قبل الإمام ولاية العهد لما عرف أنّ الرفض سوف لن يفقده نفسه مجاناً فحسب بل سوف يعرض العلويين وشيعته إلى الخطر، فكان عليه أن يحافظ على حياته وحياة شيعته ومحبّيه،

حصيلة السؤال هو : إنَّ البحث عن ما وراء المادة بحث لا صلة له بالحياة ، وليس من الموضوعات التي تقع في إطار الحياة التي يحياها الإِنسان في أدوار عمره المختلفة ، من صباه إلى شبابه إلى كهولته وشيخوخته.

حينما أدرك المشركون عجزهم أمام القرآن الذي تحدّاهم ـ وهم سادة البلاغة ورجال الأدب في ذلك الوقت، فكّروا في الخروج من هذا المأزق الذي وقعوا فيه، ولذلك أخذوا بالبحث عن مبدأ ومنشأ القرآن الكريم، ولذلك ذكروا مجموعة من التفسيرات التي هي من وحي خيالهم الباطل حيث قالوا: إنّ محمداً قد أخذ القرآن من غلامين روميّين

بدأ كلامه سبحانه في حقّهم بأنّ المنافقين هم الذين يبطنون الكفر، ويتظاهرون بالإيمان ( وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنّا وَإِذا خَلَوا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِئُون).

من الأحداث المهمّة في الأيّام الأخيرة من حياة الإمام الصّادق (عليه السَّلام)، والتي من المهم جدّاً أن يتّضح موقف الإمام تجاهها، هو قيام محمد النفس الزكية على حكم أبي جعفر المنصور الدوانيقي ثاني خلفاء بني العباس.

إنّ النفس بطبعها تدعو إلى مشتهياتها من السيئات، فليس للإنسان أن يبرّىء نفسه من الميل إلى السوء، وإنّما له أن يكف عن أمرها بالسوء ودعوتها إلى الشر وذلك برحمة من اللّه سبحانه،

حلف سبحانه في سورة القيامة بأمرين: 1. يوم القيامة، 2. النفس اللوامة، وقال: ﴿لا أُقْسِمُ بِيَومِ القِيامَة * وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوّامَةِ * أَيَحْسَبُ الاِنْسانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظامَهُ * بلى قادِرينَ عَلى أَنْ نُسَوِّيَ بَنانَهُ * بَلْ يُريدُ الاِنْسانُ لِيَفْجُرَ أَمامَهُ * يَسَئلُ أَيّانَ يَومُ القِيامَة﴾.

ليّست غَيبة الإمام المهديّ، بدعاً في تاريخ الأوليّاء، فموسى بن عمران عليه السلام قد غاب عن قومه قرابة أربعين يوماً، وكان نبيّاً وليّاً

ثروة الإمام زين العابدين (عليه السلام) العلمية والعرفانية هي أدعيته التي رواها المحدّثون بأسانيدهم المتضافرة، والتي جمعت بما سمّي بالصحيفة السجّادية المنتشرة في العالم، فهي زبور آل‏ محمد، ومن الخسارة الفادحة أنَّ الكثير من المسلمين غافلين عن ذلك وغير واقفين على هذا الأثر القيّم الخالد.

قد اتفقت كلمة المؤرّخين على أنّ هارون الرشيد قام باعتقال الإمام الكاظم (عليه السلام) وإيداعه السجن لسنين طويلة مع تأكيده على سجّانيه بالتشديد والتضييق عليه .

لقد كانت سوابق رسول الله (صلى الله عليه وآله) المشرّفة، وأخلاقه الحميدة، وصدقه وأمانته طوال حياته،

قال سبحانه: (أو كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت والله محيط بالكافرين *