2 - الأسلوب الأدبي:
نسبة إلى الأدب الذي يراد به - هنا - "الكلام الإنشائي البليغ الذي يقصد به التأثير في عواطف القراء والسامعين" (1). وهو ما يعرف قديـمًا ب (صناعة الأدب). أو كما يعرفه (المورد - مادة literature - الأدب: مجموع الآثار النثرية والشعرية المتميزة بجمال الشكل أو الصياغة، والمعبرة عن فكرات ذات قيمة باقية".
ومن قبله عرفه الزيات بقوله: "أدب اللغة: ما أثر عن شعرائها وكتابها من بدائع القول المشتمل على تصوير الأخيلة الدقيقة وتصوير المعاني الرقيقة مما يهذب النفس ويرقق الحس ويشف اللسان" (2). ويتحدث عنه عبد النور فيقول: "الأدب في معناه الحديث هو علم يشمل أصول فن الكتابة، ويعنى بالآثار الخطية، النثرية والشعرية.
وهو المعبر عن حالة المجتمع البشري، والمبين بدقة وأمانة عن العواطف التي تعتمل في نفوس شعب أو جيل من الناس، أو أهل حضارة من الحضارات.
موضوعه:
وصف الطبيعة في جميع مظاهرها، وفي معناها المطلق، في أعماق الإنسان، وخارج نفسه، بحيث أنه يكشف عن المشاعر من أفراح وآلام، ويصور الأخيلة والأحلام، وكل ما يمر في الأذهان من الخواطر.
من غاياته:
أن يكون مصدرًا من مصادر المتعة المرتبطة بمصير الإنسان وقضاياه الاجتماعية الكبرى، فيؤثر فيها ويغنيها بعناصره الفنية. وبذلك يكون أداة في صقل الشخصية البشرية وإسعادها، ويتيح لها التبلور والكشف عن مكنوناتها. وهو يؤدي من خلال فنونه المتطورة، المعاني المتراكمة خلال الأزمنة، والمستحدثات المعاصرة في شموليتها الإنسانية أو حصريتها الفردية.
ويبرز في نصوصه المتوارثة إسهام الشعوب كبيرة وصغيرة، قديمة ومعاصرة، في بناء الحضارة، متوخيًا المزاوجة بين المضمون والشكل ليجعل منهما وحدة فنية. يستوعب الأدب معظم الفنون الأخرى ويتجاوزها. باستعماله الأصوات والجرس وتناغم المقاطع هو موسيقى. وبالتأليف والتركيب واللون وبراعة الأسلوب هو هندسة معمارية ورسم ونحت. وهو يحلق بجناحي الفكر متخطيًا الزمان والمكان. ولذلك يعتبر الأدب أكمل الفنون وأسماها. وهو أقلها تعرضًا للفناء، لأن عوامل الزمان والمكان تعجز عن تدميره والقضاء عليه، لا سيما بعد اهتداء الإنسان إلى عملية النساخة والطباعة.
ففي حين أن لوحة الرسام قد تتعرض للفساد أو للحريق، وأن التمثال قد يتحطم، فإن الأثر الأدبي لتعدد نسخه، وانتشاره في أماكن مختلفة ينجو في معظم الأحيان من الضياع".
نموذج الأسلوب الأدبي:
(من النثر): نص رسالة من عبد الحميد بن يحيى بعث بها إلى أهله وهو منهزم مع مروان إثر سقوط الدولة الأموية: "أما بعد: فإن الله تعالى جعل الدنيا محفوظة بالكره والسرور، فمن ساعده الحظ فيها سكن إليها، ومن عضته بنابها ذمها ساخطًا عليها، وشكاها مستزيدًا لها، وقد كانت أذاقتنا أفاويق استحليناها، ثم جمحت بنا نافرة، ورمحتنا مولية، فملح عذبها، وخشن لينها، فأبعدتنا عن الأوطان، وفرقتنا عن الإخوان، فالدار نازحة، والطير بارحة. وقد كتبت والأيام تزيدنا منكم بعدًا، وإليكم وجدًا، فإن تتم البلية إلى أقصى مدتها يكن آخر العهد بكم وبنا، وإن يلحقنا ظفر جارح من أظفار عدونا نرجع إليكم بذل الإسار، والذل شر جار. نسأل الله تعالى الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء، أن يهب لنا ولكم ألفة جامعة في دار آمنة، تجمع سلامة الأبدان والأديان، فإنه رب العالمين وأرحم الراحمين" (3).
(من الشعر): مقتطفة من قصيدة لأبي تمام:
ديمة سمحة القياد سكوب
مستغيث بها الثرى المكروب
لوسعت بقعة لإعظام نعمى
لسعى نحوها المكان الخصيب
لذ شؤبوبها وطاب ولو تستطيع
قامت فعانقتها القلوب
هي ماء يجري وماء يليه
وعزال تهمي وأخرى تذوب
كشف الروض رأسه واستسر المحل
منها كما استسر المريب
فإذا الري بعد محل وجرجان
لديها يبرين أو ملحوب
أيها الغيث حي هلا بمغداك
وعندي السرى وحين تؤوب
والأسلوب الأدبي - كما رأينا في هذين الأنموذجين - "يمتاز بالخيال الرائع، والتصوير الدقيق، وتلمس أوجه الشبه البعيدة بين الأشياء ، وإلباس المعنى ثوب المحسوس، وإظهار المحسوس في صورة المعنوي" (4).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) معجم مصطلحات الأدب ص 5 .
(2) تاريخ الأدب العربي ص 3 ط 26 .
(3) تاريخ الأدب العربي للزيات 199 .
(4) معجم مصطلحات الأدب 542 عن : البلاغة الواضحة للجارم وأمين .
الشيخ ناصر مكارم الشيرازي
الشيخ فوزي آل سيف
الشيخ عبدالهادي الفضلي
الشيخ محمد هادي معرفة
عدنان الحاجي
السيد جعفر مرتضى
السيد محمد حسين الطبطبائي
الشيخ جعفر السبحاني
حيدر حب الله
الشيخ علي المشكيني
حسين حسن آل جامع
عبد الوهّاب أبو زيد
ناجي حرابة
فريد عبد الله النمر
الشيخ علي الجشي
جاسم بن محمد بن عساكر
أحمد الماجد
عبدالله طاهر المعيبد
ياسر آل غريب
زهراء الشوكان