من التاريخ

قصة ابن الحر/ خذل الحق ولم يثق به الباطل ونهاية لا قيمة لها

 

الشيخ حسين البيات
عبيد الله بن الحر الجعفي رجل كوفي شجاع كريم معتقد بإمامة وعدل علي "ع" وصحة موقفه إلا أنه ترك عليًّا في صفين والتحق بمعاوية واختلف معه في علي "ع" فتركه وعاد للكوفة مختفيًا إلا أنه وجد زوجته تزوجت برجل آخر حينما طال غيابه فزوجها أخوها بعكرمة بن الخبيص فطلب قضاء علي "ع" فقال له: ((ظاهرت علينا عدونا فغُلْتَ، فقال له: أيمنعني ذلك من عدلك؟ قال: لا)) فحكم برجوعها لزوجها ابن الحر وبقي بالكوفة لا يدخل في أي حرب نصرة لعلي بالرغم من اعتقاده بإمامته لأنه لا يريد أن يحارب أحدًا من قومه.
طلب مسلم ابن عقيل نصرته فأبى ودخل عليه الإمام الحسين "ع" طالبًا منه نصرته عندما وضع ابن الحر خيمته بعيدًا عن الكوفة حتى لا يدخل في الحرب بين الحسين ويزيد فقال له خذ سيفي وفرسي وابتعد عن الحرب فإنهم قاتلوك وأنا أعيد أسرتك إلى المدينة فطلب منه الإمام الحسين "ع" أن يبتعد بخيمته عن سماع واعية الحسين فمن سمعها ولم ينصره أكبه الله على منخريه في النار وقال له: ((إذا بخلت عنا بنفسك فلا حاجة لنا بمالك)) ثم تلا قوله تعالى: {وما كنت متخذ المضلين عضدًا} فابتعد ولم يقف مع جيش ابن زياد أيضًا وكان أول من زار قبر الحسين "ع" وأنشد أبياتًا آخرها:
لقد فاز الألى نصروا حسيناً *** وخاب الآخرون ذوو النفاق
إلا أن ابن زياد لامه كثيرًا بعد استشهاد الإمام الحسين "ع" على تركه نصرة يزيد وهمّ ابن زياد بقتله إلا أن علاقته الوطيدة بالأمويين لم تسمح بذلك إلى أن استولى المختار على الكوفة فانضم ابن الحر إليه حتى اختلف مع إبراهيم الأشتر بتكريت حول الغنائم فأخذ عدة أفراد من المعسكر واتجه إلى هيت فقتل نائب المختار وأخذ أموالهم ثم إلى الأنبار وقتل نائب المختار أيضًا ونهب الأموال وحارب المختار في الكوفة بعد أن سجن المختار زوجته فهجم على السجن وأخرج كل من فيه .  
انضم ابن الحر إلى مصعب بن الزبير لكنه حبسه بعد استشهاد المختار لعدم الثقة به لكنه أخرجه بتوسط أفراد من مذحج ثم هرب إلا أن الزبيرين أرسلوا له فرقة لقتله وتفرق عنه أصحابه فخاف أن يؤسر فرمى بنفسه في الفرات ورموه بالسهام حتى مات .

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد