فجر الجمعة

الشيخ الحبيل: بر الوالدين من صفات الأولياء وتكريمهما ظاهرة حضارية

 
أيها الأخوة الكرام تعتزم اللجنة القائمة على إحياء "يوم بر الوالدين" أو ما يسمى عند الغربيين يوم عيد اليوم الأم قاموا بعض الأخوة المؤمنين في البلد هنا بجعله بدلاً من يوم عيد الأم إلى يوم بر الوالدين، يعتزمون القيام بفعاليات متعددة في ذلك اليوم، تكريما واحتفاء ببر الوالدين الذين أمر الله سبحانه وتعالى ببرهما والإحسان إليهما، قال تعالى "وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" 23 - الإسراء، وهناك آيات أخرى وروايات كثيرة وهي خلق رفيع وحسنة من الحسنات الإنسانية وآداب من الآداب الإسلامية التي ينبغي بنا أن نتأدب بها وأفضل من يكرّم هم أولياء النعم، وأفضل من يحتفى به ويكرّم أولياء النعمة، ولا شك أن أعظم أولياء النعم علينا هو المصطفى محمد (ص) فهو ولي كل نعمنا، ولا شك أن أعظم وأفضل نعمة على الإنسان هي نعمة الهداية، وسبب هدايتنا هو رسول الله (ص) ويليه حجج الله على الخلق الأئمة الأطهار (ع)، ولا شك أن ببركات آبائنا، أمهاتنا تمسكن بمذهب الحق مذهب أهل البيت (ع)، لا عذب الله أمي أنها شربت حب الوصي وغذتنيه باللبن، وكان لي والد يهوى أبا حسن، فصرت من ذا وذي أهوى أبا حسن، ومن نعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان أن تتفق تربيته مع الحق، تتفق التربية مع الحق الذي يجب أن يتبع، هذه نعمة كبرى من نعم الله سبحانه وتعالى، واحد يولد من أبوين يهوديين وآخر من أبويين نصرانيين وآخر يولد من أبويين نصابيين يعاديان أهل البيت (ع)، أنت تولد من أبوين مسلمين مؤمنين محبين لأهل البيت (ع)، وفي مجتمع مؤمن كذلك محب، فوافقت تربيتك الحق ومجتمعك الحق وبيئتك الحق، فهذه نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى كبرى، وكان السبب في ذلك أبواك فحري بك أن تكرّم أبويك، وتكريم الشخصيات هي ظاهرة حضارية لدى المجتمعات، والآباء والأمهات هم أولى من يكرّم جزاهم الله عنّا خير الجزاء، ولهذا يستحب للإنسان المؤمن أن يكثر من الإستغفار لهما، ومن برهما ويدعو لهما في أوقات صلواته، ولا ينسى والديه من الدعاء لهما بالمغفرة والرحمة، اللهم اجزهما بالإحسان إحسانا وبالسيئات مغفرة ورضوانا إنك سميع مجيب، فحري بالمؤمنين أن يحتفوا بوالديهم ولا ينسوا كذلك حتى من كان أبواه ميتين حري به أن يكرّمهما في ذلك اليوم، يقوم بزيارة قبريهما ويكرّمهما، يقرأ لهما في ذلك اليوم سورة ياسين أو جزء من كتاب الله، فلا شك أن ذلك يدخل السرور عليهما، يتصدق بصدقة عنهما يدخل السرور عليهما وهما في قبريهما، ولا شك أن من كان أبواه حييان أيضا كذلك يستشعرهما بذلك التكريم وبذلك الإحتفاء وليحسوا بقيمتهما وأهميتهما عنده، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيدنا وإياكم برا بوالدين، وهي من صفات أولياء الله والذين امتدح الله بها نبيه عيسى (ع) ونبيه يحيى (ع) في كتابه الكريم.
 

 

مواقيت الصلاة