فجر الجمعة

الشيخ الحبيل: السيدة الزهراء رسمت بخطبتها مسارا إستراتيجيا للأمة الإسلامية

 

كان الأوائل منهم دائما يقرأون على المستمعين تلك الخطبة العصماء وهي خطبة تتضمن مفاهيم إسلامية عظيمة، عقائد حقة قضايا الأحداث المهمة التي وقعت بعد رسول الله (ص)، بل ترسم مسارا إسلاميا مبدئيا عقائديا أخلاقيا حقيقيا إستراتيجيا لمسيرة الحياة الإسلامية والمبادئ الإسلامية الحقة بعد رسول الله (ص)، وللأسف خطباؤنا اليوم تجنبوا قراءة تلك الخطبة وهذا لا شك يترك أثر غير جيد على الجيل الجديد، تصبح تلك الخطبة غريبة على هذا الجيل هذه الخطبة رويت بمصادر متعددة فقد رواها السيد المرتضى علم الهدى مرجع الطائفة في عصره والأخ الشقيق للشريف الرضي رحمة الله عليهما، كان عالما فقيها عظيما مجتهدا مفسرا عقائديا ورث العلم عن أستاذه الشيخ المفيد أعلى الله مقامه وتولى منصب الإمامة والمرجعية الكبرى للطائفة في عصره، وكان أخوه الشريف الرضي عالما أيضا كبيرا ولكن عرف بأدبه وميله للأدب، روى هذه الخطبة في كتابه الشافي في الإمامة عن عروة ابن زبير عن السيدة عائشة، ورواها ابن طاووس أعلى الله مقامه في كتابه الطرائف عن الزهري عن السيدة عائشة، وطبعا عروة ابن زبير معروف هو من رجال الحديث، والزهري كذلك هو من بني زهرة من أهل مكة، كان فقيها في البلاط الأموي وعالما من علماء البلاط الأموي أيام الإمام علي ابن الحسين (ع)، ويرويها الشيخ الصدوق أعلى الله مقامه بأربع طرق طريق يتصل مباشرة بالسيدة زينب عن أمها الزهراء وطريق ينتهي إلى زيد الشهيد عن السيدة زينب عن الزهراء، وهناك طرق أيضا طريق آخر عن أحمد ابن أبي طاهر عن السيدة زينب ويرويها ابن أبي الحديد عن عدة طرق أحدها عن كتاب السقيفة للجوهري، يرويها الشيخ الأربلي أعلى الله مقامه في كتابه كشف الغمة عن كتاب السقيفة للأربلي، ويرويها المسعودي المؤرخ المشهور الكبير في كتابه مروج الذهب أشار إلى الخطبة كذلك، وصاحب الإحتجاج وغيرهم من الكتاب والمؤلفين، وطبعا هذه يقول بالتالي تعدد الطرق وكثرتها يقول السيد محمد حسين فضل الله (رح) عن هذه الخطبة الظاهر أنه يمكن حصول الوثوق بصدور هذه الخطبة عن سيدتنا فاطمة الزهراء لأنها مشهورة ومعروفة وذكرها المؤرخون القدامى وقد كان أهل البيت والعلويين يتناقلونها كابرا عن كابر، ويعلمونها ويحفظونها لصبيانهم ما يدل على أنها من المسلمات عندنا، هذا مضافا إلى متنها القوي متن الخطبة أيضا كذلك لأن الرواية كما تدرس سندا كذلك تدرس متنا، ومتن الرواية متنها قوي هو يتناسب مع كلام المعصومين (ع) الذين كلامهم دون كلام الخالق وفوق كلام الخلق، فالخطبة من الناحية السندية ومن الناحية المتنية أو الدلالية لا شك أنها يوثق بصدورها عن الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع)، طبعا للرواية أيضا كذلك طريق آخر يرويه عبد الله ابن الحسن بإسناده عن آباءه الطاهرين وعبد الله ابن الإمام الحسن معروف من الشخصيات الإسلامية المشهورة وكان نقيب الهاشميين جميعا في زمن الإمام الصادق (ع)، وشخصيته الكبيرة المبرزة في المدينة المنورة، وكان أعظم شخصيات المدينة المنورة من بني هاشم وأجملهم وأوجههم واعتقله المنصور العباسي وأودعه السجن وقتله في سجنه، هذه أشهر الطرق لها وهي الطريق المروي عن عبد الله ابن الحسن (ع).

 

ويروي هذه الخطبة ويستهلها بأنه لما أجمع الخليفتان أبو بكر وعمر على منع فاطمة فدك وبلغها ذلك لاثتخمارها على رأسها واشتملت بجلبابها وأقبلت في لمة من حفدته ونساء قومها تطأ ذويلها ما تخرم مشيتها مشية رسول الله (ص) فنيطت دونها ملاءة، فجلست، ثم أنّت أنّة أجهش القوم لها بالبكاء فارتجّ المجلس، وطبعا هذه الخطبة لا شك أنها وقعت بعد الهجوم على الدار ولما هدأ القوم من بكائهم شرعت فاطمة (ع) في خطبتها التي ابتدأتها بحمد الله سبحانه لا شك أنا لست خطيبا الآن لأقرأ عليكم الخطبة ولكن أريد أن أتحدث عن أهم المرتكزات الأساسية التي جاءت في تلك الخطبة العظيمة، أهم المسائل التي ركزت عليها الزهراء (ع) في خطبتها أولا: أهم تلك القضايا، اختصرت في خطبتها والتي تعتبر محاضرة إسلامية غنية، أصول العقيدة وتركيبها واختصرت أصول العقيدة كذلك بركنيها الأساسيين التوحيد والنبوة، وتحدثت عن صفات الله سبحانه ثم تحدثت عن رسول الله (ص) ومعانته في سبيل إنقاذ الأمة من الغواية إلى الهداية وتحدثت كذلك عن الإمامة ودورها في انتظام الأمة، فهي (ع) بدأت خطبتها الله بحمد الله ثم أخذت تثني على الله سبحانه وتعالى ثناء عظيما جدا حيث تقول: الممتنع من الأبصار رؤيته، ومن الألسن صفته، ومن الأوهام كيفيته، ابتدع الأشياء لا من شيء كان قبلها، وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها، كوّنها بقدرته، وذرأها بمشيئته، ثم بعد ذلك ثنت على رسول الله (ص) فذكرت بعثة رسول الله (ص) حيث قالت:

 

عن رسول الله (ص) وقام في الناس بالهداية، فأنقذهم من الغواية، وبصرهم من العماية، وهداهم إلى الدين القويم، ودعاهم إلى الطريق المستقيم، إلى آخر ما ذكرته عن رسول الله (ص) ثم أيضا ثنت وذكرت الأصحاب الذين هم أصحاب رسول الله (ص) وحملتهم المسؤولية الكبرى في تحمّل أعباء الشريعة الإسلامية بعد رسول الله (ص) فقالت: أنتم عباد الله نصب أمره ونهيه وحملة دينه ووحيه، وأمناء الله على أنفسكم، وبلغاؤه إلى الأمم، وحمّلتهم تلك المسؤولية ثم حمّلتهم مسؤولية كتاب الله سبحانه وتعالى وجعلت كتاب الله هو المرجعية وأنه تركة رسول الله (ص) "إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي"، ثم قالت: وبقية استخلفها عليكم من كتاب الله الناطق، والقرآن الصادق، والنور الساطع، والضياء اللامع، بعد ذلك تحدثت بالحديث عن فلسفة التشريع الإسلامي وذكرت الشرائع الإسلامية وتحدثت عن حكمها وخصائصها بشكل مختصر، وهذا طبعا الحديث عن فلسفة التشريع نجده كذلك في ثنايا روايات الأئمة من أهل البيت (ع) وكذلك نجده في خطب نهج البلاغة عن علي (ع)، فقالت (ع): فجعل الله الإيمان تطهيراً لكم من الشرك، والصلاة تنزيهاً لكم عن الكبر، والزكاة تزكية للنفس ونماءً في الرزق، والصيام تثبيتاً للإخلاص، والحج تشييداً للدين، والعدل تنسيقاً للقلوب، وطاعتنا نظاماً للملة، وإمامتنا أماناً من الفرقة، تحدثت بعد أن تحدثت عن هذه الشرائع وفلسفتها انتقلت بعد ذلك وحددت موقفها من الأحداث الطارئة بعد رسول الله (ص) التي حدثت مباشرة، لاسيما فيما يخص الخط الإسلامي الأصيل المتمثل بالإمامة الواعية الشجاعة إمامة علي (ع)، تلك الإمامة العميقة في فكرها والممتدة مع الزمن وهو فكر الإسلام وحديث الإسلام وفكر الإسلام الخالد الحي المتجدد والمتصل أول الإسلام بآخره والذي بدايته من المصطفى ونهايته بالإمام الحجة المهدي الموعود المنتظر وفي زمانها (ع) كانت الإمامة متمثلة في علي أمير المؤمنين (ع) الذي جعله رسول الله (ص) خليفة على الأمة من بعده وأخذ عليهم الميثاق والبيعة في ذلك وبايعوه وأذعنوا إلى تلك البيعة وقد كان ذلك في مؤتمر إسلامي كبير بعد أن أوقفهم رسول الله (ص) وكانوا من كل مناطق الرقعة الإسلامية في ذلك الزمان وهي الجزيرة العربية، فذكرتهم بإمامة علي (ع) وما أمرهم رسول الله (ص) في بيعته، وأيضا ذكرت صفات علي (ع) حينما قالت: وأخ ابن عمي دون رجالكم، ولنعم المعزيّ إليه ثم ذكرت بعد ذلك ما قام به رسول الله (ص) وما قام به علي (ع) من دور جهادي كبير، وأحقية علي (ع) بالإمامة ثم موقفهم من إزاحة الإمامة عن علي (ع) وما اتخذوا من موقف اتجاه علي (ع) وذكرتهم بذلك، وذكرت (ع) في تلك الخطبة تقول:

 

ثم استنهضكم فوجدكم خفافاً وأحمشكم فألفاكم غضابا، فوسمكم غير إبلكم، وأوردتم غير مشربكم، هذا والعهد قريب، والكلم رحيب، والجرح لما يندمل، والرسول لما يقبر، ابتداراً زعمتم خوف الفتنة "أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ" 49 – التوبة، يعني أنتم أزحتم الإمامة عن علي (ع) وفعلتم ما فعلتم يوم السقيفة تدعون خوف الفتنة وأنتم أوقعتم الأمة في الفتنة الكبرى، ثم بعد ذلك ثنت بما ذكرت (ع) من حقها في الإرث والذي منعت منه (ع) وذكرت الآيات والروايات التي خصتها بالإرث ولا وجه لمنعها من إرثها من أبيها، والعجيب الملاحظة على الخليفة الأول حينما رأى وقال في روايته نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة، مهمة الرسول (ص) التبليغ والتبليغ وبيان الأحكام وإقامة شرائع الدين الإسلامي الحنيف، والتبليغ لابد أن يبلغ رسول الله (ص) الأحكام على اكمل وجه وأفضل صورة ويبلغ الحكم لمن هو أهل لذلك الحكم، وموضع ذلك الحكم، إذا جئنا نتحدث عن موضوع الإرث فمن هم موضوع الإرث لرسول الله (ص) موضوع الحكم النبي يورث أو لا يورث موضوع الحكم من هو لابد يقول للفقهاء لكل حكم موضوع، النبي يورث من هو موضوع الحكم؟ موضوع ورثة رسول الله (ص) وورثة رسول الله إبنته الزهراء، طبعا نحن بالنسبة لنا في مذهب أهل البيت أن الوارث لرسول الله (ص) إبنته الزهراء وزوجاته، وزوجاته طبعا فلهم الثمن، رسول الله عنده ولد وهي الزهراء مات عن وجود ولد فلهن الثمن والثمن يقسم بينهن وهن نساء تسعة فلكل واحدة منهن تسع الثمن، وما بقي من الإرث يرجع إلى الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (ع)، ولا نقول بالتعصيب والجماعة يقولون بالتعصيب، يعني أن الزهراء تأخذ حصتها المقررة في الشريعة الإسلامية، والنساء يأخذن حصتهن المقررة في الشريعة والباقي من الإرث، طيب الزهراء له النصف والباقي الثمن يأخذه النساء والباقي هم يقولون تأخذه العصبة، والعصبة هم العشيرة والعشيرة أقرب الناس إلى رسول الله بعد الزهراء أعمامه، ومن هو عمه الموجود هو العباس عمه العباس كان موجودا حين وفاته رسول الله (ص)، نحن عندنا في مذهب أهل البيت أن الإرث لا ينتقل من الطبقة الأولى حتى تفنى يعني لا ينتقل من الطبقة إلى الطبقة الثانية حتى تفنى الطبقة الأولى فإذا فنيت الطبقة الأولى إنتقل إلى الثانية وإذا فنيت الطبقة الثانية ينتقل إلى الطبقة الثالثة، طبعا من هم موضع الإرث؟ موضوع هذا الحكم، قلنا الزهراء وعشيرة رسول الله، يعني عمه العباس وأبناء عمومته علي (ع) وأبناء عمومة رسول الله الرسول إذا ببلغ وبيقول نحن الأنبياء لا نورث لازم يبلغ هذا الحكم لمن؟ إذا هو ببلغ تمام التبليغ وببين بيانا صحيحا وببين أحكام الله سبحانه وتعالى لازم يبلغ الحكم إلى الذين هم موضع إبتلاء للحكم وهم ورثته، طيب ورثته ما يدروا ويدري واحد غريب بلغه لواحد غريب، قال له نحن معاشر الأنبياء لا نورث، لما جاءوا الورثة ما يدرون عن هذا الحكم ما بلغكم رسول الله؟ لا ما بلغنا ما قال لنا، كيف أجل هو يبيّن الاحكام تمام التبيّن ويبلغها ويوضحها للناس وانتم موضوع الحكم هذا!

 

هالحكم أنتم موضوعه ما في غيركم أنتم الورثة، والله ما بلغنا بلغ من؟ بلغ واحد ثاني، واحد ثاني إذا جى وقال ترى أنا سمعت رسول الله يقول نحن معاشر الأنبياء لا نوثر ما تركناه صدقة، أنتم ما قال لكم أنتم ورثته ولاده ولاد عمه وعمومه ما قال لكم؟ لا والله ما قال لنا، كيف كده رسول الله بلغ الحكم بهذه الكيفية؟ الحكم يجب أن يبلغ على أفضل صورة ويبلغ لمن هم أهل للحكم، الذين هم موضوع للحكم الذين هم مورد إبتلاء للحكم، أنا عندي مثلا حجاج رايحين إلى حج بيت الله الحرام ماخذينهم مجموعة في حملة أخليهم طول الحج ما بلغت فيهم الأحكام أنا مرشد رايح بلغ الأحكام في من؟ في ناس جت لي مجموعة من البنغالية عمال النظافة في مكة وقعدت أبلغ فيهم الأحكام مالت الحج، يصير كذا؟ ما يصير، وانت مورد الإبتلاء الحجاج لازم تجي تبلغ في الحجاج إذا مورد الإبتلاء جماعة مصلين تجي تبلغ الحكم في المصلين وهكذا إذا لابد أن تبلغ الحكم فيمن هو يبتلي بالحكم والذي سيصب عليه الحكم والذي هو موضع الحكم الشرعي الذي يسمى بموضوع الحكم الشرعي، هؤلاء يقولون أن رسول الله (ص) توفي وموضوع الحكم الذين هم أصحاب الإرث لا يعلمون بذلك البيان وبذلك الحكم الشرعي، هذا خلاف حكمة التبليغ، وبيان التبليغ وبيان الأحكام الذي أخذ الله فيه الميثاق على الأنبياء والرسل أن يبينونه تمام البيان، إذا الزهراء (ع) خطبة تلك الخطبة بينت فيها أهم الأحداث والمستجدات، بينت واختصرت في خطبتها العقائد الحقة، كذلك تحدثت عن فلسفة التشريع، تحدثت عن الواقع الذي حدث بعد وفاة رسول الله (ص) وكيف انحرف عن مساره الأصيل، كذلك دخلت في قضية إرثها وناقشتها وبينتها نقاشا صحيحا سليما، هذا أهم القضايا التي ناقشتها الزهراء وتحدثت فيها في تلك الخطبة وبينتها، وليس عندي وقت أنا أن أقرأ عليكم الخطبة والخطبة في حد ذاتها هي مجلس كامل ولكن أنا أهيب بخطباء المنبر الحسيني الجدد الآن أن يحفظوا تلك الخطبة عن ظهر قلب وأن يقرأوها على المستمعين ويبينوها وخصوصا أن أفضل مناسبة يمكن أن يقرأ فيها خطبة الزهراء ويبين أهم أحداث تلك الخطبة هي وفاة الزهراء (ع) يوم وفاة الزهراء (ع).

 

أخيرا فيما يتعلق في يوم وفاة الزهراء طبعا أشهر الروايات عملا عند شيعة أهل البيت هي هذه المناسبة التي هي يوم الثالث عشر من شهر جمادى الأول، حيث أن جميع الشيعة في كل أنحاء العالم يحييون ذلك اليوم، إلا أن الظاهر أن أصح الروايات في وفاتها هي أنها توفيت في اليوم الثالث من شهر جمادى الثانية، يعني عاشت بعد أبيها تسعين يوما، ثلاثة أشهر تامة كاملة، وأما رواية أنها عاشت بعد وفاة أبيها أربعين يوم والتي تروى أنها توفيت في يوم الثامن من شهر ربيع الثاني فتكون عاشت بعد وفاة أبيها أربعين يوم فهي رواية ضعيفة ومهجورة لدى كافة الشيعة، إلا أن هنا في هذه البلاد قام جمع على العمل بها أو على إحيائها، ولكن يوم الثامن من شهر ربيع الثاني هو اليوم الأقوى لمولد الإمام الحسن العسكري (ع)، يعني أقوى الروايات وأصحها على أن الإمام العسكري ولد في اليوم الثامن من شهر ربيع الثاني، فاليوم الذي قام البعض هنا بإحياء وفاة الزهراء فيه هو اليوم الأصح لميلاد الإمام الحسن العسكري (ع)، واليوم العاشر شهر ربيع الثاني على أنه مولد الإمام العسكري هو مروي برواية ضعيفة وفي نفس الوقت هو يصادف يوم وفاة السيدة فاطمة المعصومة (ع)، وأنا أحتمل أن الذي جعل بعض الرواة يقولون أن الزهراء توفيت بعد أربعين يوم من وفاة أبيها هو وفاة زينب بنت جحش (رض)، زوجة رسول الله (ص) بعد أربعين من وفاة رسول الله، والتي أخبرها رسول الله (ص) بذلك وقال لها أنت أول نسائي لحوقا بي فاستبشرت بذلك وفرحت، وكانت بالفعل أنها عاشت بعد رسول الله (ص) أربعين يوما وانتقلت إلى جوار ربها (رض)، وكانت من خيرة نساء رسول الله وأحبهن إلى أهل البيت (ع)، أما رواية أن الزهراء عاشت بعد أبيها ستة أشهر وتوفيت بعد ستة أشهر من وفاته فهي رواية ضعيفة جدا ومتروكة ومهجورة وغير معمول بها.

 

 

مواقيت الصلاة