فجر الجمعة

نداء الجمعة | الشيخ الحبيل: التودد للناس قرابة ونسب

نداء الجمعة | الشيخ الحبيل: التودد للناس قرابة ونسب

 

أيام عيد أيام حب أيام تقارب وتصاف وتحاب وتوادد ومحبة بين الناس، بمناسبة هذه الأيام التي هي أيام التوادد والمحبة اخترت موضوعا تحت عنوان "التودد للناس قرابة ونسب" روي عن الإمام الحسن (ع) أنه قال القريب من قربته المودة وإن بعد نسبه، والبعيد من بعدته المودة وإن قرب نسبه، رب أخ لك لم تلده أمك، القريب هو ذلك الذي بينك وبينه مودة وعلاقة حب، وعلاقة تواد وتراحم، وإن كان نسبه منك بعيدا، والبعيد من لم يكن بينك وبينه محبة ولا مودة، وإن كان قريبا منك كل القرب، ينبغي بالإنسان أن يكون ودودا ورحيما عطوفا وأن يتعلّم فن المودة بين الناس، وفن كسب العلاقة، وفن كسب الأصدقاء، ذاك فن، وينبغي بالمؤمن أن يتعلّم ذلك الفن، وقد جاءت الروايات عن رسول الله وأهل بيته لتعلّمنا تلك الأساليب التي نستطيع أن نكسب بها الناس، وأن نجعل الناس أحبابا لنا، وقد عقد الشيخ الكليني (رح) في كتابه المعروف بالكافي في قسم أصول الكافي في الجزء الثاني من أصول الكافي بابا تحت عنوان باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم، وأورد الروايات في ذلك، وقد قال علي (ع) حكيم البلغاء وبليغ الحكماء وأمير المؤمنين وأمير البيان، قال (ع) من لا نعوده كثفت أغصانه، إذا كان عودك لين تعاملك مع الناس حسن، حسن العريكة كما يقولون، عندك أسلوب جميل وفن للتعامل مع الناس، بالتالي تكثر أغصانك، كثفت اغصانه يعني زاد احبابه واخوانه ومريدوه واستطاع أن يكون له أصدقاء كثر في الناس، إذا ينبغي بالمؤمن ان يكون ودودا والودود هي صفة من صفات الله سبحانه وتعالى هو اسم من أسماء الله وصفة من صفاته، الله سبحانه وتعالى ودود بعباده المؤمنين، يتودد اليهم، وينبغي بالمؤمن أن يكون مظهر تجلي أسماء الله سبحانه وتعالى، يعني تتجلى أسماء الله وصفات الله في سلوكه وتعامله وجميع أمور حياته، ينبغي بالمؤمن أن يكون مظهرا لصفات الله مظهرا لأسماء الله، تتجلى فيه أسماء الله لحسنى وصفاته العليا الله كريم يكون المؤمن كريم، الله ودود يكون هو ودود الله عليم يكون هو متعلّما، فاهما عالما إلى آخر صفات الله الحسنى واسماءه العليا، فينبغي بالمؤمن أن يحمل بين طيات جوانبه وفي سلوكه ومعاملاته أسماء الله الحسنى، وقد قال سبحانه وتعالى عن نفسه في كتابه الكريم " وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ" 14 – البروج، وقال تعالى حاكيا عن لسان نبيه شعيب "وَاسْتَغْفِرُوا رَبّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيم وَدُود " 90- هود، ويقول الإمام الكاظم (ع) مخاطبا هشام يا هشام عليك بالرفق، فإن الرفق يمن، والخرق شؤم، الخرق هو ضد الرفق وهو الحمق، يقال له الخرق وأدب اللهم نزق الخرق مني بأزمة القنوع لا يكون الإنسان اخرق والاخرق هو الاحمق، إن الرفق والبر وحسن الخلق يعمّر الديار ويزيد في الرزق، يعمّر الديار، الديار تكون عامرة والرفق يكون أيضا واسع يعني من كان يطلب رزقا واسعا ليكن أيضا اخلاقه حسنة مع الناس وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هي ذهبت أخلاقهم ذهبوا، كيف أكون ودودا مع الناس؟ وكيف أستطيع أن أكتسب فن التودد مع الناس، أولا أن أتعامل برفق، ذكرت لكم الرواية عن الإمام الكاظم (ع) يوصي هشام يا هشام عليك بالرفق فإن الرفق يمن إذا التعامل مع الناس برفق التعامل بالخشونة والتعنت والتصلب هذا لا يشك يجعل الإنسان مكروها، اخوة مات ابوه ترك لهم تركة، يطلع لهم من بين الاخوة لا انا بايع ولا انا مشتري، خلكم خلي التركة معطلة، إلى ويش يا احمق بس راكبة براسه لا انا بايع ولا انا شاري، نهاية يروحوا يشتكوا عليه في المحكمة ويلزمه القاضي يا تبيع يا تشتري طيب وضل فترة يشوفه سنتين ثلاث أربعة معاند ويا اخوته واخواته النتيجة صار مكروه، نتيجة ويش شو؟ صار مكروه واتكلموا عنه اخوته هالمنحوس معطل تركة الوالد وكذا، لا هو راضي يشتري لا هو راضي يقسم، ويصير العنصر المكروه بين اخوته، موجود لو ما موجود؟ ليش تصير انت العنصر المكروه وسط اخوتك؟ تعامل برفق، بلين العريكة مع اخوانك.

ثانيا: التحبب إلى الناس، تعامل بالتحبب إلى الناس، ففي الرواية عن علي (ع) قال، قال رسول الله (ص) "رأس العقل بعد الإيمان بالله عز وجل التحبب إلى الناس"، رأس العقل بعد الايمان وفي رواية رأس العقل بعد الدين التودد إلى الناس، ينبغي بالإنسان أن يكون متحببا إلى الناس والا في بعض الناس يرفض أن يكون يعاملك بحب يعاملك بمودة بالتودد تكون المحبة، كيف تصنع المحبة بينك وبين الآخرين؟ لابد أن تسعى لصناعة المحبة صناعة الحب بينك وبين الآخرين، تودد إليهم وبالتالي تحصل على المحبة فيما بينهم، مقابلة الناس بالبُشر، دائما قابل الناس بالبشر والابتسامة، والمؤمن حزنه في قلبه وبشره في وجهه يا اخي حتى ما من احد ما عنده هموم ومصائب ومشاكل في هذه الحياة، لكن إذا قابلت الناس قابلهم بالبشر والابتسامة وطلاقة الوجه، فعن الباقر (ع) قال البشر الحسن وطلاقة الوجه مكسبة للمحبة وقربة من الله وعبوس الوجه وسوء البشر مكسبة للمقت وبعد من الله، مكسبة للمقت من الناس، الناس ما بيشتهوه ويكون بعيدا من الله في بعض الناس ما يبتسم ولو حتى لو قلت له لو سمحت هذه عشرة الاف ريال وابتسم ما يبتسم، تبسمك في وجه اخيك صدقة، الله يكتبها لك صدقة، تعامل مع الناس بالبشر وطلاقة الوجه، في ناس يكون حزين، إذا كان حزين، اذكر واحد من الباعة رأيته صاحب محل دائما حزين وكئيب، ما احد يروح له، ما احد يدخل محله، وطبيعي إذا كان حزين انا ما بروح لواحد وجهه حزين ويصرخ وبعد شوي بيبكي، دموع عيونه تسح طبيعي لن اذهب له، الإنصاف في المعاشرة، عامل الناس بإنصاف وعدل أنصف في المعاشرة آتي كل ذي حق حقه، ولا تظلم أحدا من الناس وأنصف الناس في معاشرتك في معاملتك عن الإمام الجواد (ع) أنه قال ثلاث خصال تجتلب بهن المحبة، كيف اكسب محبة الناس واحصل على المحبة؟ الإنصاف في المعاشرة أول واحدة الإنصاف في المعاشرة والمواساة في الشّدة، والانطواء والرجوع إلى قلب سليم، ينطوي في داخلك قلب سليم، ترجع إلى قلب سليم ما يحمل حقد، الذي يحمل الحقد على الناس لا شك سوف ماذا؟ ينعكس الحقد الذي في قلبه على تصرفاته، ما أضمر أحد في قلبه شيء إلا خرج على فلتات لسانه وصفحات وجهه، تعامل مع الناس بالإنصاف، هذا خطيب مثلا صوته جميل متميز قول فلان خطيب وصوته جميل ومتميز لا تحط ايدك على الميزان، واحد موضوعه ممتاز، خطيب موضوعه ممتاز قول فلان خطيب صوت مو جميل ولكن موضوعه ممتاز، يمكن انت ما تشتهي أن تسمعه، لكن إذا تحدثت عنه قل فلان صوته غير متميز ولكن موضوعه جميل وموضوعه شيق وموضوعه متميز، انصف الناس وتعامل معهم برفق، يقال أن مجموعة من الشباب الكبار أرسلوا في دورة في إحدى الدول وسكنوا في فندق وكان كل يوم تأتيهم السيارة تقلّهم من الفندق إلى المعهد عندهم دورة، كم يوم دورة شهر شهرين ثلاثة تأتي سيارة تأخذهم من الفندق إلى الفندق وترجعهم وكان احد زملائهم ينزل كل يوم أول واحد، بعد مدة تغير موعد الذهاب إلى المعهد وأخبروهم وهو نسي الموعد، فانتظروه في السيارة بعد فترة صعد أحد زملاءه إليه وجده نائم أيقظه قام بسرعة ونزل فلما نزل اعتذر إلى زملاءه بأنه تأخر عليهم وأخرهم وقال لهم بعد ذلك إن فطوركم اليوم صباحا على نفقتي جميعا، لاحظوا كيف فن التعامل، جاءهم متضايقين من انتظاره ما قال لهم أنا كل يوم أنزل اول واحد وانتظركم بنصف ساعة في السيارة، ولا قال لهم أنا مثلا ما عليه سامحوني هذه أول مرة أتأخر وان شاء الله ما بتأخر ثاني مرة، قال لهم سامحوني اعذروني وأيضا وعدهم بهدية بأنه سوف يفطرهم ذلك اليوم جميعهم على حسابه بسبب تأخره عليهم، هذا إحسان وفن تعامل كسب الآخرين وتعامل برفق وإنصاف ومحبة وكسب للآخرين.

 

خامسا: البذل والمواساة، البذل والمواساة، الذي يريد أن يتحبب إلى الناس يبذل، ويواسي الاخرين، يواسيهم في افراحهم وفي اتراحهم ويقف إلى جانبهم في أوقات شدائدهم ويبذل يعطي، سيد القوم خادمهم، من أراد أن يكتسب محبة الناس يبذل إلى الناس، والله انا بصير كبير عشيرتي ومثلا على عشيرتي يحترموني ولكن عشيرتك لا يروا منك لا وقفة ولا مواساة ولا، ولا، فتكون بالتالي قضية ما هي مجرد تزعم، بعض الأشخاص يضع على كتفه بشتا مملوء بألوان الزري وحسن الهندام وما شابه ذلك ويبغى يصير شخصية في المجتمع ليس بالزي ولا بالهندام وإنما بالخدمة بالبذل بالعطاء بقضاء حوائج الآخرين، فيقول الإمام الصادق (ع) فيما روي عنه ثلاثة تورث المحبة الدين أولا إنسان ديّن، متدين مؤمن صالح والتواضع، من تواضع لله رفعه، والبذل.

سادسا: الصبر على مؤونات الناس اصبر على حوائج الناس، من أراد ان يكون محبوبا عند الناس، الناس عندهم حوائج وعندهم مؤن يصبر على مؤونات الناس وعلى حوائجهم، قال لابنه محمد وألزم نفسك التودد، وصبر على مؤونات الناس نفسك، صبر نفسك على حوائج الآخرين إذا جاءك واحد له حاجة يا اخي صبر نفسك على مؤونات الناس الله تعالى ساق اليك مؤمن يريد اليك حاجة واذا جعل الله حوائج الآخرين عندك هذه كرامة من الله سبحانه وتعالى كبيرة، الناس الآن يتوجهون إلى رسول الله والى الإمام الرضا والى الإمام الحسين يطرحون حوائجهم هناك هذه كرامة جعلهم الله محل حوائج الناس والله مو كرامة؟ كرامة من الله بابا من أبواب الله وجيها عند الله شفيعا إلى الله، إذا الله سبحانه وتعالى خلاك موضع حاجة لقضاء حوائج المؤمنين والناس قصدوك في حوائجهم إعلم أن هذه كرامة من الله واصبر عليها وإلا تسلب منك، ويستبدل الله بك غيرك وأنت في رمضان تقرأ في الدعاء ولا تستبدل بي غيري، وصبّر على مؤونات الناس نفسك وابذل لصديقك نفسك ومالك، ولمعرفتك رفدك ومحضرك، إذا كنت معروف في المجتمع إبذل الرفق يعني ماذا الكرم وحضورك أيضا بين الناس مو أنه تبذل مثلا الرفد وأنت لست معهم، فلان مثلا مجلسه مفتوح وفي مثلا شاي وقهوة وفاكهة وهو مو موجود مرة مرتين الناس بتجي لا ما بتجي لو مو موجود، ولمعرفتك إذا صرت معروف عند الناس ابذل رفدك، ولمعرفتك رفدك ومحضرك وللعامة بشرك ومحبتك من الناس أبدي البشاشة والبشر والمحبة ولعدوك عدلك وانصافك، حتى عدوك تعامل معه بالعدل والانصاف، إذا جرت حتى على عدوك جرت الله سبحانه وتعالى سلب منك تلك النعم، ولعدوك عدلك وانصافك، واضمن بدينك، دينك امسك عليه لا تتنازل عنه قيد أنملة، واضمن بدينك وعرضك عن كل أحد، فإنه أسلم لدينك ودنياك، أيضا من أراد أن يتحبب للناس يزهد عن ما في أيدي الناس، إزهد عما في ايدي الناس، لا تعلق عينك بما في ايدي الناس، ولا تطلب ما في ايدي الناس، وترفع عن ما في ايدي الناس، تحظى بمحبة الناس والآخرين، في الرواية عن رسول الله (ص) لما سأل عما يورث محبة الله في السماء ومحبة الناس في الأرض قال إرغب فيما عند الله عز وجل يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس، التحدث مع الناس كذلك بما يعرفون تحدث مع الناس بما يعرفون يعني اتحدث بالأمر المشهور المعروف مو تروح تجيب تتحدث في أمور منكرة أول واحد يقول لك هذه كذبة اول مرة نسمع بها وما صارت هذه ولا استوت وهذه ما ممكن تدخل في العقل ومرة كل يوم راح جاب له وحدة ثانية ويوم ثالث جاب له وحدة اكبر منها وهكذا، ما يصير إذا جبت دائما المنكرات وتحدثت مع الناس بما لا يدخل في العقل الناس تنكرت لك وما حبتك ورفضت تجلس معاك، تحدث مع الناس بالمعقول والمعروف، تفقد أحوالهم في غيبتهم، أخوك قريبك صديقك تفقد أحواله فعن علي (ع) أنه قال إن احسن ما يألف به الناس قلوب أودائهم ونقوا به الضغن عن قلوب أعدائهم حسن البشر عند لقائهم والتفقد في غيبتهم والبشاشة بهم عند حضورهم، يتفقد أحوالهم في غيبتهم يكون بشوشا عند حضورهم وأيضا عند لقائهم كذلك، أيضا كذلك امتدح العمل الطيب، الإمام الحسن (ع) يوصي جنادة أنه صفة الصديق الطيب وإن رأى منك حسنة عدّها وإن رأى منك ثلمة سدها، الحسنة يعدها لك يا أخي إذا شفت في أخوك حسنة حسنات طيبة عمل طيب امتدحه في عمله الطيب مو لازم قدامه امدحه وراه امدحه في عمله الطيب كرّمه، المجتمع إذا رأيتم انتم أبناء المجتمع إذا رأيتم شخصا عاملا في المجتمع خادما للمجتمع كرموه، وأيام عيد تهادوا الهدية أيضا لها أثر فقد روي عن رسول الله (ص) أنه قال تهادوا تحابوا، هدية لها أثرها كذلك وتدخل السرور على الإخوان فيما بينهم، يروى بيتين من الشعر على لسان قبورة تتنتقل كثيرا على الأغصان يقول الشاعر جيئت سليمان يوم العيد قبّرة، يوم العيد، تسعى بفخد جراد كان في فيها، ويش بتجيب إلى سليمان صاحب الملك والسلطان، جايبة فخد جرادة، جاءت سليمان يوم العيد قبرة تسعى بفخد جراد كان في فيها ترنمت بفصيح القول واعتذرت إن الهدايا على مقدار مهديها، تهادوا تحابوا بين اخوانكم ولو بشيء يسير على قدر ما تملك وعلى قدر سعتك فذلك

 

يورث المحبة بين الاخوان بهكذا استطيع ان ازرع المحبة في الناس وأن أكون محبوبا إلى الناس وأن تكثر أغصاني ويكثر أحبابي بين الناس جعل الله لنا ولكم هذه الأيام أيام محبة وسرور ومودة واخاء وجعلنا الله واياكم ممن يحبهم الله ويحبونه، جعلنا وإياكم من اتباع محمد وال محمد قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله اتباع رسول الله واتباع أهل البيت (ع) يحبك الله واذا احبك الله إذا الله احبك جعل حبك في قلوب الناس جعل محبتك في قلوب الناس حتى في الرواية أن الله يجعل محبتك في الماء وفي الهواء فلا أحد يشرب ماء ولا يتنفس هواء إلا تنفس محبتك أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا ممن يحبهم ويحبونه إنه سميع مجيب.