.
3- يونس بن عبدالرحمن (المتوفي 208ه ).
4- أبوه شاذان بن الخليل.
5- الحسن بن محبوب..
6- الحسن بن على بن فضال (المتوفي 224ه).
7- محمد بن اسماعيل بن بزيع: من أصحاب الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام.
8- محمد بن سنان: كوفي، توفي سنة (220ه ).
9- فضاله بن أيوب.
10- عثمان بن عيسى.


تلامذته والرواة عنه:
1- على بن محمد بن قتيبة النيسابورى.
2- محمد بن اسماعيل أبو الحسن النيسابوري البندقي، يدعى بندفر.
3- نصر بن الصباح أبو القاسم البلخي.
4- علي بن شاذان.
5- محمد بن أحمد بن نعيم بن شاذان.
6- جعفر بن معروف.
7- عبداللّه بن حمدويه البيهقى.
8- علي بن محمد الحداد: يكنى أبا الحسن.
9- سهل بن بحر الفارسي.
10- أبو محمد القماص الحسن بن علوية.


آثاره العلمية:
تميز العطاء العلمي للفضل بن شاذان بالوفرة والكثرة وفى مختلف الاتجاهات والعلوم، وقد بلغت مولفاته وكتبه مئة وثمانين مولفًا، ولم يبق منها شى‏ء حتى اليوم سوى كتاب (الإيضاح).
وقد أقر الإمام العسكري عليه السلام بعض كتبه عند عرضه عليه، وهو كتاب (يوم وليلة) حيث قام بعرضه (بورق البوشنجانى) عند توجهه إلى سامراء. قال بورق: دخلت على أبى محمد عليه السلام وأريته ذلك الكتاب، فقلت له: جعلت فداك، إن رأيت أن تنظر فيه، فلما نظر فيه وتصفحه ورقة ورقة قال: هذا صحيح ينبغى أن يعمل به، ثم ترحم على الفضل بعد ذلك.
قال النجاشى: وذكر الكنجي أنه صنف مئه وثمانين كتابًا، وقع إلينا منها:
1- كتاب النقض على الإسكافي فى تقوية الجسم.
2- كتاب العروس وهو كتاب العين.
3- كتاب الوعيد.
4- كتاب الرد على أهل التعطيل.
5- كتاب الاستطاعة.
6- كتاب مسائل فى العلم.
7- كتاب الأعراض والجواهر.
8- كتاب العلل.
9- كتاب الإيمان.
10- كتاب الرد على الثنوية.
11- كتاب إثبات الرجعة.
12- كتاب الرجعة حديث.
13- كتاب الرد على الغالية المحمدية.
14- كتاب تبيان أصل الضلالة.
15- كتاب الرد على محمد بن كرام.
16- كتاب التوحيد فى كتب اللّه.
17- كتاب الرد على أحمد بن الحسين.
18- كتاب الرد على الأصم.
19- كتاب فى الوعد والوعيد آخر.
20- كتاب الرد على البيان بن رئاب.
21- كتاب الرد على الفلاسفة.
22- كتاب محنة الإسلام.
23- كتاب السنن.
24- كتاب الأربع مسائل فى الإمامة.
25- كتاب الرد على المنانية- وفى النسخه الحجرية الرد على المثلثة-.
26- كتاب الفرائض الكبير.
27- كتاب الفرائض الأوسط.
28- كتاب الفرائض الصغير.
29- كتاب المسح على الخفين.
30- كتاب الرد على المرجئة.
31- كتاب الرد على القرامطة- وفى الفهرست: على الباطنية والقرامطة-.
32- كتاب الطلاق.
33- كتاب مسائل البلدان.
34- كتاب الرد على البائسة.
35- كتاب اللطيف- وفى بعض النسخ الحجرية: اللطف-.
36- كتاب القائم(ع).
37- كتاب الملاحم.
38- كتاب حذو النعل بالنعل.
39- كتاب الإمامه كبير.
40- كتاب فضل أمير المؤمنين(ع).
41- كتاب معرفة الهدى والضلالة.
42- كتاب التعرى -وفى الحجرية: التعزى- والحاصل.
43- كتاب الخصال فى الإمامة.
44- كتاب المعيار والموازنة.
45- كتاب الرد على الحشوية.
46- كتاب النجاح فى عمل شهر رمضان.
47- كتاب الرد على الحسن البصري فى التفضيل.
48- كتاب النسبة بين الجبرية والثنوية -وفى النسخة الحجرية: الخيرية والشرية-.
49- المسائل والجوابات.
50- كتاب المتعتين: متعة النساء ومتعة الحج.
51- المسائل فى العالم وحدوثه- ولعله نفس كتاب (مسائل العلم) المتقدم فى كلام النجاشة.
52- كتاب الرد على الغلاة، ولعله نفس المعنون فى كلام النجاشى ب (الرد على الغالية المحمدية).
53- كتاب الرد على الدامغة الثنوية.
54- كتاب الحسنى.
55- كتاب الرد على المثلثة.
56- كتاب الرد على أبى عبيد فى الطلاق.
57- كتاب جمع فيه مسائل متفرقة للشافعي وأبى ثور والأصفهاني وغيرهم، سماها تلميذه علي بن محمد بن قتيبة: كتاب الديباج.
58- كتاب التنبيه فى الجبر والتشبيه.
ثم قال الشيخ: (وله غير ذلك مصنفات كثيره لم تعرف أسماؤها -إلى أن قال:- وذكر ابن النديم: أن له على مذهب العامة كتبًا كثيرة، منها:
59- كتاب التفسير.
60- كتاب القراءة.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد