لقاءات

باسمة الوزان: "نحتاج تكاتف الجهود لخدمة الطفل دون أي نوع من الاستغلال."


نسرين نجم ..

مدربة وباحثة في شؤون الأسرة وكاتبة لها العديد من القصص للأطفال والناشئة منها قصة: "حسن أذكى من الآلي" التي فازت بجائزة "كتابي" التابع لمشروع عربي 21 (مشروع الإسهام في تطوير تعلم اللغة العربية وتعليمها 2013)، وقصص: "بلح الشام"، "قصص أمي لا تنتهي"، "أماه أريد غرة"، "حسن وقمر النهار" "هواية جدتي"، ولها الكثير من المقالات في جريدتي: "القبس" و "الراي"، إنها الكاتبة الكويتية باسمة الوزان التي أجرينا معها هذا الحوار المتنوع المواضيع والتي تندرج تحت عنوان شؤون وشجون الطفولة:


* الأطفال والأسئلة الوجودية وحب الاستكشاف:
عالم الأطفال عالم مليء بالبراءة والعفوية والصدق والخوض في هذا المجال يتطلب صبرًا وجهدًا ووعيًا لأن كل ما تحكيه أو تفعله أمام الأطفال تمتصه ذاكرتهم ويتحول إلى جزء من سلوكهم وهو ما يعتبر مسؤولية بحدّ ذاتها وقد اختارتها الكاتبة باسمة الوزان: "الأطفال أحباب الله، بذور خضراء يانعة في أول مراحل الحياة، رياحين عطرة، تنشد سقيًا بالقيم السمحاء والمفاهيم الجميلة بعناية ولطف، لننطلق بهم نحو الإنسانية برفق وحنان. يتأملون ممن حولهم تزويدهم ما يحتاجون إليه من علوم نافعة ببهجة ومتعة ليتمكنوا من خوض الحياة بمحبة وسلام بإخلاص وتفان وعن معرفة وبينة وبخطى ثابتة. فهم شباب الغد، وعماد المجتمع. تربية الطفل مسئولية عظيمة، لا تقع على عاتق الأسرة وحدها، بل على المجتمع بأسره. الأطفال من ألطف خلق الله تعالى هم البهجة والحنان ومنبع الصفاء والمحبة، إنهم الامتداد لطريق لابد يمهد، فماذا أعددنا لهم؟".
وعلى قدر أهمية هذا الموضوع سيما أن الأطفال هم صناع المستقبل لا بدّ لنا من أن نسأل عن مدى اهتمام عالمنا العربي والإسلامي ببناء شخصية الأطفال ترى الأستاذة الوزان: "الكتب ووسائل الإعلام المختلفة وبرامج التواصل التي تحف بها الأجهزة الذكية لم تترك مجالًا إلا وتطرقت له ويمكن للمتعطش للثقافة والمعرفة الحقة أن ينهل ما شاء من المنابع الصحيحة والرصينة. الاهتمام والوعي بهدف الترقي نحو الإنسانية والتكامل مسؤولية كل من يبحث عن طريق السعادة. تحتاج الأسرة إلى دعم المجتمع بمختلف وسائله، إلى تكاتف الجهود لخدمة الطفل دون أي نوع من الاستغلال. حتى قصص وكتب الأطفال لله تعالى الحمد حصل تطور فارق في السنوات الأخيرة من حيث جودة النص والرسوم، إلا أننا بحاجة لصناعة شخصيات مؤثرة ومستقلة في الرسوم المتحركة على سبيل المثال نابعة من بيئتنا معززة بعقائدنا الأصيلة وأخلاقياتنا المنزهة، فالاهتمام موجود وبحاجة لتضافر الجهود. "

إن النمو العقلي والجسدي والنفسي للأطفال يترافق مع حبّ المعرفة والاكتشاف عبر طرح أسئلة منها وجودية ومنها ما يتعلق بكيفية مجيئهم إلى الحياة، وبعض الأهالي يعتبرون بأن هذه الأسئلة محرجة ويتهربون من الإجابة الأمر الذي يؤثر سلبًا على الأطفال فيلجأون عندها إلى مصادر أخرى للمعرفة.. عن هذه النقطة تحدثنا الأستاذة باسمة الوزان فتقول: "الاستكشاف هو أحد خصائص طفل المرحلة الأولى فهو جديد على من وما حوله، من الجيد أن يستعد الوالدين لإثارة الحوار وتشجيع الطفل على السؤال لا فقط انتظار أسئلته، علاوة على أن هذا النوع من الأسئلة متوقع، شائع، وصحيّ وبالتالي يجب الاستعداد مسبقًا وإن بإجابات بسيطة. كأن يتحاور الزوجان مثلًا: إن سأل طفلنا هذا السؤال كيف نجيبه، مع تأسيس مكتبة أو ركن في مكتبة البيت تحتوي على كتب خاصة بهما في التربية وخاصة بالطفل لبهجته وتعليمه.

يتولد من الأسئلة مناقشة وتحاور مما يؤدي إلى بناء علاقة طيبة بين الطفل ووالديه تشعره بالأمان والثقة، فهم الملجأ الحصين. الأسئلة تعين على فهم الطفل ومعرفة كيف يفكر وما يحتاج إليه من معلومات. ولا بدّ من حسن الإصغاء وتبسيط الإجابة واختصارها إلى قدرة الطفل المعرفية وما يناسب مرحلته العمرية. كما أن الاستجابة بحد ذاتها اهتمام بشأنه وتقدير لمكانته واعتبار يحتاجه الطفل لتنمو شخصيته بشكل طبيعي ولينشأ واثقًا من نفسه، فعندما يسأل عن كيفية خلق الإنسان، يجب أن نقدم إجابة صحيحة بسيطة ومختصرة، ويمكن إلفات الطفل إلى عناصر الطبيعة التي يراها كل يوم ويلمسها ويمكنه ملاحظة تطورها، فالطفل في المرحلة الأولى لا يمكنه تصور أشياء لم يرها ولا يعرف كنهها، ولا يحسن تخيلها، إلا أنه رأى النبات الذي تبدأ حكايته ببذرة ثم إلى شجرة تعطي ثمرة، أو مع الطيور والبيض... وغيرها من الكائنات في محيطه القريب أو من خلال الرحلات، إلى أن نصل معه إلى  البشر، فالأسرة لابد أن تنشأ من أب وأم، والقصة مفيدة في طرح هذه الأفكار بشرط أن تكون منتقاة ومناسبة لعمر الطفل. ". أما بالنسبة للأهل الذين يقومون بضرب الطفل عند طرح مثل هكذا سؤال تقول: "إذا كان مصيره الضرب لمن يلجأ الطفل لإشباع فضوله؟ من حق الطفل أن يسأل مهما كان السؤال، فهو في طور التعلّم، وستبقى أسئلته تحيره وتدور في عقله وتلح على فكره، وإن قوبل بالقسوة والتعنيف سيفهم أن السؤال خطأ ومحرم عليه.

وقد يعتقد من يضرب الطفل على سؤال أنه أدرك ما سأل عنه تمامًا كإدراك الكبير، أو أنه يسأل عن شيء يعرفه ويتصوره تمامًا، أو لأنه يتحرج من السؤال والإجابة ولا يملك طريقة سوى القمع.  الضرب أسلوب خطر جدًا قد يدفع الطفل لأن يعتقد أن تكوين الأسرة وبنائها السليم هو خاطئ ومشين وموضوع محرج في حد ذاته إن تعاملنا مع السؤال بهذه الكيفية! قد يتجه الطفل نحو أقرانه ويسألهم، أو قد يلجأ للبحث في فضاء الإنترنت الواسع الذي قد يأخذه إلى عوالم أخرى خطرة لا تراعي أبسط حقوقه كطفل.
الفضول يدفع الطفل بتلقائية لاستكشاف ما حوله ويكسبه مهارات ذهنية وحركية ويكسبه معلومات جديدة، كما أنه يرفع الثقة بنفسه ويحفزه على المواصلة في الاستزادة، وعلى الأبوين استغلال هذا الشغف في تحبيب الطفل بالكتاب المفيد أحد وسائل الإجابة على التساؤلات وإشباع الفضول مع ضرورة مراعاة العفة ودرجة الإدراك."
بالحديث عن فضاء الإنترنت وفي ظل سيطرة العوالم الافتراضية تحدثنا السيدة الوزان عن أهمية تربية الأطفال على المطالعة منذ الصغر وعن الخطوات التي من المفترض اتباعها: "تربية الأطفال تربية للكبار أيضًا، وإذا كان سقف طموحات الوالدين عاليًا سيبدآن للتخطيط منذ الاقتران لحياتهما ولأبنائهما أيضًا، الزوجان بحاجة للتحصن بالعلم والمعرفة والتزود بالمعلومات الكافية لأجل حياة زوجية مستقرة، وإذا اعتاد كل من الأب والأم على القراءة، يصبحان قدوة بشكل تلقائي مستقبلًا للطفل مما يعزز القراءة عنده. كما يجب أن يتفق الزوجان حول كيفية وآلية استخدام الأجهزة الذكية ليتمكنا من عكس صورة واقعية ممكنة التطبيق للأبناء، علاوة على التعاون بين الأبوين في القراءة اليومية للطفل مع أنشطة ترفيهية تخص القصة، أو تعزيز القراءة الجماعية في اللقاءات العائلية، أو الذهاب به إلى منتديات القراءة للطفل خصوصًا المدعمة بالأنشطة التفاعلية مع مجموعة من الأطفال، يدعم حبه للكتاب واستمراره بالقراءة مستقبلًا."
هذه النقاط التي ذكرتها السيدة باسمة الوزان تتطلب من الأهل القيام بواجبهم من ناحية التربية الصحيحة فهل فعلًا لا يزالون يقومون بهذه المهمة أم أنه كما يصور البعض بأن الوالدين استقلا عن أداء هذه الوظيفة: "يوجد من يهتم بالتربية ويوجد من لا يهتم كأي عصر يعيشه الإنسان. الأمر مرتبط بمستوى إدراك عظم المسؤولية والمعرفة للحقوق والواجبات المتعلقة بالأسرة والطفل وتربيته. قال الرسول الأكرم (ص): أكرموا أولادكم وحسّنوا آدابهم يغفر لكم"، وقال (ص): "لئن يؤدّب أحدكم ولداً خير له من أن يتصدّق بنصف صاع كلّ يوم".


* الثواب والعقاب وأهميتهما في التربية:
  يعتبر الثواب والعقاب من المفاهيم الأساسية والهامة في بناء شخصية الطفل، فكما نعاقبه على عمل خاطئ من المفترض أن نشجعه ونحفزه ونكافئه عندما يقوم بأمر صحيح، إلا أن أغلب الأهالي يلتفتون فقط إلى مفهوم العقاب ضاربين بعرض الحائط أهمية الثواب وللأسف فإن العقاب في أكثر الأحيان مرتبط بالعنف الجسدي، حول هذين المفهومين تحدثنا الأستاذة الوزان: "قال الإمام علي (ع):  "إنّ العاقل يتّعظ بالأدب والبهائم لا تتّعظ إلّا بالضرب".
وشكا رجل ابنه عند الإمام الكاظم (ع)، فأجابه (ع): "لا تضربه واهجره ولا تُطل". يتضح النهي عن الضرب لتأثيره المؤلم على جسد الطفل، وينهى عن الأذى النفسي بعدم إطالة مدّة هجره.

كثير من الأهالي إما تلقوا التربية بهذا الشكل أو أنهم لم يتعلموا أسس التربية، ولم يبحثوا عن أساليب أخرى إن صادفتهم مشكلات، فهم يجتهدون بردود الأفعال كما يحلو لهم لا كما يجب، وعقيدتنا السمحاء ومنهجنا التربوي يحتوي العديد من التوجيهات ويتشدد في التعامل مع الطفل ويحدد عقوبات مالية تتدرج حسب مستوى إيلامه.
وعلى سبيل المثال حين نعود الطفل على أن نلحق اسمه بلقب جميل، أو حبيب أمه أو قرة عين أبيه أو أي كلمة طيبة أخرى، وحين يعمل سلوكًا خاطئًا نكتفي باسمه فقط سيشعر عندها بالاختلاف وبأنه فقد شيئًا اعتاده، عبر هذا الأسلوب تبين له بشكل غير مباشر تدفعه للتساؤل مراقبة ذاته، فالتربية تغيير إيجابي تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الحب والود والاحترام وحسن الخلق هو الذي يثمر." وعن أساليب الثواب والعقاب التربوية ومتى نستخدمها ترى السيدة الوزان: "من الضروري أن يكون الحب والاحترام والتسامح في الأسرة الأساس في التعامل بين أفرادها، والمطلوب من الثواب والعقاب مساعدة الطفل أن يستمر ويتعود على سلوك حسن أو دفعه عن سلوك خاطئ، ولا يقدم الإرشاد إلا بحب واعتدال، ولا يمكن تقديم الحب إلا بمحبة. فهذا الطفل هو فرد هام في الأسرة حين يخطئ دون قصد أو إدراك ويعاقب بحجم أكبر من الخطأ بشكل مستمر سيتبع نفس المنهج، ويعتقد أن الحب يقدم بالضرب والصراخ!
يجب إدراك أهميّة أسلوب الثواب والعقاب في تعليم الطفل كيفية التعامل مع العالم الخارجي، ومساعدته في التعرف إلى النظام والقانون الذي يحفظ حقوق الإنسان. ويمكن لكلمة طيبة أن تؤدب الطفل، ويمكن لسلوك صامت كإيماءة تعجب بالوجه أو تلميحة سلمية دون أي صورة من صور الغضب أن يصرفه عن عمل خاطئ، مما يحافظ على كرامته ولا يفقده ثقته بنفسه أو يجعله يتخذ موقفًا سلبيًا من الناس بسبب أسلوبهم الفظ في التعامل معه. ولقد نهى النبي الأكرم (ص) عن تأديب الطفل حال الغضب، لأن الإنسان لا يتصرف بحكمة حين الغضب.
وليس كل أمر أو فعل يصدر من الطفل بجهالة يوضع في دائرة العقاب لابد من تنظيم حياة الطفل اليومية وتوضيح ما ينبغي على كل فرد من الأسرة من أمور وتأهيل الطفل إن لم يلتزم بالإرشادات التي تعم الجميع، ومن حق الطفل أن يعلم بنوع العقوبة في حال الرخاء ويفهم جيدًا أن أخذه لعبة أخيه الأصغر قسرًا يمكن مسامحته إذا أعادها وإذا أتلفها فهناك عقاب محدد وواضح فمن الخطر مفاجأة الطفل بعقوبة لا يعرفها ولم يستعد لها، فلا بدّ أن يدرك جيدًا لأنه يستجيب وهذا ينطلق من احترامه وتقديره. قانون واضح يطبق على الجميع لا أن يضرب فجأة على سلوك تلقائي غير مقصود، وقد يتناسب مع طبيعته كطفل جهول."

بالانتقال إلى موضوع آخر يتعلق بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، كيف يجب التعاطي معهم من قبل الأهل ومن قبل الإخوة والأخوات؟ ترى السيدة باسمة الوزان: "في البداية يجب على الوالدين قبول هذا الطفل قبولًا تامًا واعتباره نعمة من الله تبارك وتعالى، ومن ثم إعلام بقية أفراد الأسرة بحالته الصحية وأنه بحاجة لرعاية ومعاملة خاصة، هذه الرعاية لا تنبع من محبة أكثر من بقية إخوته ولا تدليلًا بل لأنه يتطلب مجهودًا ورعاية أكثر بحكم اختلافه واحتياجه، ولتتمكن الأسرة من تجاوز المحنة والارتقاء والاستفادة من نتائج الابتلاء الإيجابية لا بدّ من تضافر جهود الإخوة والأخوات مع الوالدين ولتتمكن الأم خصوصًا من إعطاء كل ذي حق حقه، من الضروري التعاون حتى في الاطلاع والتعرف على ما يمكن عمله، فإذا ما أتيحت له الفرصة وتم تقدير مكانته سيتحمل هو أيضًا مسؤوليات بقدر استطاعته.
كل خطوة في الحياة بحاجة لمعلومة صحيحة، لا بدّ من معرفة حاجات وحقوق هذا الطفل وتعريف لمعاناته وكيفية التعاون كأسرة متكاملة في معاونته وتقاسم الأدوار وإشعار هذا الطفل بأهميته ومساعدته في أداء دوره كفرد فاعل في المجتمع."
الكثير من الأهالي يعانون من عناد أطفالهم ويقفون في الكثير من الأحيان عاجزين عن علاج هذا الأمر راضخين لطلبات أطفالهم. عن أسباب العناد وعلاجه تقول الأستاذة باسمة الوزان: "من أسباب عناد الطفل كثرة الأوامر والنواهي أو فرض أداء الأشياء عليه، دون إتاحة الفرصة لإبداء رأيه أو الاعتراض، ويزداد العناد إذا كانت المعاملة مطعمة بالتعنيف والقسوة. أحيانًا ينشأ العناد بسبب التدليل المفرط وترك العنان للطفل دون قانون يحكم تصرفاته، فلا إفراط ولا تفريط. إن طريقة مخاطبة الطفل تحدث فارقًا في الاستجابة، محاورته ومناقشتة فى اتخاذ القرارت تعين على تحمله للمسؤولية.
من أسباب العناد الأخرى مقارنة الطفل بأخيه أو أخته أو أي طفل آخر، ونعته خصوصًا أمام الآخرين بالعنيد، مما يؤكد له الصفة ويتعامل معه الآخرين بنفس الأسلوب الذي تعامل معه المربي أمًا كان أو أبًا.

من الملاحظات الهامة للمربي أن يركز على المدح أو حسن الثناء لعمل الطفل أو ذم العمل لا الطفل بحد ذاته، والتأكيد في كل الأحوال للطفل أنه محبوب والديه يتمتع بقبول دون شروط إلا أن العمل الصحيح ممدوح والقبيح مذموم لضمان استقرار نفسه واستجابته للتوجيهات.
كما أن احترام الطفل في وقت انشغاله باللعب يساعد على استجابته، فلا يصح إشعاره أنه تحت الطلب متى ما أراد الكبار فقد يكون مستغرقًا في اللعب أو متابعة برنامج مفضل ويطلب منه تنفيذ أمر مما يؤدي إلى نفوره وعناده، علاوة على أن الطفل يتعلم منا إذا طلب منا لا نلبي وإن طلبنا عليه أن يلبي وهذا لا يعتبر إنصافًا خصوصًا إذا تعود منا سماع "لا" أو الرفض الدائم  سيقلد ما نفعله.".
وتحدثنا الأستاذة باسمة الوزان عن القيم التي يجب أن تعزز عند الأطفال ما دون ال 8 سنوات: "من القيم التي يجب تعزيزها عند الأطفال النظام، النظافة، آداب الطريق، الثقة بالنفس، الأمانة، الصبر والتأني، الصدق، الرحمة، التعاون، بر الوالدين، احترام الكبير... وهذا يتم بالقدوة أي أنه يرى هذا السلوك فعال من خلال تصرفات والديه، ويمكن لقصص الأطفال أن تعين في ذلك."

أما عن مشاريعها: "صدرت مؤخرًا "ضفائر فاطمة" وهي أول رواية للناشئة مقتبسة من أحداث واقعية جرت عام 1974 حين احترقت يد أم علي وتساءلت ابنتها ذات الشعر الطويل والكثيف والمجعد: من يصنع ضفائرًا لفاطمة يا أمي؟ وقريبًا ستصدر "قصص أمي تجمعنا" وهي الحلقة الثانية من سلسلة بدأت  بقصة "قصص أمي لا تنتهي" وكلتاهما تتبعان سلسة تحفّز الطفل على القراءة وحسن استخدام التكنولوجيا والبر بالوالدين، وإن شاء الله تكتمل هذه السلسلة بأربع قصص، ومن المتأمل أن تصدر في نفس الوقت قصة "روز تقرأ أيضًا" روز عاملة في منزل يحب القراءة، يقدم لها أفراده الكتب لتسليها وتساعدها على تحمل الغربة وتقول: إن احتضان الكتاب قبل النوم يجعلني أحلق بعيدًا عن الهموم وعن الأفكار المشوشة، لقد تمكن الكتاب من تخفيف آلام غربتي، إن القراءة تمنحني نومًا هانئًا وقوة لصباح أجمل."
 وفي كلمة أخيرة للأهالي الذين يعانون من خلافات فيما بينهم تقول الأستاذة باسمة الوزان: "اختيار الشريك غير الموفق من العوامل التي تؤدي إلى ارتفاع الخلاف واستمراره، علاوة على عامل مهم آخر هو قيام الزوجين بتأسيس أهم شركة في الحياة دون اطلاع ومعرفة بحقوق وواجبات كل منهما، أو على قانون الأسرة المرتبط بالسعادة مهما حصل من مكدرات متوقعة في الحياة، أو الاتفاق على اختيار الحل الأنسب للمواقف المتكررة والطارئة...إلخ كيف ستكون منتجات هذه الشركة وكيف يمكنها الاستمرار؟

إن البعد عن التعلم والقراءة والتزود بالمفاهيم الميسرة للحياة تقصي السعادة والراحة، الود والسكينة، وقد وجدت الأسرة لتعين الإنسان في مسيرته التكاملية نحو الله تعالى فهو يرتقي بوجوده في المجتمع بدءًا من أسرته، وحتى تتحقق السعادة لها شروطها ويعتبر العلم من أهمها، فلا يعبد الله بجهل أبدًا، وأعتقد أن كلا من الزوج والزوجة إذا أعاد كل منهما تأهيل نفسه بالاطلاع والمعرفة سيتمكنان من معرفة الأدوار المناطة بكل منهما من أجل صناعة السعادة وإعادة الأسرة إلى بر الأمان، مهما واجهت من ظروف في معتركات الحياة."

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد

مواقيت الصلاة