.. وعادوا تقلّب أقدامهم على مثل نزّاعة للشّوى، ودارت رحى الشّمس فوق الرّؤوس وحرّ الهجير دنا واستوى، سراة على خطوات الرّسول كما يقتفي الجيش خفق اللّوا، حجيج وقد ودعوا مكّة وقد زمزموا عمرهم فارتوى

خُذْ يَا وَليُّ غَداةَ العِيدِ والطربِ، قَصِيدةً هِيَ للَأعدْاءِ كَالشُهُبِ،قصيدةً ما تَرى شِبْهاً لها أبداً، في شِعْرِ قَوْمِي وإِنْ أمْعَنْتَ فيِ الطَّلبِ، شَاهَتْ وُجُوه الأولى ما الفضلُ عِنْدَهُم،إلاَّ تفاخُرُ دارِ اللهوِ واللعبِ، وليسَ هذا بِأنِّي عَالِمٌ عَلَمٌ،بَلْ لاندراسِ رُسُومِ العِلْمِ وَالأَدَبِ

ذاك عليُّ الذي تفرُّدُهُ‏ في يوم خُمٍّ بفضله اتّضحا، إذ قال بين الورى وقامَ به‏ مُعتضداً في القيام مُكتشحا، من كنتُ مولاه فالوصيُّ لهُ‏ مولًى بوحيٍ من الإله وحى،‏ ذاك عليُّ الذي يقولُ له‏ جبريلُ يوم النزالِ مُمتدحا، لا سيفَ إلاَّ سيفُ الوصيِ‏ ولا فتىً سواهُ إنْ حاد فَدَحا، ذاك عليُّ الذي تراجع عن‏ فتحٍ سواه وسارَ فافتتحا

أرسل هواك إلى الغدير رسولا، وامدد فؤادك بيعة وقبولا، واملأ خطاك إلى لقاه تولّـهًا، حتى يشرّفها الوصي مثولا، واملأ سلالك من حدائق بهجة، فعليّ يجعل ما يشاء جميلا

عَلى ضِفافِكَ.. عاشَ الوَحْيُ مَوعِدَهُ، ومِنْ (غَدِيرِكَ) مَدَّ الحُبّّ مَورِدَهُ، وفي الهَجيرِ.. أَرادَتْكَ السّماءُ لِقًا.. حتّى يُبلِّغَ (خَيرُ الخَلقِ) مَقصَدَهُ، غَداةُ أقبلَ وَفدّ البيتِ في عَنَتٍ، منَ المَسيرِ.. وطُولُ الدَربِ أجهَدَهُ

قِف ببغدادَ وانعَهُ لِلأئمّةْ، تاسعُ الأوصياءِ جُرِّعَ سُمَّهْ، لهفَ نفسي عليهِ وهْو يُقاسي، منْ أفاعيلِ ظالمٍ ما أَهمَّهْ، عاشَ بعدَ الرِضا أبيهِ حَياةً، أَوسعَتْها العِدَى مَصائبَ جَمّةْ، يا لَزاهي الشّبابِ وهْو غريبٌ، أثكلُوا بِالردَى أباهُ وأُمَّهْrn

ها أنتَ.. تَرسُمُ لِلنّورَينِ.. دَربَ هُدًى، تَزفُّ رُوحَكَ مأنوسًا.. لدِفءِ علي، والوَحيُ.. يُبلِغُ عن مَولاكَ أمرَهُما، جَذلانَ.. في رَوعَةِ الألفاظِ والـجُملِ، يومٌ لهُ هَشَّتِ الدّنيا.. وما بَرِحَتْ، في عيدِ ذكراهُ تكسَى أروعَ الحُلَلِ، يَومٌ أطلَّ على الدنيا.. غَمامَ نَدًى، في عِيدِ رَيحانةِ الهادي.. وخَيرِ وَلي

بأبي أفدي الجواد الأعظما، من بكت حزناً له أهل السّما، كيف لا تبكي أسىً من جوده، لبقاها كان ركناً أعظما، كيف لا تبكي أسىً حزناً لمن، نازح الدار قضى مهتضما، كيف لا تبكي أسىً حزناً لمن، غصب النّفس ولا منتقماrn

ياللي ما عاش الفرح لحظه ابدليلك، يتَّم النسمات يالغالي رحيلك، متت محَّد بالعَذِب برَّد غليلك، عالسطح ظليت ما واحد يشيلك، بالسطح محَّد إجاك او شالك، وين أعمامك غِدت واَخوالك؟! وَحَّدك تلكه الحِمَام! وين أهلك والعَمَام؟!

قِفْ ببابِ الجَوادِ.. وارْجُ نَداهُ، إنّما الخَيرُ ما تَجُودُ يَداهُ، وتَوسَّلْ بهِ لِكلِّ مُلِمٍّ، فهْوَ بابُ الرّجا وعَزَّ عُلاهُ، قُلْ بهِ ما تشاءُ.. فهْوَ حرِيٌّ، ومُنَى الـمَدحِ أن ينالَ رِضاهُrn

تمضي إلى الحجِ والأشواقُ تلبيةُ، وفي فؤادِكَ أحلامٌ مُجنّحةُ، كنْ أنتَ ميقاتَكَ الأبهى إذا وقفوا، ففيكَ تسكنُ أصداءٌ ملائكةُ، خذْ يا صديقيَ في دربِ الهدى أملي، تحثُّ خطويَ أخطائي المُكَفّرةُ

تجلّد - عداك اللّوم - إن خانك الصبر، وخارت قوى الزّندين واحدودب الظّهر، وكفكف على الزّهراء دمعًا مرّوعًا، فكم أشجت الأرواح أدمعك الحمر، وقم غسّل الزّهراء في عتمة الدّجى، ومدّ خيالاً جار في قهره الجور