مقالات

الآداب الباطنيّة عند سماع الآذان

 

الفيض الكاشاني 
إذا سمعتَ نداء المؤذّن فأحْضِرْ في قلبِكَ هولَ نداءِ يوم القيامة، وتشمّر بظاهرك وباطنك للإجابة والمسارعة، فإنّ المسارعين إلى هذا النداء هم الذين يُنادَون باللّطف يوم العَرضِ الأكبر.
فاعْرِضْ قلبَكَ على هذا النداء (نداء الآذان) فإنْ وَجَدْتَهُ مملوّاً بالفرح والاستبشار، مشحوناً بالرغبة إلى الابتدار (المبادرة إلى الصلاة)، فاعلم أنّه يأتيك النداء بالبُشرى والفوز يوم القضاء (يوم القيامة).
ولذلك قال النبي صلّى الله عليه وآله: "أرِحْنَا يا بِلَال" أي أرِحْنا بها وبالنداء إليها (الصلاة) إذ كانتْ قُرّة عينه فيها.
واعْتَبِرْ بفُصُولِ الآذان وكلماته كيف افْتُتِحَتْ بالله (في عبارة "الله أكبر") واختُتِمَتْ بالله ( في عبارة "لا إله إلّا الله") واعْتَبِرْ بذلك أنّ الله جلّ جلاله هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن. 
ووطّن قلبَكَ بتعظيمه (تعالى) عند سماع التكبير واستحقر الدنيا وما فيها لئلا تكون كاذباً في تكبيرك.
وانْفِ عن خاطرك كلّ معبودٍ سواه بسماع التهليل (لا إله إلّا الله). 
واحْضِرْ النبي صلّى الله عليه وآله وتأدّب بين يديه واشْهَد له بالرسالة مُخلصاً (أشهدُ أنّ محمّداً رسول الله). 
وحرّك نفسَك واسْعَ بقلبك وقالبك عند الدعاء إلى الصلاة (حيّ على الصلاة) وما يُوجب الفلاح (حيّ على الفلاح) وما هو خير الأعمال (حيّ على خير العمل). 
وجدّدْ بعد ذلك بتكبير الله وتعظيمه واختمه بذلك كما افتتحتَ به.
واجعلْ مبداك منه (الله) وعودك إليه (الله) وقوامك به (الله) واعتمادك على حوله وقوته فإنّه لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد